الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

قتلى وجرحى ومشوهون.. أطفال العراق ضحية المخلفات الحربية

قتلى وجرحى ومشوهون.. أطفال العراق ضحية المخلفات الحربية

شارك القصة

"العربي" يناقش ملف الألغام والمخلفات الحربية التي تهدد حياة العراقيين (الصورة: اليونيسف)
أكثر من 519 طفلًا قتلوا أو تعرضوا للإعاقة والتشويه على مدى السنوات الخمس الماضية في العراق، من جراء المخلفات الحربية المتفجرة وفق تقرير لليونيسف.

 أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، اليوم الثلاثاء، أن أكثر من 519 طفلًا قتلوا أو تعرضوا للإعاقة والتشويه بسبب المواد المتفجرة التي خلفتها الحروب في العراق على مدى السنوات الخمس الماضية.

وحثّت "اليونيسف" ودائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام جميع الأطراف على تسريع كل الجهود لإزالة الألغام الحالية، والذخائر غير المنفجرة وتعزيز مساعدة الضحايا، ودعم حق الأطفال في بيئة آمنة وسليمة توفر لهم الحماية.

أطفال ضحية العمالة والألغام

وبحسب بيان "اليونيسيف" الذي نشر في اليوم العالمي للتوعية بشأن الألغام فإن "أكثر من 80% من الأطفال المصابين هم من الذكور. ويتأثر الأولاد بشكل ملحوظ بسبب حوادث عمالة الأطفال، مثل رعي الحيوانات أو جمع الحديد الخردة لبيعه".

وشهد العراق على مدى عقود أزمات وحروب متتالية. وتكشف الألغام والمتفجرات المزروعة عن الصراعات والحروب المتلاحقة، بدءًا بالحرب العراقية الإيرانية وحربي الخليج وغزو العراق عام 2003، وما أعقبها ذلك من نزاعات داخلية ومواجهات ضد التنظيمات المتطرفة.

وحذّرت اليونيسيف في بيانها من أن "الجهود الرامية لخلق بيئة مستقرة وآمنة للأطفال في العراق" ما زالت "تتعرض للتقويض نتيجة لوجود المواد الحربية المتفجرة، ولا سيما في المناطق السكنية وفي المجتمعات الريفية".

وأضافت أنه على الرغم من أن العراق لم يشهد صراعات في السنوات الأخيرة إلا أن "الألغام الأرضية والذخائر غير المنفلقة أو المتروكة وما يسمى بالمخلفات الحربية لا تزال تتسبب في الوفيات والإصابات في جميع أنحاء البلاد".

العراق "مزروع بالألغام"

وتؤكد المنظمات الإنسانية أن هذا الخطر يهدد شخصًا من كل أربعة، في هذا البلد الذي يعد من الأكثر تضررًا في العالم جراء هذه المخلّفات. 

ولا تزال هناك مناطق خطرة قرب الحدود مع إيران والكويت والسعودية حيث زرعت ألغام وقذائف متفجرة، وفقًا لتقرير منظمة "هانديكاب" الإنسانية، إذ لفت تقرير المنظمة في أكتوبر/ تشرين الأول إلى أن "العراق يعد من أكثر دول العالم من حيث المتفجرات المزروعة".

لذلك حثت "اليونيسف" ودائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام "حكومة العراق ومجتمع المانحين على دعم عملية توسيع نطاق أنشطة التوعية بشأن مخاطر الذخائر المتفجرة، وتوفيرها بحيث يتلقى الأطفال وأفراد المجتمع الآخرون رسائل تنقذ الحياة في المدارس والمجتمعات المحلية في جميع المناطق المتأثرة سابقًا بالنزاع في العراق".

كما حذّر البيان الرسمي من وجود متفجرات "في أكثر من 3200 كلم من الأراضي، أي ضعف مساحة لندن" مضيفًا أن "8,5 مليون شخص يعيشون وسط مخلفات الحرب القاتلة هذه".

وكان "العربي" قد فتح مطلع العام الجاري قضية الألغام والمخلفات الحربية التي تهدد أمن وحياة العراقيين في كل لحظة، حيث ذكر برنامج "قضية اليوم" أن محافظة البصرة تصدرت قائمة المحافظات الأكثر تضررًا من هذه الأزمة.

ويساور القلق الأهالي في المناطق التي تعاني من أزمة المخلفات الحربية المنتشرة على آلاف الكيلومترات، من ضعف أداء الحكومة العراقية في التعامل مع الملف.

وتعتبر الألغام والقنابل غير المنفجرة، واحدة من أكبر التحديات التي تواجه السلطات العراقية لإعادة النازحين في المناطق المحررة شمالي البلاد، خصوصًا في محافظتي نينوى وكركوك إلى جانب الألغام المنتشرة في محافظات جنوبي البلاد، والتي تعود إلى حرب الثمانينيات بين العراق وإيران.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close