أفادت وزارة الخارجية الأميركية، بأن الوزير أنتوني بلينكن سيلتقي مع كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي في جاكرتا اليوم الخميس، حيث يتوجه مسؤولون إلى إندونيسيا لحضور اجتماعات رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان".
ويمثل وانغ الصين في اجتماعات جاكرتا بين آسيان ودول شريكة بعدما قالت بكين إن وزير الخارجية تشين قانغ لن يحضر لأسباب صحية.
زيارة هامة
وتأتي محادثات جاكرتا بعد حوالي شهر من زيارة قام بها بلينكن إلى بكين كانت الأولى لوزير خارجية أميركي منذ نحو خمس سنوات. والتقى بلينكن خلال زيارته الرئيس شي جين بينغ ووزير الخارجية تشين غانغ وكذلك وانغ يي. وقالت بكين وواشنطن إن زيارة بلينكن كانت ناجحة.
وكان الهدف من الزيارة تهدئة التوترات بين القوتين العظميين، وهما أكبر اقتصادين في العالم. لكنّ هجوما إلكترونيًا مصدره الصين استهدف الحكومة الأميركية أمس الأربعاء، قد يؤثر على الاجتماع.
وقالت شركة "مايكروسوفت" العملاقة للمعلوماتية، إن هذا الهجوم استهدف خصوصًا حسابات بريد إلكتروني لعدد من الوكالات الفدرالية ووزارة الخارجية.
وأعلنت "مايكروسوفت" هذا الأسبوع أن مجموعة من المقرصنين الصينيين تمكنت من الوصول إلى حوالي 25 منظمة أميركية لأغراض التجسس.
تفاصيل تجاذبات قضية المناطيد بين #أميركا و #الصين pic.twitter.com/OdhLa5FEGP
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 14, 2023
وقالت وزارة الخارجية إنها رصدت "نشاطًا غير طبيعي"، لكنها امتنعت عن لوم الصين علنًا قائلة إن تحقيقًا جار.
مواضيع رئيسية
ومن بين المواضيع الرئيسية التي يتوقّع أن تناقش خلال اجتماعات "آسيان"، بحر الصين الجنوبي وهو طريق شحن رئيسي لسلاسل التوريد من طوكيو وسيول والذي يعد أيضًا موطنًا لثروات نفطية والغاز.
وتشعر القوى الغربية والآسيوية بالقلق من صعود بكين في المنطقة حيث تضغط على تايوان وتتورط سفنها في العديد من الحوادث مع سفن من دول أخرى. كما سيشارك في الاجتماعات وزراء خارجية الصين واليابان وكوريا الجنوبية.
وسبق أن توجهت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين بزيارة إلى الصين في وقت سابق من الشهر الجاري، ومن المقرر أن يزور مبعوث المناخ الأميركي جون كيري الصين الأسبوع المقبل.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" ذكرت أن سفير الصين لدى الولايات المتحدة عقد اجتماعًا نادرًا في البنتاغون أمس الأربعاء مع أكبر مسؤول دفاعي أميركي معني بشؤون آسيا، في محادثات أعقبت انتقادات أميركية لإحجام الصين عن إجراء اتصالات عسكرية.
وخلال الأسابيع الماضية، بدأ النشاط الدبلوماسي يتصاعد بين الولايات المتحدة والصين على أعلى المستويات رغم الخلافات العميقة وبعد أشهر من التوتر.
ورغم هذه الزيارات التي تشير إلى رغبة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في استقرار العلاقات الثنائية المتوترة، لم تحقق واشنطن حتى الآن أحد أهدافها الرئيسية المتمثل في استئناف الحوار مع الجيش الصيني، وهو أمر يعدّ ضروريًا لتجنب أكثر السيناريوهات تشاؤمًا.
وتتواصل المواجهات بين البلدين خصوصًا في ما يتعلق بجزيرة تايوان التي تتمتّع بحكم ذاتي والتي تعتبرها بكين جزءًا من أراضيها، أو المطالبات الإقليمية الصينية في بحر الصين.
ولم يتوقع أي من الطرفين أن تحقق هذه الدبلوماسية المتجددة أي اختراق، لكنّ كلًا من الولايات المتحدة والصين تسعى لإدارة خلافاتهما لضمان أن لا تؤدي إلى نزاع مباشر.