الأحد 17 نوفمبر / November 2024

قد تفكّ "لغز" الأجسام الغريبة في سماء أميركا.. ما هي "نفايات السماء"؟

قد تفكّ "لغز" الأجسام الغريبة في سماء أميركا.. ما هي "نفايات السماء"؟

شارك القصة

تقربر عن رصد أجسام طائرة في سماء أميركا (الصورة: رويترز)
تحدّثت السلطات الأميركية والكندية عن "أجسام مجهولة" من دون تحديد ماهيتها أو حتى مكان نشأتها، لكن خبراء "لم يستبعدوا أن تكون "نفايات السماء".

لا يزال الغموض يحيط بأحدث الأجسام الطائرة التي أسقطتها الولايات المتحدة فوق شمال ألاسكا، وإقليم يوكون بوسط كندا، وبحيرة هورون في ميشيغان الأسبوع الماضي.

وعلى عكس المنطاد الصيني الذي تم إسقاطه قبالة سواحل كارولينا الجنوبية في 4 فبراير/ شباط الحالي، تحدّثت السلطات الأميركية والكندية عن "أجسام مجهولة" من دون تحديد ماهيتها أو حتى مكان نشأتها.

ورفض الجنرال غلين فانهيرك، قائد قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية، تسمية هذه الأجسام بـ"مناطيد"، وقال: "لم نتمكّن من تحديد ماهية أحدث ثلاثة أجسام، وكيف بقيت عاليًا، أو من أين أتت؛ ولهذا نحن نسميها أشياء".

وبعدما أثار فانهيرك الدهشة عندما سُئل عما إذا كان ما تمّ رصده كائنات فضائية، قائلًا: "لا أستبعد أي شيء"، قدّم البيت الأبيض تفصيلًا مؤكدًا واحدًا وهو أن هذه الأجسام "لا تأتي من الفضاء الخارجي".

من جهته، نقل مراسل الأمن القومي في شبكة "سي بي إس" ديفيد مارتن عن المسؤولين الأميركيين قولهم إنهم "لم يستبعدوا أن تكون بعض الأجسام الجوية المجهولة على الأقل هي نفايات السماء".

ما هي "نفايات السماء"؟

أوضحت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن نفايات السماء على غرار نفايات الفضاء، هي مجموعة متنوّعة من الأشياء داخل طبقة الستراتوسفير، في أي مكان على ارتفاع يتراوح بين 8 كيلومترات إلى 40 كيلومترًا فوق رؤوسنا".

ويقول جوناثان ماكدويل، عالم الفلك في مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية: "تم إطلاق جميع أنواع الأشياء إلى الفضاء على مر السنين، وعادةً ما تقع على الأرض ولكن بعضها يتراكم".

وهذه الأشياء في الغالب عبارة عن مناطيد لمراقبة الطقس، وإجراء بحث علمي لا يمكن القيام به على الأرض، أو للتحقّق من الأشياء التي لا يمكن رؤيتها بواسطة القمر الصناعي.

ويتم إطلاق هذه المناطيد من قبل الحكومات في جميع أنحاء العالم، وكذلك من قبل مجموعات البحث العلمي والشركات الخاصة، والتي عادة ما تكون أرخص في الطيران من القمر الصناعي، وأفضل من ناحية الدقة أفضل لأنها أقرب إلى الأرض.

من جهته، يقول براد تاكر عالم الفيزياء الفلكية وعالم الفلك بالجامعة الوطنية الأسترالية: إن السماء مليئة بالكثير من هذه الأجسام التي رجّح أن تكون مناطيد، أو طائرات بدون طيار على ارتفاعات عالية، أو نفايات محاصرة في التيارات الهوائية، تمامًا مثل الأكياس البلاستيكية وبالونات الحفلات .

ووفقًا لخدمة الطقس الوطنية الأميركية، يتمّ إطلاق 1800 منطاد لمراقبة الطقس يوميًا في جميع أنحاء العالم، منها 92 في الولايات المتحدة وحدها.

كما تُطلق الشركات الخاصة آلاف المناطيد في الفضاء. وحتى عام 2021، أطلقت شركة "غوغل" مئات المناطيد ذاتية التنقّل بحجم ملاعب التنس في السماء، لنقل الإنترنت إلى المناطق الريفية والنائية.

ومن بين عشرات الآلاف من المناطيد التي يتم إطلاقها كل عام، يتم استرداد 20% فقط من هذه الأدوات. وعلى سبيل المثال، خرجت آلاف المناطيد عن مسارها وتحطمت في المزارع أو خطوط الكهرباء.

ويقول ماكدويل: "معظم هذه المناطيد تسقط، أو تفقد مسارها، أو تفقد الضغط نتيجة التسرّب".

ما معايير إطلاق هذه الأجسام؟

تلتزم الدول بمعايير الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) التي تحدّد ظروف إطلاق هذه الأشياء والارتفاع الذي يُسمح لها بالتحليق عليه.

 وفي الولايات المتحدة، هناك لوائح تنظيمية وضعتها إدارة الطيران الفيدرالية (FAA)، التي تفرض أن تزوّد المناطيد بأجهزة استقبال وإرسال حتى تعرف الطائرات مكانها.

ومع وجود خطر محتمل على الطائرات، يقول الخبراء: إن هذه الخطوات منظّمة بشكل جيد، وهو ما يجعل الأمثلة الحديثة غير عادية للغاية.

ويقول تاكر: "إما أن هؤلاء لم يلبوا تلك المعايير لأنه سُمح لهم بذلك، أو كانوا يعملون خارج البروتوكول العادي".

ووفقًا لماكدويل، كان المنطاد الصيني يحلّق على ارتفاع يزيد عن 20 كيلومترًا، وكان قريبًا من ارتفاع معظم المناطيد العلمية والمتعلقة بالطقس. لكن الأجسام الأكثر حداثة- التي تمّ إسقاطها خلال الأسبوع الماضي- كانت تحلّق على ارتفاع أقل.

من جهته، يقول تاكر: "كانت هذه الأجسام على ارتفاع أقل كثيرًا بحوالي 15 كيلومتر"، مرجّحًا أن تكون الأشياء الثلاثة الأخيرة "مناطيد قديمة فقد شخص ما السيطرة عليها، أو مناطيد تجريبية أو شيء أكثر ضررًا".

لماذا تزايدت هذه الحوادث الآن؟

اعتبرت الصحيفة البريطانية أنه يمكن تفسير الاندفاع المفاجئ للأشياء جزئيًا على الأقل إلى زيادة اليقظة حولها. فمنذ اكتشاف المنطاد الصيني العملاق، غيّر البنتاغون معايير الرصد لتُغطّي الارتفاعات العالية بشكل أكبر، وبذلك، أصبح نظام الرادار أكثر حساسية تجاه هذه الأشياء.

وفي هذا الإطار، يقول مارتن: "حتى وقت قريب جدًا، تجاهلت الولايات المتحدة بشكل أساسي الأجسام الصغيرة التي يبدو أنها لا تشكل أي تهديد. لكن المنطاد الصيني كان عاملًا في تغيير قواعد اللعبة"، مضيفًا أن "إدارة الرئيس جو بايدن لن تستطيع ببساطة أن تسمح لهذه الأجسام الأخرى بالمرور عبر المجال الجوي الأميركي".

بدوره، يقول ماكدويل: "قبل شهر، ربما نظروا إلى هذه الأشياء وقالوا إنها مملة، فلنتجاهلها؛ والآن ربما يكتشفون أيضًا أن الكثير من الأشياء التي يسقطونها ستكون مملة. أشياء تتبع لشركات أو الحكومة".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close