Skip to main content

عدل مواقفه من الإجهاض.. ترمب يُثير غضب المحافظين

الجمعة 30 أغسطس 2024
غيّر ترمب موقفه مرارًا بشأن الإجهاض على مر السنين- رويترز

في إطار التصدّي لهجمات منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، أثار المرشّح الجمهوري دونالد ترمب غضب المحافظين بعد تعديله لمواقفه من حقّ الإجهاض، الذي يُعتبر موضوعًا رئيسيًا في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

واتّهم المحافظون ترمب بخيانة الحركة المناهضة للإجهاض، حيث أكد في تديونة على منصّته "تروث سوشال"، أنّ إدارته "ستكون رائعة مع النساء وحقوقهنّ في الإنجاب".

وغالبًا ما يتباهى المرشّح الجمهوري بأنّه سمح من خلال تعيينه ثلاثة قضاة محافظين في المحكمة العليا، بالغاء الضمانة الدستورية بالحق في الإجهاض في يونيو/ حزيران 2022.

لكنّه أمام الانتقادات المتكرّرة من المعسكر الديموقراطي ودعم غالبية الرأي العام للحق في الإجهاض، يحرص الرئيس السابق على تقديم نفسه على أنّه مدافع عن "حق الإنجاب".

وكانت هاريس انتقدت الجمهوريين "لفقدان صوابهم" بشأن الإجهاض خلال خطابها في ختام المؤتمر الديموقراطي في شيكاغو الأسبوع الماضي.

وتعرّض ترمب لانتقادات في وسائل الإعلام المحافظة، بعد تدوينته على منصّته الخاصة. وكتبت مجلة "ناشونال ريفيو" أنّ "تخلّي ترمب عن المؤيدين للحياة، تام".

وأعلن جيريمي بورينغ المؤسس المشارك لموقع " The Daily Wire"، أنّ هذه الجملة "أسوأ تصريح" لترمب منذ أن أطلق ترشيحه الأول إلى البيت الأبيض عام 2015، مستنكرًا "تقلّبه في المواقف".

وقال فيليب كلاين من مجلة "ناشونال ريفيو" إنّه "من الصعب عدم تفسيره في الواقع بأنّه بيان مؤيد للخيار"، وهي الصيغة المستخدمة للاشارة إلى المدافعين عن الحق في الإجهاض.

واعتبر كلاين أنّه "وفقًا للمفهوم الشائع للمصطلح إذا كنت تدعم الحق في الإنجاب فهذا يعني أنك تريد توسيع نطاق الوصول إلى الإجهاض".

مواقف متقلّبة

وإذا كان ترمب قد غيّر موقفه مرارًا بشأن الإنهاء الطوعي للحمل (الإجهاض) على مر السنين، فإن تعيينه قضاة مؤيدين للنظريات المحافظة أدى إلى إلغاء قرار القاضي رو وايد عام 1973 الذي منح المرأة الأميركية الحقّ الفدرالي في الإجهاض.

وما وُصف آنذاك بـ"الزلزال السياسي"، جعل من ترمب بطلًا في نظر الحركة المناهضة للإجهاض، التي كانت مكونًا رئيسيًا للناخبين المُحافظين لعقود.

وكتب العام الماضي على موقع "تروث سوشال"، "نجحت في القضاء على رو وايد"، مضيفًا: "من دوني كانت الحركة المؤيدة للحياة ستخسر باستمرار".

لكن منذ ذلك الحين، أصبحت القضية عبئًا انتخابيًا على الحزب الجمهوري، ودفعت العديد من الناخبين إلى صفوف الديموقراطيين، الذين تعهّدوا باستعادة هذا الحقّ على المستوى الوطني.

وبينما تدعو الحركة المناهضة للإجهاض المرشّح الجمهوري إلى الذهاب إلى أبعد من ذلك، حيث يُهاجم البعض علاجات الخصوبة مثل التلقيح الصناعي، يقوم آخرون بحملات لفرض حظر وطني على الإجهاض لا يحظى بشعبية.

وأعطى الرئيس السابق الانطباع بأنّه يتقلّب في مواقفه، حيث تجنّب اتخاذ موقف بشأن الحظر الوطني، من خلال تكرار أنّ القرار يعود إلى كل ولاية.

تأييد سداد تكاليف التلقيح الصناعي

وقال الخميس إنّه يُؤيد سداد تكاليف التلقيح الصناعي حتى يتمكّن الأميركيون من إنجاب "مزيد من الأطفال"، مضيفًا في مقابلة أنّ مهلة الأسابيع الستة المعطاة حاليًا للإجهاض في فلوريدا "قصيرة جدًا".

ولطالما اتهم ترمب منافسته هاريس والديموقراطيين بالرغبة في "إعدام" أطفال.

وفي هذا الإطار، قال فيليب كلاين من "ناشونال ريفيو" إنّ هذا الموقف غير الواضح والمتقلّب سيُؤدي إلى "إبعاد المؤيدين للحياة والتسبّب بانقسامات في صفوف حزبه دون القيام بأي شيء لإقناع المؤيدين للحق في الاختيار".

وإذا كان المحافظون المحبطون لن يصوّتوا لصالح هاريس، فإن ترمب يخاطر بخسارة جزء من ناخبيه الأكثر ولاء.

وقالت مارغوري دانينفلسر رئيسة منظمة "سوزان بي أنتوني برو-لايف أميركا" المناهضة للإجهاض لوكالة فرانس برس، إنّ "قضيتنا أهم بكثير  من دونالد ترمب".

وأوضحت: "سترسم صورة الحزب الجمهوري بعد حقبة ترمب".

المصادر:
التلفزيون العربي - وكالات
شارك القصة