يأتي حادث غرق مركب محمّل بالمهاجرين الأربعاء في جنوب غرب اليونان والذي قد يكون أودى بحياة المئات، في إطار سلسلة طويلة من المآسي المماثلة في البحر المتوسط في السنوات الأخيرة.
وأحصت المنظمة الدولية للهجرة منذ مطلع العام مصرع أو فقدان 1166 مهاجرًا في المتوسط. وبلغ عدد القتلى والمفقودين 26924 منذ 2014.
ومن تلك الحوادث في أكتوبر 2013 غرق نحو 366 قبالة سواحل جزيرة لامبيدزسا الإيطالية في أكتوبر/ تشرين الأول. وفي سبتمبر/ أيلول 2014 غرق 490 شخصًا جنوب شرقي مالطا. وفي أبريل/ نيسان 2015 غرق 850 بعد الاصطدام بسفينة شحن برتغالية قبالة السواحل الليبية.
وفي أبريل 2016 غرق 500 شخص قبالة السواحل الإيطالية بسبب اكتظاظ القارب بالمهاجرين.
شبكات دعارة وبيع أعضاء
وفي سياق الحديث عن أسباب تزايد مافيات الاتجار بالبشر رغم كل السياسات الدولية التي عملت على الحد من هذا النشاط، تقول المحامية المختصة في قضايا الاتجار بالبشر موهانا إسحاق من منظمة "كفى": إن جريمة الاتجار بالبشر هي من أخطر الجرائم الموجودة اليوم في العالم رغم الجهود الكبيرة التي توضع من الدول. وتشكل الأوضاع الاقتصادية في تلك الدول واحدة من الأسباب الأساسية في تزايدها.
وتشير في حديث إلى "العربي" من بيروت كذلك إلى أن الفقر والنزوح بسبب الحروب والأزمات الكبرى التي تقع في الدول الفقيرة تدفع الأفراد إلى السعي لحياة أفضل. وهذا الوضع الهش يجعلهم عرضة للاستغلال من قبل أشخاص يستفيدون من هذه الأوضاع ويستغلون حاجتهم للعمل وللتفتيش عن حياة سليمة فيعملون على الاتجار بهم.
الأمم المتحدة تدعو إلى التصدي لمهربي البشر بعد مأساة غرق مئات المهاجرين قبالة السواحل اليونانية#العربي_اليوم تقرير: أحمد بوطاف#اليونان pic.twitter.com/Hn8GJpWoVQ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 16, 2023
وتعتبر المحامية إسحاق أن موضوع تهريب الأشخاص هو جزء من عملية الاتجار وليس بحد ذاته اتجارًا بالشر لأن الاتجار بالبشر يُستكمل بعد التهريب بشيء من الاستغلال وله أشكال مختلفة.
وتوضح موهانا إسحاق أن النساء والأطفال هم الأكثر عرضة للاستغلال والاتجار وقد أثبتت تقارير دولية أن 70% من الحالات تأتي من عملية الاتجار بهذه الفئة عبر الاستغلال الجنسي وشبكات الدعارة وبيع الأعضاء.