دعت ألمانيا إلى توزيع أكثر عدالة للاجئين الأوكرانيين في الاتحاد الأوروبي، مع نزوح ملايين الأشخاص في أكبر أزمة لاجئين في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وقال وزير العمل الألماني هوبرتوس هيل: "اسمحوا لي أن أوضح أننا لا نرى الأوكرانيين يأتون إلى ألمانيا في الأساس عمالًا، ولكنهم يحتاجون الحماية".
وأضاف: "إنها مسألة إنسانية أن نعاملهم بإنصاف وبشكل لائق بعد كل المعاناة والصدمات التي مروا بها. لكننا في الوقت ذاته جعلنا وصولهم إلى سوق العمل قانونيا".
ويحاول مسؤولو الاتحاد الأوروبي الوصول إلى تفاهم مشترك، حيث يعلنون أنه لن تكون هناك حصص إلزامية لتوزيع اللاجئين على كل دولة في تكتلهم. ويؤكدون وجوب زيادة التنسيق مع تدفق اللاجئين الأوكرانيين.
كم بلغ عدد اللاجئين؟
وأحصت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين 4,137,842 لاجئًا أوكرانيًا على موقعها المخصص لهذه الأزمة اليوم السبت، بزيادة 34966 عن حصيلة نشرتها أمس الجمعة.
وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" أن حوالي مليونَي طفل بين الفارين. كما قدرت أن أكثر من نصف أطفال البلاد البالغ عددهم 7,5 ملايين هم نازحون أو لاجئون.
أكبر أزمة لجوء تعيشها أوروبا.. #ألمانيا تدعو إلى توزيع عادل للاجئين الأوكرانيين بين الدول الأوروبية #أوكرانيا pic.twitter.com/uN1Ni371NV
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 2, 2022
وكذلك فرّ نحو 205,500 شخص غير أوكراني من البلاد، ويواجهون أحيانًا صعوبات في العودة إلى بلدانهم الأم.
وتقدر الأمم المتحدة عدد النازحين في أوكرانيا بنحو 6,5 ملايين. واضطر أكثر من عشرة ملايين شخص أي أكثر من ربع السكان، إلى مغادرة منازلهم إما عن طريق عبور الحدود بحثًا عن ملجأ في البلدان المجاورة، أو عن طريق البحث عن ملاذ آمن آخر في أوكرانيا.
وقبل هذا النزاع، كان عدد سكان أوكرانيا أكثر من 37 مليونًا في الأراضي التي تسيطر عليها كييف، ولا تشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، ولا المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا منذ العام نفسه.
كيف توزع اللاجئون على دول الجوار؟
تستقبل بولندا وحدها أكثر من نصف عدد اللاجئين الذين فروا من أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي، أي حوالي 6 من كل عشرة لاجئين.
ومنذ 24 فبراير/ شباط الماضي، دخل 2,405,703 لاجئين إلى بولندا، وفقًا لإحصاءات المفوضية. كما أحصى حرس الحدود البولنديون دخول 2,437,000 شخص بولندا من أوكرانيا.
مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، أشارت إلى أن 629,917 شخصًا لجأوا إلى رومانيا، بحسب آخر تعداد في 31 مارس/ آذار.
بدورها، استقبلت مولدافيا 391,592 لاجئًا، وفقًا لإحصاءات مفوضية اللاجئين. وبعد وصولهم إلى الدولة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها 2,6 مليون نسمة، وهي من الأفقر في أوروبا، تشجع المفوضية الأوروبية اللاجئين الأوكرانيين على مواصلة رحلتهم للاستقرار في إحدى دول الاتحاد الأوروبي الأكثر قدرة على تحمل العبء المالي.
وبدأ برنامج الأغذية العالمي بتوزيع مساعدات مالية على 100,000 لاجئ، وعلى العائلات التي تستقبلهم في البلاد للمساعدة على تخفيف الأعباء.
من ناحيتها، استقبلت المجر 379,988 أوكرانيًا بحلول 31 مارس، وفقًا لأرقام مفوضية اللاجئين.
أما سلوفاكيا فقد دخلها 294,885 أوكرانيًا لغاية 31 مارس، بحسب المصدر نفسه.
إلى ذلك، بلغ عدد من لجأوا إلى روسيا حوالي 350,632 شخصًا حتى 29 مارس، وفق آخر الأرقام المتوفرة.
وذكرت مفوضية اللاجئين أيضًا أنه بين 21 و23 فبراير، عبَر 113 ألف شخص من الأراضي الانفصالية الموالية لروسيا في دونيتسك ولوغانسك إلى روسيا.
أما بيلاروسيا فقد استقبلت حتى 31 مارس 12,476 شخصًا.
طريقة التعداد
وتوضح المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنه بالنسبة إلى البلدان المتاخمة لأوكرانيا، والتي تعد جزءًا من منطقة شنغن (المجر وبولندا وسلوفاكيا)، فإن الأرقام التي قدّمها المفوض السامي هي لأشخاص عبروا الحدود ودخلوا البلاد.
وتقدر المفوضية أن "عددًا كبيرًا من الناس واصلوا طريقهم إلى دول أخرى". وهي تشير إلى أنها لا تحتسب الأشخاص من البلدان المجاورة، الذين يغادرون أوكرانيا للعودة إلى ديارهم.
