عاد فيروس ماربورغ القديم الجديد إلى الواجهة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعدما انتشرت أنباء عن تفشيه في غينيا الاستوائية حيث توفي تسعة أشخاص بالفيروس. وقد فرضت السلطات حجرًا صحيًا في إحدى المقاطعات لاحتواء الوباء، حسب ما أعلن وزير الصحة.
ويتسبب بهذا المرض فيروس من الفصيلة نفسها التي ينتمي إليها الفيروس المسبب لحمّى إيبولا. أمّا شكل الفيروس فيظهر تحت المجهر الإلكتروني في شكل خيوط ممتدة تلتفّ لتشكل أجسامًا غريبة في بعض الأحيان. وينتقل إلى الإنسان عن طريق خفافيش الفاكهة.
وينتشر هذا الفيروس بسرعة بين البشر من خلال الاتصال المباشر عن طريق الدم أو اللعاب، وكذلك على الأسطح والمواد. ويُعَدّ أقارب المصاب والعاملون في المؤسسات الصحية الأكثر عرضة لانتقال العدوى.
أعراض فيروس ماربورغ
يبدأ المرض بصداع حاد ووعكة وحمى شديدة. ويصاب المريض في اليوم الثالث بإسهال حاد ومغص في البطن. وفي اليومين الرابع والخامس، ينزف المريض من الأنف أو اللثة.
فيروس "#ماربورغ" القاتل.. وباء جديد يهدد البشرية #صباح_جديد pic.twitter.com/hKW2ensFOp
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 19, 2023
كما يظهر عليه في اليوم الخامس طفح جلدي لا يثير الحكة. ويصاب في اليومين الثامن والتاسع باختلال وظيفي في بعض الأعضاء.
وتتفاوت معدلات الوفاة بالفيروس حسب الحالات من 24% إلى 88%.
فيروس خطير
وتشرح مستشارة تشخيص الأمراض الجرثومية والفيروسية منى كيال أن فيروس ماربورغ ليس بالفيروس الجديد حيث تم اكتشافه عام 1967 في مدينة ماربورغ الألمانية لدى عمال في مختبر نتيجة عدوى من النسانيس الإفريقية. وتلفت إلى أن هذا الفيروس هو من الفيروسات الخيطية الخطيرة التي تسبب الحمى النزفية مثل إيبولا ولاسا.
وتشير في حديث إلى "العربي" من براغ، إلى أن وجود ست وفيات بالفيروس يثير قلق منظمة الصحة العالمية في ظل عدم توفر لقاح أو حتى أدوية لعلاجه. لكنها تؤكد أن هذا الفيروس لا ينتشر بسهولة حيث يحتاج إلى تماس مباشر مع الإنسان أو الحيوان المصاب. وتقول: "هو فيروس مستوطن في إفريقيا ولا يفترض أنه موجود في دول أخرى".
وتوضح كيال أن التعامل مع المشتبه بإصابته يجب أن يكون بحذر شديد لأنه ينتقل عبر سوائل الجسم.
ويحتاج المريض إلى عناية طبية مشددة لتعويض السوائل التي يخسرها جسمه بسبب الإسهال، وهو ما يفسر التفاوت في نسبة الوفيات، بحسب كيال.
وحول سبب التأخر في تطوير لقاح خاص للوقاية من هذا الفيروس رغم مرور عقود على اكتشافه، تلفت كيال إلى أن الاهتمام غالبًا ما ينصب على الفيروسات الأكثر انتشارًا. وتضيف: "بعد انتشار كورونا أصبح هناك وعي بأن وجود فيروس قاتل في إفريقيا يمس كل العالم".