أكدت وزارة شؤون القدس الفلسطينية أنّ اعتداءات المُتطرّفين الإسرائيليين على المسلمين والمسيحيين في القدس هي بمثابة إعلان حرب دينية.
واليوم الأربعاء، استمرّت اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى لليوم الخامس على التوالي، فيما أدى المئات منهم أيضًا صلوات تلمودية في سوق القطانين وأزقة البلدة القديمة في القدس.
وأضافت شؤون القدس في بيان صحفي اليوم الأربعاء، أنّه "لا يُمكن بأي حال قبول مبرّرات الاحتفال بالأعياد اليهودية لاضطهاد المسلمين والمسيحيين دينيًا، سواء أكان بالاقتحامات البغيضة للمسجد الأقصى أو الاعتداءات على الكنائس والمسيحيين".
وأشارت إلى أنّ وتيرة الاعتداءات على المسلمين والمسيحيين ومقدساتهم بالقدس التي لم تتوقف منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، ازدادت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة وتحديدًا منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية.
وقالت: "تستخدم الجماعات اليمينية الإسرائيلية المتطرفة مدعومة من حكومة الاحتلال، الأعياد اليهودية غطاء لاستباحة المسجد الأقصى بالاقتحامات وأداء الطقوس التلمودية، في محاولة لخلق واقع جديد بالمسجد ينسف الوضع التاريخي والقانوني القائم بالمسجد من أساسه".
وأضافت أنّ ما يجري بالمسجد الأقصى هو "تطبيق لما يُسمّى بالتقسيم الزماني والمكاني، حيث يُمنع المُصلّون ويجري الاعتداء عليهم بالضرب والاعتقال، في وقت يتمّ فيه تسهيل اقتحامات المتطرّفين للمسجد وأداء طقوسهم التلمودية فيه وبمحيطه".
وجدّدت الدعوة لـ"تدخّل دولي فوري لوقف الاقتحامات والاستفزازات والاعتداءات في المسجد الأقصى ومحيطه، واحترام الوضع التاريخي والقانوني القائم بالمسجد كما كان عشية الاحتلال عام 1967 وليس كما تريده الحكومة اليمينية الإسرائيلية".
وقالت: "ما كان يُمكن لهذه الاعتداءات أن تزداد لولا التحريض اليميني وصمت شرطة الاحتلال وغضّها الطرف عنها"، مشدّدة على أنّ "الجماعات والحركات اليمينية الإسرائيلية المتطرّفة تدفع بأقوالها وأفعالها لحرب دينية لا نُريدها، وستتحمّل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن تداعياتها".
الخارجية الفلسطينية تدين تفشّي التطرّف في المجتمع الإسرائيلي
بدورها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين ظاهرة "البصق" على غير اليهود، التي يُمارسها مستوطنون مُتطرّفون خاصّة في البلدة القديمة من القدس، والتي باتت تتكرّر ضد المواطنين والسياح المسيحيين.
واعتبرت الخارجية في بيان صحفي اليوم الأربعاء، أنّ هذا السلوك انعكاس لثقافة الاحتلال والكراهية والعنصرية والحقد التي يُشرف على نشرها حاخامات كبار ومدارس دينية متطرفة، يتفاخر أتباعها بممارسة هذا السلوك.
وأكدت أنّ هذه الممارسة تعكس تفشّي التطرّف في المجتمع الإسرائيلي خاصّة في أوساط المستوطنين، رافضة تبريرات الجانب الإسرائيلي بشأن عدم إمكانية محاسبة الذين يرتكبون هذا الاعتداء، مؤكدة أنّه نتاج لتحريض بشع يُلخّص إنكار الآخر واستباحة حياته والانتقاص من قيمته.
بصق إسرائيليين متطرفين على كنائس بالقدس
وشدّدت على أن هذه الاعتداءات مع ما تتعرّض له القدس المحتلة وبلدتها القديمة ومقدّساتها المسيحية والاسلامية من عمليات قمع وتنكيل وتضييقات وطرد وتهويد، تستدعي تدخّلًا دوليًا عاجلًا لإجبار الحكومة الاسرائيلية على وقف انتهاكاتها وجرائمها ضد القدس، ورفع الغطاء الذي توفّره عن المتطرفين الحاقدين.
وكان نشطاء في مدينة القدس وثقوا اليوم الأربعاء، قيام متدينين إسرائيليين بالبصق على بوابات كنائس في المدينة.
وأظهر مقطع فيديو صوره نشطاء وتم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي، قيام متدينين إسرائيليين، الأربعاء، بالبصق على مدخل كنيسة "حبس المسيح" بالبلدة القديمة في مدينة القدس الشرقية.
من جهة أخرى، أعلن نادي الأسير أنّ قوات الاحتلال اعتقلت الليلة الماضية وحتى صباح اليوم الأربعاء، 15 مواطنًا خلال اقتحامها مناطق مختلفة في الضفة الغربية.
وتوزّعت عمليات الاعتقال على محافظات الخليل ونابلس وطوباس والقدس.
وأشار نادي الأسير إلى أنّه ومنذ مطلع العام الحالي بلغت حالات الاعتقال أكثر من 5400 حالة.
من جهته، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "اوتشا"، إنّ إسرائيل هجّرت 13 أسرة فلسطينية تضمّ 84 فردًا بينهم 44 طفلاً من مسافر يطا جنوب الخليل، منذ مطلع يوليو/تموز الماضي.