فرضت الولايات المتحدة اليوم الخميس، عقوبات اقتصادية على شبكة من منتجي بتروكيميائيات إيرانيين وكذلك على شركات وهمية في الصين والإمارات يشتبه في تحايلها على عقوبات أخرى.
فقد أعلنت وزارة الخزانة الأميركية في بيان أن هؤلاء متهمون بدعم شركتي Triliance Petrochemical وPetrochemical Commercial Company الإيرانيتين وهما "كيانان يلعبان دورًا رئيسًا في التفاوض على بيع المنتجات البتروكيميائية الإيرانية في الخارج".
وأضافت أن "هذه الشبكة تساعد في القيام بالتعاملات الدولية والافلات من العقوبات من خلال دعم بيع البتروكيميائيات الإيرانية للعملاء في جمهورية الصين الشعبية وبقية دول شرق آسيا".
وقالت وزارة الخزانة إنها فرضت عقوبات على شركتين مقرهما هونغ كونغ، وثلاث شركات في إيران، وأربع في الإمارات، وكذلك على مواطن صيني يدعى جينفينغ جاو وآخر هندي يدعى محمد شهيد ركن الدين بحوري.
U.S. Treasury Department sanctioned several #Iran regime's entities under E.O. 13846 (first issued in 2018 titled “Reimposing Certain Sanctions with Respect to Iran”) The new sanctioned entities include Kharg, Marun and Fanavaran petrochemical companies. https://t.co/ybDKmd5qTW
— Alireza Jafarzadeh (@A_Jafarzadeh) June 16, 2022
تأزم الملف النووي
وتستند العقوبات الجديدة إلى عقوبات سابقة ضد شركة "تريليانس" للبتروكيماويات، التي تم فرض عقوبات عليها عام 2020، وشركة البتروكيماويات التجارية الإيرانية (PCC)، التي تم فرض عقوبات عليها عام 2018.
وتأتي هذه العقوبات في وقت تمر فيه المحادثات النووية مع إيران في مسار صعب وطريق شبه مسدود.
فمطلع عام 2021 راهن الرئيس الأميركي جو بايدن على مفاوضات سريعة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 والذي انسحب سلفه الجمهوري دونالد ترمب منه، لكن المفاوضات في فيينا لم تنجح وزادت حدة التوتر.
وألقت إدارة بايدن باللوم في الانهيار الكامل المحتمل للاتفاق النووي، على إيران، معتبرة أن طهران لم تحقق الجهود لإنقاذ الصفقة مع انتهاكها بشكل متزايد للقيود التي يفرضها الاتفاق، ومستندة الى نتائج الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تتهم طهران بالاقتراب من كمية اليورانيوم المخصب اللازمة لصنع قنبلة ذرية.
وطلبت الولايات المتحدة والأوروبيون من الوكالة الدولية أن تلزم طهران بالتعاون بعد تقرير انتقد غياب الأجوبة الإيرانية الكافية في قضية العثور على آثار لمواد نووية في مواقع لم يصرّح عنها سابقًا.
وردت طهران بسحب 27 كاميرا مراقبة لبرنامجها النووي.
وفي هذا الإطار، أفاد الأستاذ المحاضر في العلاقات الدولية خطار أبو دياب، بأن إيران لديها ما تخفيه، لذلك قامت بسحب الكاميرات، وكان يجب عليها أن تعطي أجوبة دقيقة حول آثار اليورانيوم المشعة في عدد من المواقع الممنوع زياراتها.
وأضاف في حديث إلى "العربي" من العاصمة الفرنسية باريس، أن سبب إخفاء طهران للكاميرات وعدم تسليمها الأفلام للوكالة الدولية هو سعيها إلى تركيب أجهزة طرد متطورة في بعض الأماكن، مشيرًا إلى أن طهران بهذه الخطوات يمكنها إنتاج قنبلة نووية بدائية.
بايدن أمام منعطفين
ويواجه جو بايدن الآن خيارًا صعبًا مع اقتراب موعد الانتخابات النصفية، فإما التنازل والمجازفة باتهامه من قبل المعارضة الجمهورية بالضعف تجاه أحد ألد أعداء أميركا، أو الاقرار بفشل الدبلوماسية والمخاطرة بنشوب أزمة كبرى في الشرق الأوسط في خضم الحرب الروسية-الأوكرانية.
بدوره قال هنري روم، نائب رئيس قسم الأبحاث في مجموعة أوراسيا، إن العقوبات قد تهدف إلى زيادة الضغط على إيران وإسكات المنتقدين داخل الولايات المتحدة الذين يتهمون الرئيس بايدن بالفشل في كبح جماح برنامج إيران النووي.