أفادت مصادر مقربة من حركة حماس اليوم السبت أنه لا يمكن إجراء أي مفاوضات والجوع ينهش الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يشهد عدوانًا إسرائيليًا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأضافت المصادر أن الحركة تعتزم تعليق المفاوضات لحين إدخال المساعدات والإغاثة إلى شمال قطاع غزة.
يأتي هذا فيما تتواصل المفاوضات بوساطة مصرية وقطرية بين حماس وإسرائيل من أجل التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ووقف لإطلاق النار في القطاع.
ويعاني 700 ألف فلسطيني في محافظة غزة ومحافظة شمال القطاع، من مجاعة حقيقية؛ نتيجة استمرار الاحتلال في رفض إدخال أي مساعدات لديهم.
حماس: الحصار والتجويع سيفضيان إلى تعليق المفاوضات
وفي هذا الإطار، أكد القيادي في حماس محمود مرداوي اليوم السبت، أن حركته قدمت كل ما هو لازم ومطلوب، كأساس لمفاوضات حقيقية تفضي إلى اتفاق، لكنه أشار إلى أن الاحتلال فهم مرونة الحركة والتجاوب مع الوسطاء بشكل خاطئ، وذهب إلى مزيد من الإجراءات المخالفة للقانون الدولي والإنساني.
وفي حديث إلى "العربي"، اعتبر المرداوي أن الحصار والتجويع الممنهج سيفضي إلى تعليق المفاوضات، ولا يمكن لحماس وللمقاومة أن تبقى تقدم ما يؤهل الوسطاء لإنجاح وساطتهم والوصول إلى اتفاق، والاحتلال يدير ظهره، ويمارس ما يخالف القانون، وما طلبته محكمة العدل الدولية من تدابير خاصة فيما يتعلق بشمال القطاع ورفح.
القيادي في حماس، اعتبر أن ما يجري في شمال غزة مخالف لكل الأعراف، مشيرًا إلى أن الاحتلال يستهدف بالقصف كل الموارد، ويمنع دخول ما له صلة بالإغاثة والمواد الطبيعية.
وبشأن الأخبار التي تتحدث عن تقدم في المفاوضات، قال المرداوي: إن "المفاوضات تهدف إلى منع حمام الدماء في غزة، لكن ليس على حساب حقوق الشعب الفلسطيني"، مشيرًا إلى أن الحركة معنية بالتوصل إلى اتفاق.
لكنه لفت إلى أن الاحتلال فهم هذا الهدف على أنه نقطة ضعف، بالتالي فإن الحركة لن تذهب إلى أي مفاوضات طالما أن إجراءات الاحتلال مستمرة.
وأوضح المرداوي أن الحديث عن وجود تقدم غير صحيح وهذا تضليل، مؤكدًا أنه لا يوجد أي تقدم، ومشيرًا إلى أن الاحتلال يريد أن يقلص الحقوق الفلسطينية من خلال إدارة مفاوضات لها أهداف.
وفي وقت سابق اليوم السبت، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن "المقاومة الفلسطينية لن ترضى بأقل من الوقف الكامل للعدوان الإسرائيلي وانسحاب جيش الاحتلال خارج غزة والالتزام بإعادة الإعمار" من أجل التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى.
وأفاد هنية، في بيان بأن "حماس استجابت طوال الوقت بروح إيجابية ومسؤولية عالية مع الوسطاء من أجل وقف العدوان على شعبنا وإنهاء الحصار الظالم والسماح بتدفق المساعدات والإيواء وإعادة الإعمار".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل عدوانًا على قطاع غزة خلفت آلاف من الشهداء معظمهم أطفال ونساء، فضلًا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية.