ثمّن الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، يوم أمس الثلاثاء، الإصلاحات التي قامت بها دولة قطر في ما يتعلق بحماية حقوق العمال، منذ فوزها عام 2010 بحق استضافة بطولة كأس العالم التي ستقام منافساتها أواخر العام الجاري.
وتستعد قطر لاستقبال الحدث الرياضي الأبرز لأول مرة على أرض عربية وفي منطقة الشرق الأوسط، والذي ستنطلق فعاليته يوم 20 نوفمبر/ تشرين الثاني، وحتى 18 ديسمبر/ كانون الأول.
وقال أندرياس غراف رئيس قسم حقوق الإنسان ومكافحة التمييز في"الفيفا"، في مداخلة خلال مؤتمر نظمه الاتحاد الألماني لكرة القدم بمدينة فرانكفورت لبحث قضايا حقوق الإنسان: "إن المهمة الرئيسية تتمثل في الدفع باتجاه بناء إرث إيجابي طويل المدى بعد انتهاء كأس العالم، مثمنًا الإصلاحات التي قامت بها دولة قطر فيما يتعلق بحقوق العمال".
العاملون في البطولة
يأتي ذلك في حين قال أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يوم أمس، في خطابه أمام الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: "سوف ترحّب قطر بالعالم في نوفمبر من هذا العام عندما نستضيف بطولة كأس العالم"، مضيفًا أنّ "التحدّي الذي أقدمنا عليه منذ إثني عشر عامًا تطلّب تصميمًا، وعزمًا حقيقيين والكثير من التخطيط والعمل الجاد".
ونوه غراف من جانبه بالإجراءات التي اتبعها FIFA لحماية العمال المشاركين في تشييد مشاريع كأس العالم، وحماية الجماهير، وغيرهم من الأفراد المنخرطين بالعمل في البطولة، وهي الإجراءات التي تتخذ بالشراكة مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وبالتعاون مع نقابات العمال ومراقبين مستقلين.
وشيدت قطر 8 استادات ضخمة لاستضافة البطولة الأهم رياضيًا في العالم، والتي اعتبرت النسخة "الأقصر من حيث المسافات" في تاريخ مسابقة كأس العالم في كرة القدم، إذ ربطت الدولة الملاعب بشبكة نقل موحدة، ستمكن الزائرين من حضور أكثر من مباراة في اليوم الواحد، كسابقة في تاريخ المونديال.
"التغيير الإيجابي"
وشهد مؤتمر أمس في ألمانيا عدة نقاشات بناءة بمشاركة العديد من الجهات المعنية، من بينها ممثلون عن مفوَّضة الحكومة الاتحادية الألمانية لسياسات حقوق الإنسان والمساعدة الإنسانية، والشيخ عبدالله بن محمد بن سعود آل ثاني سفير قطر لدى ألمانيا.
أمير الدولة وفي خطابه بنيويورك، قال: "ها نحن اليوم نقف على أعتاب استضافة منتخبات العالم وجماهيرها، ونفتح أبوابنا لهم جميعًا دون تمييز ليستمتعوا بكرة القدم، وأجواء البطولة المفعمة بالحماسة، وليشهدوا النهضة الاقتصادية والحضارية في بلادي".
رئيس قسم حقوق الإنسان ومكافحة التمييز بـ "الفيفا" قال: "إن الأضواء المسلطة على قطر في سياق تنظيمها للبطولة عززت من التغيير الإيجابي، وهناك إجماع واسع حول ضرورة الحرص على أن يظل التقدم المُحرز قائمًا بعد البطولة"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء القطرية "قنا".
وشهد مؤتمر ألمانيا، مداخلات من الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، حسن الذاودي، ونقاشات مع مكتب منظمة العفو الدولية بألمانيا، ومنظمة مراسلون بلا حدود، والمنظمة الدولية لعمال البناء والأخشاب، الاتحاد الألماني للعبة، واللاعب الألماني الدولي جوشوا كيميش، وممثلين عن جماهير كرة القدم والجهات الراعية.
وكان رئيس "الفيفا" جياني إنفانتينو، قد وصف في أغسطس/ آب الماضي، كأس العالم المقبلة في قطر، بأنها ستكون تجربة فريدة لعشاق كرة القدم، وقال إن البطولة ستكون شبيهة "بزيارة الطفل لمدينة ديزني لاند لأول مرة، ومشاهدة الألعاب فيها، وهي تجربة ستكون فريدة لعشاق الكرة".
وأضاف رئيس FIFA خلال تصريحاته أن جميع المشجعين في العالم مرحب بهم بالدوحة، التي ستستقبل ما يقارب مليوني شخص من جميع أنحاء العالم في بلد يبلغ عدد سكانه 2،6 مليون نسمة.