أدى النقص الحاد في الوقود في العاصمة صنعاء وغيرها من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون إلى زيادة الطلب على وسائل النقل العام.
ويصطف الناس في طوابير لعدة أيام لملء خزانات سياراتهم بالوقود في العاصمة اليمنية، كما يضطر طلاب لتعطيل دراستهم في ظل ندرة سيارات الأجرة، التي تعاني من الاكتظاظ بحال وجدت.
ويواجه اليمنيون صعوبات للوصول إلى الأسواق والمراكز الصحية. ويصل سعر 20 لترًا من البنزين في محطات الوقود إلى 9500 ريال (16 دولارًا)، ويزيد السعر أكثر من أربعة أضعاف في السوق الموازية.
ولا يستطيع تحمل هذه التكاليف سوى قلة من الناس. فيما يحتاج نحو 80% من سكان اليمن إلى مساعدات بسبب الانهيار الاقتصادي جراء الحرب المستمرة منذ سبعة أعوام بين الحكومة وقوات التحالف العسكري بقيادة السعودية من جهة، وجماعات الحوثي من جهة أخرى.
بسبب أزمة الوقود.. طلاب #اليمن ينتظرون أوقات طويلة للوصول إلى جامعاتهم pic.twitter.com/QOcOdUubaR
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 15, 2021
تحت أعين التحالف
وقال الموظف الحكومي فواز الصياغي لوكالة "رويترز": "إنّ أزمة الوقود تؤثر على جميع السكان من المواطن البسيط إلى كبار القوم. فلا يستثنى من ذلك كبار المسؤولين أو الشخصيات المرموقة".
ويخضع الوصول إلى اليمن سواء عن طريق الجو أو البحر لسيطرة التحالف الذي تدخل في اليمن في أوائل عام 2015 بعد أن أطاح الحوثيون المتحالفون مع إيران بالحكومة في صنعاء.
ويقول التحالف إن القيود ضرورية لمنع تهريب أسلحة إلى اليمن ويتهم الحوثيين باستخدام الموانئ لأغراض عسكرية وهي اتهامات تنفيها الجماعة.
أزمة الوقود تثقل كاهل السكان في #اليمن واتهامات للتحالف باحتجاز سفن المشتقات النفطية#السعودية تقرير: نبيل اليوسفي تابعوا المزيد عبر البث المباشر للتلفزيون العربي على يوتيوبhttps://t.co/VLgRtlxUjQ pic.twitter.com/sVDSwaEeC2
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 19, 2022
وقال مسؤولون حوثيون إنه لم يتم السماح لسفن الوقود بالرسو في ميناء الحديدة الرئيس بالبلاد منذ الثالث من يناير/ كانون الثاني الماضي، ولا سيّما بعد أن استهدف الحوثيون العمق الإماراتي بعد الاستهداف المتكرر للأراضي السعودية.
ارتفاع الأسعار
وحذّرت الأمم المتحدة من أن مواردها في اليمن، تستنفد لأقصى حد، داعية إلى تمويل عاجل لعمليات الإغاثة، وفي تغريدة عبر تويتر، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: إنّ "عملية الإغاثة في اليمن شريان حياة لملايين المحتاجين".
وأضاف: "تبذل وكالات الإغاثة كل ما في وسعها لمساعدة الأشخاص الأكثر احتياجًا، لكن الموارد تستنفد إلى أقصى حد".
وقال محسن الشهري وهو موظف حكومي آخر في صنعاء: "ندعو السلطات المعنية والمنظمات الدولية والأمم المتحدة إلى رفع الحصار عن المشتقات النفطية والسلع الغذائية الأساسية كي يتسنى توفير الحد الأدنى من المعيشة للمواطنين".
وبحسب ما أفاد برنامج الأغذية العالمي الأسبوع الماضي، فإن أزمة أوكرانيا ستزيد على الأرجح من أسعار الوقود، والغذاء خاصة الحبوب في اليمن الذي يعتمد على الواردات، وزادت فيه تكلفة الطعام لأكثر من المثلين في الكثير من المناطق على مدى العام المنصرم.