تصاعدت في الآونة الأخيرة حالة الاستنكار الكبيرة تجاه تخلّف نجل رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن المشاركة في الحرب على قطاع غزة.
وجاء ذلك لا سيما بعد تسرب أخبار أن نجل نتنياهو يقضي عطلة صيفية على شواطئ ميامي في الولايات المتحدة. ويبدو أن والده لم يجد بدًا من استدعائه للعودة على وجه السرعة إلى تل أبيب.
تطوع نجل نتنياهو
وانتشرت صورة لنجل نتنياهو وهو يساهم في المجهود الحربي، ليس بزي الجنود الأخضر، بل بمعطفه الشتوي البرتقالي الأنيق، ليرد على المكالمات بعد تطوعه في مؤسسة "United Hatzalah"، التي تقدم الخدمات الطبية الطارئة، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
ويبدو أن هذه العودة جاءت كي لا ترتفع أسهم النقد في وجه والده الذي شن عدوانًا على غزة، واستدعى جيشه أكثر من 300 ألف جندي احتياط من داخل إسرائيل وخارجها، لكنه نسي أن يستدعي يائير.
من جهتها، قالت صحيفة "التايمز" البريطانية، إن يائير يقيم كسائح في رغد من العيش داخل منتجعات شواطئ ميامي في ولاية فلوريدا الأميركية.
وجاءت عودته بعد أن نقلت صحف غربية أن عشرات من جنود الاحتياط في إسرائيل يتساءلون: أين يائير نتنياهو، ويذكّرون بأنه من المفترض أن يكون في مقدمة هؤلاء الجنود.
"حالم بوراثة أبيه"
ونقلت صحيفة "التايمز" البريطانية عن أحد الجنود قوله: إن يائير نتنياهو، يستمتع منذ أشهر بحياته في شواطئ ميامي "بينما أنا وغيري في الخطوط الأمامية، وهو ما يغذي عدم الثقة والغضب في صفوف الجيش". وكأنه يقول: كيف تقدمنا لعبوات القسام، وابنك ممدد على الشاطئ؟
ومن خارج إسرائيل، كان يائير وعطلته جزءًا من تغريدة لوزير الخارجية الفنزويلي إيفان جل الذي قال: "بينما يقوم الجيش الإسرائيلي بالتدمير والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، فإن يائير نتنياهو يقضي عطلة ممتعة في ميامي".
وتابع :"هكذا هي الأوليغارشية في جميع أنحاء العالم". ونشر الوزير الفنزويلي مع التغريدة صورة قيل إنها ليائير نتنياهو أثناء قضائه عطلة في ميامي.
بدوره، تساءل الكاتب الفرنسي سيلفان سيبيل في تقرير منشور في موقع "العربي الجديد": "هل لدى يائير طموحات سياسية؟ الجواب غير واضح. يائير طموح، بالطبع. هل هو سياسي؟ ذلك أقل وضوحًا. المؤكد هو أنه عاش دائمًا في جو من الحماية حيث كان أميرًا. كان في الرابعة فقط عندما تولى والده بنيامين رئاسة الحكومة لأول مرة، قبل أن يحكم إسرائيل في ما بعد".
وينقل الكاتب عن بعض المراقبين في إسرائيل قولهم إن نفوذ يائير بدأ يفرض نفسه على حزب "الليكود"، أكبر حزب في البلاد، كبديل محتمل لوالده، عندما واجه هذا الأخير صعوبات في أربعة انتخابات تشريعية متتالية.
وخدم يائير نتنياهو سابقًا في وحدة المتحدث باسم الجيش، وعمل مديرًا لوسائل التواصل بمنظمة "شورات هدين". كما يعرف عنه في الإعلام الإسرائيلي، بأنه "حالم بوراثة أبيه في قيادة إسرائيل"، لكنه يواجه أزمة ابتعاد عن مجتمعها.
وربما كان في أحد شواطئ ميامي حين حمل الجيش وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) والمحكمة العليا، مسؤولية "الإخفاقات التي أدت إلى وقوع عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ولم يسلم من سهام انتقاداته الصحفيون الذي قال إنهم يطرحون أسئلة سياسية ويجرون استطلاعات رأي في وقت غير مناسب.