الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

على وقع اقتحام الأقصى.. فلسطين تدرس تقديم شكوى دولية ضد وزراء ونواب إسرائيليين

على وقع اقتحام الأقصى.. فلسطين تدرس تقديم شكوى دولية ضد وزراء ونواب إسرائيليين

شارك القصة

فقرة ضمن برنامج "الأخيرة" حول تداعيات الاقتحامات المتصاعدة للمسجد الأقصى (الصورة: الأناضول)
أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية ما تناقله الإعلام العبري بشأن مشاركة وزراء وأعضاء كنيست في مسيرة لتعميق الاستيطان شمالي الضفة الغربية.

أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية، الأحد، أنها تدرس تقديم شكوى دولية، بشأن مشاركة وزراء وأعضاء كنيست (البرلمان) إسرائيليين، في مسيرة "لتعميق الاستيطان" شمالي الضفة الغربية.

وكانت القناة "12" العبرية الخاصة كشفت الأحد، أن الجيش الإسرائيلي أصدر ترخيصًا لتنظيم مسيرة للمستوطنين، الإثنين، تنطلق من حاجز زعترة جنوبي نابلس، باتجاه بؤرة "أفيتار" الاستيطانية المقامة على جبل صبيح في بلدة بيتا.

وبحسب القناة، من المقرر أن يشارك في المسيرة، وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، إلى جانب وزراء وأعضاء آخرين في الكنيست.

تصعيد خطير واستفزاز للشعب الفلسطيني

وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، "بأشد العبارات ما تناقله الإعلام العبري بشأن نية ما يقارب 27 وزيرًا وعضو كنيست إسرائيلي المشاركة في تظاهرة ومسيرة في الضفة الغربية المحتلة".

واعتبرت أن هذه المسيرة "تصعيد خطير واستفزاز للشعب الفلسطيني، وامتداد لدعوات اليمين الإسرائيلي واليمين الفاشي التحريضية لتعميق الاستيطان على حساب أرض دولة فلسطين".

وقالت الخارجية الفلسطينية: إنها "تنظر بخطورة بالغة لهذه المشاركة الإسرائيلية الرسمية في مسيرة تعزيز وتعميق الاستيطان، وتحذر من تداعياتها الخطيرة على الأوضاع في ساحة الصراع".

وذكرت أنها "تدرس مع الخبراء القانونيين أفضل السبل القانونية لمواجهتها، بما في ذلك تقديم شكوى لمجلس الأمن، ومجلس حقوق الإنسان، ولجنة التحقيق الأممية الدائمة، والمحاكم الدولية ذات العلاقة".

والعام الماضي، أقام مستوطنون إسرائيليون بؤرة "أفيتار" الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية الخاصة فوق جبل صبيح في بلدة بيتا جنوبي نابلس، قبل أن تقرر السلطات الإسرائيلية إخلاءها، بعد أشهر من احتجاجات الفلسطينيين.

اقتحام المسجد الأقصى

وفي سياق اعتداءات الاحتلال، عملت إسرائيل في الأعوام العشرين الماضية على تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، رغم ادعائها الالتزام بالوضع القائم.

وصعدت ما تسمى بـ"جماعات الهيكل" اقتحامها للمسجد الأقصى، كما ضاعفت عدد المقتحمين حتى وصل إلى قرابة 50 ألفًا العام الماضي.

وتشهد مدينة القدس توترًا منذ بداية الأسبوع الماضي، في أعقاب إقدام الشرطة الإسرائيلية على اقتحام المسجد الأقصى ليلًا، ومنع المصلين من الاعتكاف فيه.

وتجددت الاقتحامات والاعتداءات على المسجد، وإخراج المصلين منه عنوة على مدى الأيام الماضية، في تصعيد خطير قوبل بموجة إدانات واستنكارات إقليمية ودولية واسعة.

وصباح الأحد، اقتحم مئات المستوطنين، المسجد الأقصى، بحماية مشددة من قوات الاحتلال.

"أمر غير مقبول"

وفي المواقف، شدد رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أمس الأحد على أن "الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين فيه، أمر لا يمكن القبول به".

وذكر في تغريدة أنّ "الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ومحاولة تغيير الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى عبر منع الاعتكاف والاعتداء على المصلين وتطبيع الاقتحامات وصولاً للفصل الزماني أو المكاني في المسجد هو أمر لا يمكن القبول به".

وشدّد على وجوب أن "يتحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه حماية حقوق الشعب الفلسطيني".

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، الأحد: إنه أبلغ نظيره الإسرائيلي إيلي كوهين بـ"ضرورة إنهاء العنف بالمسجد الأقصى في أسرع وقت ممكن".

وأشار تشاووش أوغلو إلى أن "الحزن يخيم على شهر رمضان بسبب الاعتداء على المسجد الأقصى".

وأضاف أنه هاتف نظيره الفلسطيني (رياض المالكي) وأبلغه بدعم الشعب التركي للفلسطينيين.

كما جدد الأردن، الأحد، إدانته الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، معتبرًا أنه "بكامل مساحته مكان عبادة خالص للمسلمين".

وكانت الرئاسة الفلسطينية قد أكدت أن "الاستفزازات الإسرائيلية في المسجد الأقصى ستحول باحات المسجد إلى ساحة حرب، وتجر المنطقة إلى الهاوية".

إلى أين تسير الأوضاع في الأقصى؟

وبشأن دعوة إسرائيل للأردن لسحب من وصفتهم بالمصلين المتطرفين من المسجد الأقصى، يعتبر رئيس مجلس إدارة مركز نماء للاستشارات الإستراتيجية فارس البريزات، أن هذا الأمر ليس غريبًا على إسرائيل، لأن ما تقوم به على أرض الواقع هو أخطر بكثير مما تطلبه.

وفي حديث إلى "العربي" من العاصمة الأردنية عمان، يرى البريزات أن الاتجاه داخل الحكومة الإسرائيلية يسير نحو مزيد من التطرف والعنصرية ضد الفلسطينيين وضد العرب والمسلمين والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

ويضيف أن الأردن يحاول جاهدًا أن يوقف هذه الاقتحامات، حيث أكد رفضه كلّ ما طلبته إسرائيل، في الوقت الذي تسير فيه "عملية السلام" التي أعطت الشرعية لمثل هذه الإجراءات، على الرغم من رفضها من قبل المفاوضين الفلسطينيين والأردن وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

ويشير إلى أن هناك مواقف دولية قوية داعمة للموقف الأردني في الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات والقدس والوصاية الهاشمية.

ويعرب البريزات عن اعتقاده أن خطوة الاعتكاف والمرابطة داخل المسجد الأقصى تؤثر إلى حد كبير في منع المتطرفين اليهود والإسرائيليين والمستوطنين وغيرهم من تنفيذ المزيد من الاقتحامات.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة