الثلاثاء 2 يوليو / يوليو 2024

فضاءات العمل المفتوحة والخصوصية.. كيف يمكن الحد من الضجيج؟

فضاءات العمل المفتوحة والخصوصية.. كيف يمكن الحد من الضجيج؟

Changed

باتت فضاءات العمل المفتوحة حاضرة بصورة أكبر في المؤسسات في عدة مجالات - غيتي
باتت فضاءات العمل المفتوحة حاضرة بصورة أكبر في المؤسسات - غيتي
تشكل فضاءات العمل المفتوحة تحديًا للموظفين بالنظر إلى الضجيج من حولهم، ما يؤثر على تركيزهم ويحد من إنتاجيتهم في بعض الأحيان.

يواجه أولئك الذين يعملون في فضاءات مفتوحة مشكلة الضجيج المحيط، الذي يشتّت الانتباه ويضعف التركيز.

وينعكس الانزعاج من المؤثرات السلبية ليس فقط على مستوى انفعالات العاملين، بل أيضًا بالنظر إلى إنتاجيتهم التي تنخفض بشكل ملحوظ في بعض الحالات.

فضاءات العمل المفتوحة

وفي هذا الصدد، يشير الخبير في مجال التنمية البشرية والتدريب القيادي شكري العياري إلى ما توصلت إليه دراسة لمنظمة "لوبي إس"، من حيث إشارتها إلى أن الصوت العالي يخفّض الإنتاجية بحوالي 66%.

ويلفت العياري إلى أن الفضاء المفتوح الذي بات حاضرًا بصورة أكبر في المؤسسات، يوفّر الكثير من الشفافية والوضوح بين المنظورين، غير أنه يجلب معه المشاكل على غرار الضجيج وصعوبة التعامل بين مجموعة من الأشخاص في وقت واحد، ما يتسبب في فقدان التركيز وتشتت الانتباه.

ويوضح من منظور اقتصادي أن هذا الفضاء أقل تكلفة على المؤسسة، غير أن الأصل في العمل أن يتمتع العامل بالخصوصية التي تتيح له التركيز عند أداء مهامه.

والعياري، الذي يتوقف عند اضطراب الميزوفونيا الذي يزداد حدة في مثل هذه الأجواء، يشرح أن هذه المتلازمة تسمى بمتلازمة الحساسية للصوت الانتقائي، وهي اضطراب عصبي ينتج عن أصوات معينة تتسبب بالتوتر والتشنج وتفضي إلى الضغوط.

وفيما ينقل عن الكاتب الفرنسي جان بياجيه قوله: "إن أكثر الناس ذكاء هم الأكثر قدرة على التكيف"، يعتبر أن على المؤسسات التي تحرص على صحة موظفيها أن توفر لهم فضاءات تمنحهم نوعًا من الراحة والسلام الداخلي، وهو الأمر الذي لا يأتي إلا عبر التقليل من الفضاءات المتشابكة والضجيج العالي. 

الأصل في العمل أن يتمتع العامل بالخصوصية التي تتيح له التركيز عند أداء مهامه - غيتي
الأصل في العمل أن يتمتع العامل بالخصوصية التي تتيح له التركيز عند أداء مهامه - غيتي

الحد من الضجيج 

تورد مجلة هارفرد بزنس ريفيو مجموعة من الإجراءات التي تساعد المؤسسات على الحد من الضجيج في أماكن العمل تلك، من بينها توفير مساحة هادئة يُتاح للموظف استخدامها متى أراد التركيز على مهمة أو مشروع هام.

وبمقابل هذه المساحة التي قد تكون مكتبًا فارغًا أو غرفة اجتماعات غير مستخدمة، تدرج إمكانية توفير مساحة "صاخبة" تشجع على التفاعل والمناقشة، على غرار مناطق تناول الغداء أو غرف الألعاب. فهذه الخطوة تجعل من أوقات وجهد الموظفين على مكاتبهم أكثر هدوءًا.

ومن الإجراءات المتاحة أيضًا، بحسب المجلة، إضافة صوت للمحيط على غرار الضوضاء البيضاء.

وفيما تنقل عن الأبحاث ما أشارت إليه من حيث أن الضوضاء نفسها لا تشتت الانتباه، بل تلك الخاصة بالكلام غير المرغوب، توضح أن التقنية هذه يمكن أن تساعد في إخفاء المحادثات غير المرغوبة عبر جعلها غير مفهومة، ويسهل بالتالي تجاهلها.

وتتوقف عند إمكانية تجهيز مكان العمل بمواد امتصاص الصوت من  دون التضحية بالتصميم. على غرار السجاد والنباتات والسقوف المنخفضة.

توفير مساحة هادئة يُتاح للموظف استخدامها متى أراد التركيز على مهمة أو مشروع
يمكن توفير مساحة هادئة يُتاح للموظف استخدامها متى أراد التركيز على مهمة أو مشروع - غيتي

لافتة فكاهية وسماعات

على مستوى العاملين، تورد المجلة أن بإمكان الموظف إبلاغ مدير المكتب أو مدير الموارد البشرية بالمشكلة، وتكوين تحالف مع زملائه الآخرين للمساعدة في إيجاد الحلول.

وفي السياق، تلفت إلى أن بإمكانه استخدام ما يؤشر إلى حاجته لعدم المقاطعة، مثل وضع لافتة فكاهية بشكل مرئي توحي بأنه غير متاح حاليًا، أو ارتداء سماعات رأس كبيرة تحجب الضوضاء، وتؤشر إلى وجوب عدم الإزعاج، وتساعد في زيادة الإنتاجية. 

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة