لا يتوقف القصف الإسرائيلي على مختلف مناطق قطاع غزة. في الوسط والجنوب، يستهدف القصف المدفعي وبالطائرات منازل المواطنين، وسط تفاقم للأزمة الإنسانية.
وفي هذا الصدد، يشير مراسل "العربي" من مستشفى ناصر في خانيونس أحمد البطة إلى استهداف الاحتلال الإسرائيلي مناطق وسط وشمال وجنوب مدينة خانيونس، وكذلك المناطق الشرقية من المحافظة الوسطى أي أطراف مخيمَي المغازي والبريج ومنطقة المصدّر.
كما أشار إلى الغارات التي استهدفت مدينتَي خانيونس ورفح، وسط استمرار الوضع الإنساني الصعب.
وأضاف أنه "لم يدخل سوى ما يقارب 5000 شاحنة مساعدات إلى القطاع منذ 85 يومًا من العدوان".
وفيما ذكر بدخول أكثر من 600 شاحنة إلى غزة يوميًا قبل شنّ العدوان، قال إنها كانت بالكاد تكفي حاجة سكان القطاع.
وأفاد بأن ما دخل من مساعدات إنسانية لم يحمل المواد الأساسية التي يحتاجها الناس وتفتقر إليها الأسواق التي تفتح أبوابها في بعض المناطق، مشيرًا في الآن عينه إلى الأسعار المرتفعة لما يتوفر من سلع غذائية بسيطة.
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشنّ الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا على قطاع غزة أدى إلى استشهاد 21672 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 56 ألفًا آخرين، إضافة إلى أزمة إنسانية تزداد تفاقمًا.
وبينما يشتد قصف الاحتلال على غزة مع تواصل العدوان الذي تجاوز أسبوعه الثاني عشر، يتم الحديث عن خطط إسرائيلية منها إقامة منطقة عازلة في القطاع والسيطرة على ما يعرف بممر فيلادلفيا.
وهذا الأخير يُعرف أيضًا باسم محور "صلاح الدين"، وهو عبارة عن شريط أرضي ضيّق يقع على طول الحدود بين غزة ومصر.
"نتنياهو لا يثق بالجهود المصرية"
وفي تعليقه على الأمر، يرى الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بشير عبد الفتاح، أن إسرائيل تعاني أزمة داخلية مركبة ومتعددة الأبعاد، مشيرًا إلى محاولة حكومة بنيامين نتنياهو الإلقاء بلائمة فشلها العسكري والاستخباراتي أمام المقاومة الفلسطينية على أطراف خارجية، منها مصر.
ويقول في حديث إلى "العربي" من القاهرة، إن حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة تريد تحميل مصر مسؤولية ما يدور في قطاع غزة من صمود أسطوري للمقاومة الفلسطينية، التي تدعي تلك الحكومة أنها لا زالت تعتمد على أنفاق موجودة تحت الحدود المصرية الفلسطينية، وتحديدًا تحت محور فيلادلفيا، وأنه من خلالها تعبر الذخائر والأسلحة والمؤن إليها.
ويضيف أن "نتنياهو لا يثق بالجهود المصرية للحيلولة دون حصول المقاومة على المساعدات، ويرى أن الطريقة المثلى لتجفيف منابع الدعم للمقاومة الفلسطينية وإحكام الحصار عليها أو على مواطني غزة، هو باحتلال إسرائيل محور فيلادلفيا لمنع وصول أي مساعدات عسكرية أو إغاثية إليها".
ويشير إلى أن طرح نتنياهو يضع العلاقات بين الجانبين على المحك، مذكرًا بوجود بروتوكولات تحكم تلك العلاقات أبرزها اتفاقية السلام لعام 1979 وبروتوكول فيلادلفيا للعام 2005.
ويقول إنه في حال قيام إسرائيل باحتلال ذلك المحور دون الرجوع إلى السلطات المصرية والتنسيق معها تكون قد انتهكت كلًا من المعاهدة والبروتوكول، لافتًا إلى أن التصرف الأحادي في هذا السياق يجعلهما خارج نطاق التطبيق، ويجوز حينها للسلطات المصرية التحرر من التزاماتها بموجب كليهما.