الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

غروسي في طهران.. هل بات الاتفاق النووي على مسافة خطوة قبل خط النهاية؟

غروسي في طهران.. هل بات الاتفاق النووي على مسافة خطوة قبل خط النهاية؟

شارك القصة

قراءة لمراسل "العربي" في مخرجات زيارة وزيرة خارجية عُمان إلى طهران وتصريحات إيران بأن تفاصيل بسيطة لكن مهمة تبقى قيد التفاوض في فيينا (الصورة: تويتر)
يعتبر الغربيون أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة لأنهم يعتقدون أن وتيرة التقدم النووي لإيران ستؤدي إلى تقادم الاتفاق قريبًا

أعلن رئيسا الوفد التفاوضي البريطاني والفرنسي إلى محادثات إيران النووية، قرب التوصّل إلى اتفاق حول إحياء اتفاق عام 2015 مع إيران.

يأتي ذلك بينما يجري المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي محادثات مع المسؤولين الإيرانيين في طهران اليوم السبت، في زيارة تأتي بموازاة الجهود التي تبذل في فيينا لإنقاذ الاتفاق الموقع عام 2015.

ويسعى المفاوضون منذ 11 شهرًا لإحياء اتفاق 2015 الذي فرضت بموجبه قيود على برنامج إيران النووي، بما يزيد صعوبة الحصول على مواد انشطارية كافية لصنع قنبلة في مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية. وتنفي إيران أي طموح لحيازة أسلحة نووية.

"قريبون من اتفاق"

ولدى مغادرتهما ونظيرهما الألماني فيينا عائدين إلى بلادهم لاطلاع المسؤولين على آخر تطورات المفاوضات، كتبت المبعوثة البريطانية ستيفاني القاق على تويتر: "نحن قريبون" من اتفاق، موضحة أن مفاوضي الدول الأوروبية الثلاث الموقعة للاتفاق "سيغادرون فيينا قريبًا لإطلاع الوزراء، ومستعدون للعودة قريبًا".

بدوره، غرّد المبعوث الفرنسي فيليب إيريرا على تويتر قائلًا: "نأمل العودة بسرعة للتوصل إلى نتيجة لأننا قريبون جدًا من التوصل إلى اتفاق".

والخميس، قالت الدول الثلاث: إن "اتفاق محتملًا" بات "وشيكًا"، داعية إلى حل القضايا العالقة "بسرعة".

كما قال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي يتولى تنسيق المباحثات الجمعة، إنه يأمل "في تحقيق نتائج خلال عطلة نهاية الأسبوع" من أجل "إحياء اتفاق" 2015، لكنه أكد في الوقت نفسه استمرار وجود نقاط خلافية.

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إنه "مستعد للذهاب الى فيينا عندما يقبل الغربيون خطوطنا الحمر المتبقية (...) بما في ذلك الضمانات الاقتصادية الفاعلة"، لكنه لم يوضح ما هي هذه الضمانات أو "الخطوط الحمر".

"خطوة أخيرة قبل اجتياز خط النهاية"

وأثارت مغادرة المفاوضين شكوكًا حول أن الولايات المتحدة وإيران، اللتين أجرتا محادثات غير مباشرة بسبب رفض طهران الاجتماع وجهًا لوجه، ربما تستعدان للجلوس معًا، على الرغم من قول دبلوماسيين إنه لا توجد مثل هذه الخطط.

من جهته، رجّح المبعوث الروسي ميخائيل أوليانوف التوصل إلى اتفاق في منتصف الأسبوع المقبل.

وقال للصحفيين: "على حد علمي، فالإيرانيون غير مستعدين لمحادثات مباشرة (مع الولايات المتحدة). سيكون لدينا اتفاق ربما في منتصف الأسبوع المقبل. نتحدث عن الخطوات الأخيرة قبل اجتياز خط النهاية".

واستبعد كبير الدبلوماسيين الروس انهيار المحادثات الآن، وقال: "من المرجّح عقد اجتماع وزاري، وهو سيناريو معروف في حالة مباركة أي اتفاق، لكنه لم يستطع تحديد ما إذا كان سيعقد يوم السبت أو الأحد أو الإثنين".

قضايا عالقة

ورغم هذا التفاؤل الحذر، هناك تفاصيل كثيرة يتعيّن حسمها قبل الاتفاق.

ومن بين القضايا العالقة، جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية لحلّ المسائل المرتبطة بمواد نووية تشتبه الوكالة في أن إيران لم تعلن عنها.

وعثرت الوكالة الدولية على جزيئات من اليورانيوم المعالج في ثلاثة مواقع قديمة لم تعلن إيران عنها قط، وأشارت مرارًا إلى أن طهران لم تقدّم أجوبة شافية.

من جهتها، تؤكد إيران أن انجاز تفاهم في مباحثات فيينا لن يتحقق ما لم يتم اغلاق هذا الملف الذي تضعه في إطار "مزاعم سياسية".

غروسي في إيران

وفي هذا الإطار، وصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي إلى طهران ليل الجمعة،  لعقد محادثات مع المسؤولين الإيرانيين اليوم السبت.

وتأتي زيارة غروسي بعد تأكيده الأربعاء أن الوكالة "لن تتخلى أبدًا" عن جهودها لدفع طهران إلى تقديم توضيحات بشأن وجود مواد نووية في مواقع غير معلنة على أراضيها.

وقبل سفره الى العاصمة الإيرانية، قال غروسي في تغريدة على "تويتر": "أتوجّه إلى طهران اليوم لعقد اجتماعات مع مسؤولين إيرانيين غدًا للتطرّق إلى مسائل عالقة في إيران"، مؤكدًا أن "التوقيت حساس لكن يمكن تحقيق نتيجة إيجابية للجميع".

ويلتقي غروسي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي اليوم السبت. كما يُفترض أن يعقد غروسي مؤتمرًا صحافيًا عند عودته إلى فيينا مساء السبت.

 أمر "مُلِح"

ويعتبر الغربيون أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة لأنهم يعتقدون أن وتيرة التقدم النووي لإيران ستؤدي إلى تقادم الاتفاق قريبًا. وأكدت فرنسا أن إبرام اتفاق "هذا الأسبوع" أمر "ملح".

ويرى مراقبون أن الغربيين قد يغادرون المفاوضات إذا لم يتم التوصل إلى تسوية في نهاية هذا الأسبوع.

وبالتزامن مع مفاوضات فيينا، واصلت إيران بناء مخزوناتها اليورانيوم المخصب.

وتفيد تقديرات في منتصف فبراير/ شباط، بأن إجمالي احتياطي طهران ارتفع إلى إلى 3197,1 كيلوغرامًا، مقابل 2489,7 كيلوغرامًا في نوفمبر/تشرين الثاني، بعيدًا عن السقف البالغ 202,8 كيلوغرامًا (أو 300 كيلوغرام ما يعادل سادس فلوريد اليورانيوم).

ويفيد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن هذا الاحتياطي أكبر بـ15 مرة من الحد الذي يسمح به اتفاق 2015.

ومطلع العام الماضي، تجاوزت إيران معدل التخصيب المحدد بـ3,67% في اتفاق 2015 ورفعته أولًا إلى 20%. وبعد ذلك تجاوزت العتبة غير المسبوقة البالغة 60% مقتربة بذلك من نسبة 90% التي تسمح بصنع قنبلة.

والأسبوع المقبل، يدرس مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا التقرير، بينما يأمل المفاوضون التوصل إلى حل قبل ذلك.

وتعود آخر زيارة لغروسي إلى إيران إلى 3 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة