أدرجت مجلة "تايم" الأميركية الحقوقيين السوريين مازن درويش وأنور البني ضمن قائمتها للشخصيات الـ 100 الأكثر تأثيرًا في العالم.
ودرويش والبني هما العربيان الوحيدان على القائمة، التي ضمّت العديد من الشخصيات السياسية والفنية والرياضية، من بينهم الرؤساء الأميركي جو بايدن، والروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والمغنية أديل، ونجم التنس رافائيل نادال.
وذكرت المجلة أن اختيار درويش والبني جاء نتيجة جهودهما في توثيق الجرائم التي ارتكبها النظام السوري، وملاحقة وكشف عناصر النظام، وعلى رأسهم ضابط المخابرات السابق أنور رسلان الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة في ألمانيا في يناير/ كانون الثاني الماضي، إثر إدانته بارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية، في المحاكمة الأولى من نوعها في العالم ضد عناصر النظام.
وأصبح رسلان أرفع مسؤول في النظام السوري تتمّ إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية حتى تاريخ إصدار الحكم في 13 يناير الماضي.
وذكرت مجلة "تايم" أن درويش والبني أدليا بشهادتهما في المحكمة ضدّ رسلان، وأنهما بذلا جهدًا كبيرًا في جمع الأدلة والشهود الذين كان لهم "الدور المفصلي" في القضية.
وكان البني أول من سلّط الضوء على وجود رسلان في ألمانيا، حيث التقى به صدفة في أحد المحال التجارية في برلين عام 2014، ليبدأ معركة قانونية للإطاحة به وبكل عناصر النظام في أوروبا.
كما ساهم درويش والبني في تحريك دعوى قضائية في ألمانيا ضد إياد الغريب، العنصر السابق في استخبارات النظام السوري، الذي حُكم عليه بالسجن 5 سنوات ونصف السنة إثر إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية عام 2021.
من هو أنور البني؟
أنور البني من مواليد حماه عام 1959، توفي والده حين كان في الـ12 من عمره، فعمل في مهنة والده في الصياغة، قبل أن يقرر دراسة المحاماة للدفاع عن أشقائه وأفراد من عائلته، الذين اعتقلهم النظام السوري.
منذ منتصف الثمانينيات، بدأ بالدفاع عن قضايا حقوق الانسان في سوريا؛ وعُرف بدفاعه عن معتقلي الرأي خاصة بعد "ربيع دمشق" عام 2000، حيث شارك في تأسيس لجنة للدفاع عن المعتقلين السياسيين، التي نتج عنها المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية الذي يرأسه البني حاليًا.
عام 2006، اعتُقل النظام السوري البني، مع عدد من النشطاء الحقوقيين الآخرين، بتهمة "نشر أخبار كاذبة من شأنها الإضرار بمعنويات الأمة". وحُكم عليه بالسجن 5 سنوات عام 2007.
وفي العام التالي، حصل على جائزة "الخط الأمامي" للمدافعين عن حقوق الإنسان المعرّضين للخطر، تسلّمتها زوجته نيابة عنه.
كما حصل على جائزة حقوق الإنسان من قبل الرابطة الألمانية للقضاة عام 2009.
وأُطلق سراحه عام 2011، بالتزامن مع بداية الثورة السورية، واستمرّ في نشاطه الحقوقي رغم تعرّض زملائه للاعتقال أو القتل، منهم خليل معتوق، رزان زيتونة اللذان أسسا معه مركز الدراسات القانونية.
عام 2014، اضطر للهرب خارج سوريا إثر محاولات عدة لاعتقاله، قبل أن يستقرّ في ألمانيا حيث استمرّ في نشاطه الحقوقي.
وحصد عام 2018 جائزة ألمانية-فرنسية لجهوده في الدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا.
من هو مازن درويش؟
مازن درويش هو محامٍ، وأحد أبرز الحقوقيين المدافعين عن حقوق الإنسان في سوريا، يرأس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، ومقرّه فرنسا.
عام 2011، اعتقلته السلطات السورية لأيام، ومُنع من السفر لسنوات. وفي العام التالي، اعتقله النظام السوري مرة أخرى، قبل أن يُفرج عنه بعد 3 سنوات في أغسطس/ آب 2015.
عام 2013، حاز درويش على جائزة "مراسلون بلا حدود"؛ وجائزة اليونسكو لحرية الصحافة في مايو/ أيار 2015.
وهذه ليست المرة الأولى التي تُضيف فيها المجلة الأميركية سوريين ضمن قائمتها لأكثر الشخصيات المؤثرة في العالم، ومنهم الضابط السوري المنشقّ الذي عُرف باسم "قيصر"، والذي سرّب آلاف الصور لمعتقلين قضوا تحت أيدي النظام السوري، والمخرجة وعد الخطيب التي أخرجت فيلم "إلى سما"، والذي فاز بعدة جوائز عالمية.