ما زال الطفل السوري فواز قطيفان في قبضة الخاطفين، الذين اقتادوه إلى جهة مجهولة قبل أربعة أشهر، لدى عودته من المدرسة في بلدة إبطع بريف درعا.
بمقابل سرعة انتشار المقطع المصور، الذي نشرته العصابة وظهر فيه فواز (8 سنوات) يتعرّض للتعذيب، تبدو عقارب الساعة بطيئة أمام ناظرَي عائلته التي تقبض على جمر الغياب المقلق.
عائلة قطيفان التي أمهلتها العصابة حتى غد الأربعاء لدفع الفدية ومقدارها 500 مليون ليرة سورية، أي ما يوازي 140 ألف دولار أميركي، مقابل إطلاق فواز، كانت قد أكدت أنها ستعمل على جمع المبلغ المتبقي، والذي عجز والدا الصغير عن تأمينه.
ومحمد قطيفان، والد فواز، شكر بدوره كل من ساند أسرته في محنتها، مشددًا على رفضه أن يتم جمع تبرعات في الخارج على اسم ابنه المخطوف.
بانتظار اتصال الخاطفين
أما الجديد في هذا الصدد، فهو ما أعلنه الفنان عبد الحكيم قطيفان اليوم الثلاثاء عبر مقطع مصور على حسابه في موقع فيسبوك.
قطيفان أكد أن العائلة جمعت المبلغ كاملًا وباتت جاهزة للالتزام بما وعدت به، غير أن العصابة الخاطفة لم تتصل حتى الآن.
وبينما أشار إلى أن كلًا من أجهزة الأمن التابعة للنظام السوري وقوى المنطقة تداخلت وتجري تحقيقًا وتجمع بيانات، تحدث عن سيناريوهين؛ إما أن تسبق العصابة الوقت فتستلم المبلغ ونسترد فواز، أو أن تتمكن أجهزة الأمن من اعتقالها، وذاك مطلب ملايين السوريين والعرب من حول العالم.
والممثل السوري جدّد باسم العائلة شكره لكل من أبدى حماسة للمساعدة وقلقًا على مصير فواز، آملًا أن يعم الفرح بعودته إلى ذويه خلال ساعات.
وشدد على ضرورة وضع حد لظاهرة الخطف، وألا يُسمح لها بأن تكون الحالة العامة في حياة السوريين، مؤكدًا أن حياة الناس وكراماتهم وأولادهم أمور ليست قابلة لهذا الابتزاز. وأعرب عن أمله في أن يصار إلى اعتقال خاطفي فواز.
ولامست مأساة فواز القلوب، فيما كانت الأنظار شاخصة نحو المغرب للوقوف على مصير الطفل ريان أورام الذي وقع في البئر، غير أنه خرج منها لتعلن وفاته في غضون دقائق. وقد تداعى المغاربة والعرب لرفع الأماني والصرخات لإنقاذ ابن بلدة إبطع وعودته سالمًا إلى ذويه.
وكان تجمع " أحرار حوران" قد رصد 40 ألف حالة خطف في درعا عام 2021، والتي دخلتها قوات النظام خلال سبتمبر/ أيلول الماضي برعاية روسية، وسط غياب الأمن وانتشار الفوضى والسلاح.