في اليوم الخامس والسبعين على العدوان على غزة، لم تبدل إسرائيل إستراتيجيتها وواصلت استهداف المدنيين والبنى التحتية في القطاع، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى نحو 20 ألفًا، والجرحى إلى أكثر من 52 ألفًا منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
يأتي ذلك فيما واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية تصديها لجيش الاحتلال في محاور عدة في قطاع غزة، إذ أكد أبو عبيدة، المتحدث باسم "القسام"، قتل 25 جنديًا إسرائيليًا وإصابة العشرات وتدمير 41 آلية عسكرية كليًا أو جزئيًا، خلال الساعات الـ 72 الأخيرة.
وأشار إلى إطلاق "رشقة صاروخية باتجاه مدينة تل أبيب، ووابل من الصواريخ تجاه كريات شمونة شمال فلسطين المحتلة"، إضافة إلى تفجير فتحة نفق شرق خانيونس فور تقدم قوة من الاحتلال نحوها، ما أوقع أفرادها بين قتيل وجريح.
في المقابل، قصف جيش الاحتلال مدينتي خانيونس ورفح، ما أدى إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين وجرح عشرات آخرين.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إنّ عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة بلغ 19600 ألف شهيد، منهم 8 آلاف طفل و6200 امرأة، في حين ارتفع عدد الجرحى إلى 52 ألفًا و600 جريح.
كما أشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى أنّ عدد النازحين في قطاع غزة داخليًا يُقدّر بحوالي 1.9 مليون شخص، أي نحو 90% من السكان، وقد تم تسجيل نحو 1.2 مليون من هؤلاء النازحين في 154 منشأة تابعة للأونروا في جميع أنحاء القطاع، بينهم مليون شخص مسجل في 94 مركز إيواء للأونروا في الجنوب.
إلى ذلك، استشهد طفل فلسطيني برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة حوسان قرب بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، ما رفع عدد الشهداء في الضفة إلى إلى 303 منذ 7 أكتوبر الماضي.
وفي جبهة لبنان، وبينما أعلن حزب الله استهداف جنود وطائرتين مروحيتين وعدة مواقع إسرائيلية، وتحقيق إصابات مؤكدة، شنّ جيش الاحتلال 15 غارة على مناطق مختلفة في الجنوب، كما استشهد مدني وأصيب آخر بعد تعرض سيارتهما لرصاص قنص إسرائيلي في بلدة كفركلا جنوبي لبنان.
أما في اليمن، فتوعّد قائد حركة "أنصار الله" اليمنية عبد الملك الحوثي باستهداف السفن والبوارج والملاحة الأميركية بالصواريخ والمسيّرات، في حال اعتدت واشنطن على بلاده.
ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ، قوله إنّ واشنطن تأخذ تهديدات الحوثيين على محمل الجد، لكنها لن تكشف عن أي تحرّكات مقبلة.
إرجاء التصويت في مجلس الأمن
دبلوماسيًا، أرجئ تصويت لمجلس الأمن الدولي على مشروع قرار قدمته مصر والإمارات يدعو لهدنة في الحرب على غزة مرة أخرى الأربعاء، وسط خلافات بين الدول الأعضاء بشأن صيغته.
وقال رئيس مجلس الأمن خوسيه خافيير دول لا غاسكا لوبيز-دومينيغيز إنّ "مجلس الأمن اتفق على مواصلة المفاوضات اليوم لإتاحة وقت إضافي للدبلوماسية. ستحدد رئاسة المجلس موعدًا جديدًا لصباح الغد (الخميس)".
وكان مراسل "العربي" في نيويورك أفاد بأنّ أميركا وبريطانيا طالبتا بإرجاء التصويت إلى الخميس.
وفي هذا الإطار، أشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى أنّ "المسألة الإنسانية كانت النقطة الخلافية"، مع إصرار إسرائيل على السيطرة الكاملة على الإمدادات التي تدخل قطاع غزة المحاصر الذي نزح 85% من سكانه.
وأوضح أنّ "الهدف من القرار كما قالت الدول التي قدّمته هو تسهيل إدخال المساعدة الإنسانية إلى غزة وتوسيعها. ونحن نؤيد ذلك تمامًا".
تواصل جهود الهدنة
وتتواصل الجهود من أجل التوصل إلى هدنة جديدة في القطاع، حيث لفت المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إلى أن المحادثات الجارية في هذا الإطار "جادة للغاية".
إلا أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن قال إنّه لا يتوقّع التوصل قريبًا إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة "حماس" لإطلاق سراح المحتجزين في غزة.
بدوره، استبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي وقف لإطلاق النار في قطاع غزة قبل "تحقيق الأهداف". وقال: "لن نتوقف عن القتال حتى نحقق كل الأهداف التي وضعناها لأنفسنا: القضاء على حماس والإفراج عن الرهائن لديها، ووضع حد للتهديد القادم من غزة".
وكان رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني بحث مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان سبل وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
إلى ذلك، جدّدت حماس موقفها من تبادل الأسرى، حيث أكد القيادي في الحركة أسامة حمدان خلال مؤتمر صحافي: "أبلغنا جميع الأطراف أن لا تفاوض بشأن الأسرى قبل وقف العدوان".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إنّ تل أبيب اقترحت صفقة للإفراج عن الرهائن، وإنّ حركة "حماس" ترفض مناقشتها دون وقف إطلاق نار كامل.
وذكرت الهيئة أنّ الصفقة المقدمة تنص على تمديد أيام الهدنة والإفراج عن معتقلين "خطيرين"، وتتضمن إطلاق 30 إلى 40 محتجزًا مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين بارزين.
ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤولين قولهم إنّ الصفقة تشمل انسحابًا جزئيًا من بعض المناطق في غزة مع تهدئة من أسبوعين إلى شهر، فضلًا عن تغيير بعض الترتيبات العسكرية بالقطاع.
على الصعيد الإنساني، أعلن برنامج الأغذية العالمي الأربعاء "إيصال أول قافلة مساعدات مباشرة من الأردن إلى قطاع غزة"، مشيرًا إلى أنها تتضمن 46 شاحنة تحمل 750 طنًا من المساعدات الغذائية المنقذة للحياة".
بدورها، قالت منظمة العفو الدولية إنه يجب التحقيق بشكل عاجل في المعاملة اللاإنسانية والاختفاء القسري للمعتقلين الفلسطينيين في غزة.