تحوّل عرض الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، لما زعم أنه أدلة دامغة على وجود حماس في المستشفيات، إلى مادة للسخرية، وإلى ما يشبه عرض "ستانداب" كوميديًا ضخمًا يمتد على شبكة الإنترنت بكل اللغات.
فقد بدا هاغاري متحمسًا في مستشفى الرنتيسي وهو يدّعي أنّ المقاومة "احتجزت الأسرى في المستشفى، واستخدمته لأغراض عسكرية"، وكيف عثر على بِنية حماس التحتية في الطابق السفلي من المستشفى، بالإضافة إلى أسلحة ومعدات.
وكانت أدلته في ذلك وجود حفاظات أطفال، وستار على الحائط، ورزنامة تاريخ، وأشياء أخرى وضعته في موقف لا يحسد عليه.
عرض يائس في مستشفى الشفاء
وحين تمكن جيش الاحتلال من اقتحام مجمع الشفاء الطبي، الذي كان يصوره طويلًا على أنه مقر قيادة حماس، لم يجد سوى الأطفال الخدجِ الذين يواجهون مصيرهم، وبعض الأطباء والجرحى.
ولم يجد الصورة التي كان يبحث عنها ليعرضها للنصر والحسم، فلجأ الاحتلال إلى عرض لم يقل غرابة عن عرض المستشفى الرنتيسي، فأظهروا قطعة سلاح وجهاز لابتوب وسترة واقية من الرصاص ومعدات عسكرية وتكنولوجية في مبنى التصوير بالرنين المغناطيسي التابعِ للمستشفى، وزعموا أنهم وجدوها في الشفاء.
وقد ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي في العالم بالسخرية من عروض الاحتلال في المستشفيات التي وصفت بالبائسة واليائسة. وتوزّعت المشاركات بين نصوص وفيديوهات شارك فيها فنانون ونشطاء من مناطق مختلفة في العالم.
وسخر الناشط اليهودي الأميركي "رافاييل شيمونوف" من تبرير إسرائيل استهدافها للمستشفيات وعرض الناطق الرسمي باسم الجيش، وقال: "هذه خريطة إرهابيين هنا توجد أرقام كثيرة لمحرك إرهابي صنعه إرهابي يدعى نيكولا تسلا وهو في المستشفى الذي سنقصفه، وهذه مروحة في كل مرة تفعل فيها حماس شيئًا يستخدمون المروحة ويحتفلون بها عثرنا عليها في روضة الأطفال التي سنفجرها. وهذه لعبة تلعبها حماس. هذا هو النهر ويمتد هنا وصولًا إلى البحر من النهر إلى البحر".
كما سخرت صانعة المحتوى الإسبانية "ليتيسيا" في مقطع فيديو على حسابها على منصة تيك توك من المتحدث العسكري الإسرائيلي، وقالت: "يا إلهي انظروا هنا، يا إلهي ما هذا! هذا كشاف ضوئي انتظروا سأريكم شيئا، هناك شيء هنا خطير جدًا. يا إلهي انظروا إنها حبات طماطم. تعالوا سأريكم شيئًا هذه حفاظات، هذا خطير جدًا. يا إلهي إنه ماء، إنه ماء".
أمّا صانعة المحتوى المصرية الأميركية مي فسخرت هي الأخرى من الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال وبدأت بقصة الرزنامة الشهيرة، وقالت: "ربما تكون هذه مجرد ستارة عادية بالنسبة لكم بالنسبة لحماس فهي خلفية ممتازة لتصوير الأسرى".