وقف الحجّاج في مكة، اليوم الجمعة، على جبل عرفات في السعوديّة ليؤدوا صلاتهم وتوجهوا بالدعاء لله، في ذروة مناسك الحجّ الذي جمع هذا العام العدد الأكبر من الحجاج منذ تفشّي فيروس كورونا الذي تسبّب في منع مئات الآلاف من المشاركة في السنتين الماضيتين.
ووصل الحجاج إلى الجبل لأداء الركن الأعظم من الحجّ، سيرًا على الأقدام، أو في حافلات من خيامهم في المناطق المجاورة، وجلسوا منفردين أو في مجموعات فوق وبين الصخور الكبيرة، للصلاة وتلاوة القرآن حاملين مظلاتهم الملونة.
وفي طريقهم إلى الجبل الذي توجهوا إليه في الساعات الأولى من فجر الجمعة، ردد الحجاج "لبيك اللهم لبيك". حيث سيبقون طوال اليوم في الموقع نفسه، للصلاة وتلاوة القرآن الكريم. ولم يفوت الكثير منهم أخذ الصور، بهواتفهم المحمولة لحظة بلوغهم الجبل.
في مشهد مهيب.. نحو مليون حاج يصعدون #جبل_عرفة مع ساعات الصباح الأولى لأداء ركن الحج الأعظم #يوم_عرفة pic.twitter.com/aibOzZ9NJt
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 8, 2022
وكان الحجّاج وعددهم مليون مسلم، بينهم 850 ألفًا من خارج المملكة اختيروا بالقرعة، وأمضوا الليل في مخيّمات في وادي منى، على بُعد سبعة كيلومترات من المسجد الحرام في مكّة المكرّمة.
وحددت قوات الأمن السعودية نقاط دخول وخروج لاستخدامها من الحجاج. وحلقت طائرات مروحية عسكرية فوق الجبل.
وبعد غروب الشمس، يتوجّه الحجّاج إلى مزدلفة، في منتصف الطريق بين عرفات ومنى، ليناموا في الهواء الطلق، قبل بدء رمي الجمرات السبت.
إجراءات بمواجهة كورونا
ويُقام موسم الحجّ هذا العام في وقتٍ عاود فيروس كورونا الانتشار في المنطقة، فيما تُشدّد بعض دول الخليج قيودها منعًا لتفشّيه.
وطُلب من جميع الحجّاج الوافدين من الخارج أن يكونوا قد تلقّوا تطعيمهم بالكامل، وأن يُبرزوا نتيجة سلبيّة لاختبار فيروس كورونا. ولدى وصولهم إلى منى الخميس، سُلّموا أكياسا تحوي أقنعة ومعقّمات.
وفي 2019، شارك نحو 2,5 مليون مسلم من جميع أنحاء العالم في المناسك. لكنّ تفشي فيروس كورونا أجبر السلطات السعوديّة على تقليص الأعداد إلى حدّ كبير، فشارك فيها فقط 60 ألف مواطن ومقيم عام 2021 مقارنة ببضعة آلاف عام 2020.
أكبر موسم بعد #كورونا.. انطلاق مناسك الحجّ بمشاركة مليون مسلم#العربي_اليوم تقرير: دلولة حديدان pic.twitter.com/ACh1m8YW8k
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 6, 2022
تحت الشمس الحارقة
ويواجه الحجاج هذا العام تحدّيًا إضافيًا تمثّل في اشتداد درجات الحرارة، فأدّوا المناسك تحت شمس حارقة في ظلّ حرارة بلغت 42 درجة مئويّة.
ولا يمكن للرجال وضع قبّعات منذ لحظة الإحرام ونيّة الحجّ. وشوهِد كثيرون في المسجد الحرام هذا الأسبوع يحمون أنفسهم بالمظلات، فيما تُغطّي النساء رؤوسهنّ بالحجاب.
وأشار مسؤولون سعوديّون إلى استعدادات للتعامل مع الظروف المناخيّة القاسية، مسلّطين الضوء على توفير مئات الأسرّة لمن قد يتعرّضون لضربات شمس، إضافة إلى توفير أعداد كبيرة من المراوح. كما جرى تخصيص شاحنة متنقّلة لتوزيع مظلات ومياه ومراوح صغيرة.
ويُرسل المركز الوطني للأرصاد الذي أقام مقرًّا له في منى، إنذارات للحجّاج على هواتفهم المحمولة لحضّهم على تجنّب المناسك في الهواء الطلق في أوقات معيّنة من اليوم، خاصّة عند الظهيرة.
والسبت، يُشارك الحجّاج في رمي الجمرات، آخر أهمّ المناسك، قبل أن يتوجّهوا إلى المسجد الحرام في مكّة لأداء "طواف الوداع" حول الكعبة، في أوّل أيّام عيد الأضحى.