شاهد العالم بأسره عندما قدّم وزير الخارجية الأميركي السابق كولين باول، وخلال جلسة في مجلس الأمن، حجة الحرب التي شنتها بلاده ضد العراق.
"لتخليص العالم من أسلحة الدمار الشامل وللإطاحة بالديكتاتور صدام حسين"، هي أهداف الولايات المتحدة المُعلنة لغزوها العراق.
نتائج كارثية داخل العراق وخارجه
وقال مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لورانس كورب: "تم تقوية إيران في العراق وأصبحت أقوى الآن، كما بات الأميركيون أكثر تشكيكًا قبل الانخراط في أي حرب، في ظل فقدان الثقة بالسياسة الخارجية".
وأضاف: "أخذ العراق كل تركيزنا، فخسرنا في أفغانستان حيث كان التهديد حقيقي، وباتت كابل أكبر كارثة لنا منذ حرب فيتنام".
هذه الكارثة أدّت إلى نتائج سيئة داخل العراق وخارجه: ضحايا عراقيون بمئات الآلاف وتهجير الملايين وظهور جماعات مسلحة وتغّير التحالفات في المنطقة.
وفي الولايات المتحدة، خسائر بشرية تعدّت الـ4 آلاف جندي، وما يقارب الـ100 ألف جريح، بعضهم ما زال يعاني حتى الآن.
تغيّر السياسة الخارجية الأميركية
أمّا السياسة الخارجية الأميركية، فقد تغيّرت وإن لم يكن بشكل جذري. فقد تحوّل رأي الشارع الأميركي بشأن الحروب الخارجية للولايات المتحدة.
من جهته، قال مدير برنامج "السياسة الخارجية تحت المجهر" جون فيفر: "أعتقد أن هناك تغييرًا كبيرًا في رأي الشارع الأميركي، فعلى سبيل المثال أيّد 70% من الأميركيين الغزو الأميركي للعراق، بينما الآن ما يقارب النسبة نفسها يعتقدون أن هذه العمليات كانت خاطئة".
سواء اعتمدت واشنطن على كذبة كما يرى كثيرون لشن الحرب أو على معلومات خاطئة، تبقى الحرب على العراق وتبعاتها فشلًا كبيرًا في السياسة الأميركية، لم ولن يحاسب عليه أحد.
فلا تقتصر نتائج الحرب على تبعاتها المباشرة فحسب، بل أيضًا على نتائج أخرى كظهور جماعات مسلحة وتغيّر التحالفات.
أمّا في واشنطن، فالتغيّر الإستراتيجي الأكبر كان في انخراطها في حروب بعد غزو العراق، دون إرسال جنودها إلى أرض المعركة.