صرّح مفاوض إسرائيلي كبير لوكالة "فرانس برس"، أمس الاثنين، أن عشرات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة ما زالوا على قيد الحياة على نحو مؤكد، وأن إسرائيل لا يمكنها قبول وقف الحرب، حتى يتم إطلاق سراحهم كلهم في إطار اتفاق.
وتعتقد إسرائيل أن 116 من أسراها ما زالوا في غزة، من بينهم 41 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم. وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته لأنه غير مخول الحديث علنًا عن هذه القضية، إن "العشرات (من المحتجزين) ما زالوا أحياء على وجه التأكيد".
وأضاف: "لا يمكننا أن نتركهم هناك لفترة طويلة، فسوف يموتون"، لافتًا إلى أن الغالبية العظمى منهم محتجزون لدى حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
"بانتظار حماس"
وكشف الرئيس الأميركي، جو بايدن، نهاية الشهر الماضي عن مقترح إسرائيلي من ثلاث مراحل لإنهاء الحرب في غزة. وقال بايدن إن المرحلة الأولى تشمل "وقفًا تامًا وكاملًا لإطلاق النار" يستمر ستة أسابيع، مع انسحاب القوات الإسرائيلية من "جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة".
وشدد المسؤول الإسرائيلي أن تل أبيب لا تستطيع إنهاء الحرب مع حماس في القطاع الفلسطيني قبل اتفاق للإفراج عن المحتجزين لأن الحركة قد "تنتهك التزامها، وتطيل أمد المفاوضات لمدة 10 سنوات" أو أكثر، وفق زعمه.
وأضاف المسؤول: "لا يمكننا في هذا الوقت - قبل التوقيع على الاتفاق - الالتزام بإنهاء الحرب"، مردفًا "لأنه خلال المرحلة الأولى، هناك بند يقضي بإجراء مفاوضات حول المرحلة الثانية. المرحلة الثانية تنص على إطلاق سراح الرجال والجنود الرهائن"، وفق قوله.
وتابع المسؤول الإسرائيلي: "نحن نتوقع وننتظر أن تقول حماس نعم"، علمًا أن الحكومة الإسرائيلية لم تعلن الموافقة على خطة بايدن حتى الآن.
ولفت المسؤول نفسه لفرانس برس إلى أنه "في حال لم نتوصل إلى اتفاق مع حماس، فإن الجيش الإسرائيلي سيواصل القتال في قطاع غزة بطريقة لا تقل كثافة عن القتال الآن"، مضيفًا: "بطريقة مختلفة، ولكن بطريقة مكثفة".
"أوقفوا الحرب"
وتزداد الضغوط يومًا بعد آخر على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بسبب فشله في إعادة الأسرى، حيث خرج آلاف الإسرائيليين مساء أمس في تظاهرة احتجاجية قرب مقر إقامته والكنيست للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة، وآخذين على نتنياهو إدارته للحرب المستمرة على غزة، وفشله في إعادة عشرات الأسرى.
وأتت هذه التظاهرة بعد أسبوع تقريبًا على استقالة بيني غانتس وغادي آيزنكوت وهما قائدان سابقان للجيش من حكومة الحرب، ما أدى إلى حل هذه الهيئة التي شكلت بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
ورغم مغادرة هاتين الشخصيتين المعارضتين اللتين انضمتا إلى الحكومة لإظهار وحدة البلاد بعد هجوم حماس، لا يزال بنيامين نتانياهو مع حلفائه يحتفظ بالغالبية في البرلمان.
ورفع بعض المتظاهرين الإسرائيليين لافتات تطالب بانتخابات جديدة، ودعوا إلى وقف لإطلاق النار كي يتمكن الأسرى المتبقون من العودة إلى ديارهم. وهتف المتظاهرون "كلهم! الآن!" فيما وضع بعضهم قمصانًا قطنية كتب عليها "أوقفوا الحرب" و"نحن كلنا متساوون".
ويوم الجمعة الفائت، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، مقتل أسيرين إسرائيليين لديها في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة جراء قصف جوي إسرائيلي قبل أيام.
وقالت في رسالة إلى الإسرائيليين: "جيشكم قتل اثنين من الأسرى في القصف الجوي على مدينة رفح قبل أيام". وأضافت: "جيشكم يخدعكم ويستمر في خداعكم". وتابعت: "حكومتكم لا تريد أن تستعيد الأسرى إلا في توابيت".