وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مساء السبت، إلى إسرائيل في أولى محطات جولة في الشرق الأوسط يلتقي خلالها مسؤولين في دول عربية طبّعت علاقاتها مع إسرائيل في إطار "اتفاقات ابراهام".
وترمي الجولة أيضًا إلى حشد الدعم الإقليمي لكييف مع استمرار الهجوم الروسي على أوكرانيا، وتهدئة مخاوف الدولة العبرية من قرب التوصل لاتفاق نووي مع إيران.
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد قالت في بيان لها، أمس الجمعة: "بناء على دعوة من وزير الخارجية يائير لبيد ستعقد قمة دبلوماسية تاريخية يومي الأحد والإثنين المقبلين في إسرائيل".
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن بلينكن سيلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت يوم الأحد. ويحاول بينيت التوسط لإنهاء الصراع الأوكراني الروسي الذي بدأ قبل شهر.
"قمّة مصغرة"
وتشمل الجولة كذلك الضفة الغربية والمغرب والجزائر، وسيشارك بلينكن في قمّة مصغّرة مع نظرائه في البحرين والإمارات والمغرب، الدول الثلاث التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل في إطار "اتفاقات ابراهام".
Leaving Warsaw today for Israel and the West Bank, Morocco, and Algeria. Looking forward to connecting with old friends and deepening ties as we work to build on our wide-ranging partnerships. pic.twitter.com/wbUo82qphZ
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) March 26, 2022
وسيسعى بلينكن إلى إبراز اهتمام الولايات المتحدة الكبير بالشرق الأوسط على الرغم من أن المنطقة لم تعد على رأس أولويات واشنطن التي باتت تركز اهتمامها على الصين وروسيا.
وتأتي الجولة في توقيت دخلت فيه المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران لإحياء الاتفاق الدولي المبرم مع طهران بشأن برنامجها النووي، مراحلها النهائية. ويقول مسؤولون أميركيون إن مسألة واحدة أو اثنتين لا تزالان تعوقان التوصل لاتفاق، ويؤكدون أن على طهران أن تتّخذ "خيارات صعبة" إذا كانت تريد الاتفاق.
والإثنين قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن "الاتفاق ليس وشيكًا وليس مؤكدًا". لكن إمكان التوصل لاتفاق مع طهران يثير استياء إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.
لقاء مع عباس
كما سيلتقي بلينكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله. ويتخوّف الفلسطينيون من تخل جديد عنهم في سياق الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية لتشجيع الدول العربية على تطبيع العلاقات مع إسرائيل والتركيز على التهديد الإقليمي الذي تشكله إيران.
وفي عهد الرئيس السابق دونالد ترمب كانت الإدارة الأميركية قد أوقفت الدعم للفلسطينيين وأغلقت قنصليتها المخصصة للشؤون الفلسطينية. وعلى الرغم من تعهد بايدن إعادة فتح القنصلية ومقرها القدس، لا تزال هذه الممثلية مغلقة.
وسيمضي بلينكن يومي الأحد والإثنين في إسرائيل، ومن ثم سيتوجّه إلى المغرب حيث سيلتقي كبار المسؤولين، وأيضًا ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد.
وستتناول المحادثات بين بلينكن وبن زايد ملفات عدة من بينها العلاقات مع روسيا والصين وإيران والحرب في اليمن والارتفاع الجنوني لأسعار النفط.
وكانت واشنطن قد عبّرت عن "خيبة أمل عميقة" في أعقاب زيارة مفاجئة أجراها للإمارات الرئيس السوري بشار الأسد الذي يواجه عزلة سياسية منذ اندلاع النزاع في بلاده عام 2011.
وفي ختام جولته، يلتقي بلينكن في الجزائر الرئيس عبد المجيد تبون ووزير خارجيته رمطان لعمامرة لبحث قضايا الأمن الإقليمي والعلاقات التجارية.