بعد 11 شهرًا من تبادل إطلاق النار على جبهة لبنان، دخلت التوترات على الحدود الجنوبية منعطفًا خطيرًا تمثّل في عدوان إسرائيلي واضح الأركان على لبنان مستمرّ منذ أمس الإثنين.
وخلال الأسبوع الماضي، ركّز جيش الاحتلال على استهداف "حزب الله" الذي يخوض "حرب إسناد لغزة" منذ اليوم التالي لعملية "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها "كتائب القسّام" الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ردًا على جرائم الاحتلال.
وبعد يومين من تفجير أجهزة الاتصال في لبنان في 17 و18 سبتمبر/ أيلول الماضي، والذي أدّى إلى استشهاد 37 شخصًا وجرح نحو 3300 آخرين، شنّ جيش الاحتلال غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 20 سبتمبر، أدت إلى استشهاد 55 شخصًا وجرح 66 آخرين.
وابتداءً من الإثنين كثّف الاحتلال غاراته على جنوب لبنان وشرقه. فيما يلي نعرض موجزًا لما حدث حتى الآن خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان:
1- عدد الهجمات الإسرائيلية
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، شنّ غارات جوية على ما زعم أنها 1300 هدف لـ"حزب الله" في أنحاء لبنان خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقال إنّه نفّذ أمس الإثنين "هجومًا استباقيًا" بعد رصد تحركات لـ"حزب الله" لاستهداف إسرائيل، وفق ادعائه.
2- أعداد الشهداء والجرحى
في حصيلة غير نهائية للغارات التي شنها الاحتلال اليوم وأمس الإثنين، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية استشهاد 558 شخصًا على الأقل بينهم 50 طفلًا و94 امرأة، وجرح 1835 في العدوان الإسرائيلي على بلدات وقرى لبنان.
ويوازي عدد الشهداء نصف عدد اللبنانيين الذين استشهدوا خلال حرب تموز 2006، التي استمرت 34 يومًا.
3- المناطق التي تعرّضت للقصف
شملت الغارات الإسرائيلية معظم القرى في محافظات الجنوب، والنبطية، وبعلبك - الهرمل، وكذلك طالت محافظة البقاع.
واستهدف القصف الضاحية الجنوبية لبيروت في جبل لبنان، والبقاع الغربي، وبنت جبيل، ومرجعيون، وجزين، وصور، وحاصبيا، وصيدا والزهراني.
ودخل قضاء زحلة على خط الاستهدافات لأول مرة منذ عدوان تموز 2006.
4- المرافق المستهدفة
بينما زعم جيش الاحتلال استهداف مواقع لـ"حزب الله" تحتوي على صواريخ كروز طويلة المدى وصواريخ ثقيلة وصواريخ قصيرة المدى وطائرات بدون طيار متفجّرة، إلا أنّ الغارات استهدفت مباني سكنية وأحياء وقرى.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إنّ نساء وأطفال ومسعفين من بين الشهداء والجرحى.
وأدت الغارات إلى نزوح آلاف المدنيين من قراهم وبلداتهم.
وتمّ تعليق الدروس في المدارس والجامعات في جميع أنحاء البلاد، وإغلاق العديد من المدارس لاستخدامها مراكز إيواء.
وأعلن منسق "لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية" الوزير ناصر ياسين، فتح 89 ملجأ مؤقتًا في المدارس والمرافق الأخرى، تتّسع لأكثر من 26 ألف مدني نازح من الفظائع الإسرائيلية.
5- ردّ "حزب الله"
رغم زعم جيش الاحتلال القضاء على 50% من القدرة العسكرية لـ"حزب الله" خلال هذه الغارات، قصف "حزب الله" بآلاف الصليات الصاروخية مستوطنات الاحتلال وقواعد ومواقع عسكرية ومطارات إسرائيلية في حيفا ونهاريا وصفد والعفولة، التي تُستهدف لأول مرة منذ بدء المعارك في 8 أكتوبر الماضي.
6- ما هي الخطط الإسرائيلية المقبلة؟
تصاعدت الدعوات الدولية للطرفين إلى التهدئة، وسط تحذيرات من إمكانية اندلاع حرب إقليمية، بينما تستعدّ تل أبيب للمرحلة التالية من حربها.
ويتجنّب جيش الاحتلال الإشارة مباشرة إلى إمكانية تنفيذه عملية برية في جنوب لبنان، لكنّ وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت أكد أنّ حملة جيشه ستستمرّ حتى يتمكّن سكان الشمال من العودة إلى المنازل.
كما نقل موقع "واللا" عن قادة كبار في جيش الاحتلال الإسرائيلي قولهم إنّهم "جاهزون للشروع في عملية برية في لبنان".
والأسبوع الماضي، قالت هيئة البث العبرية الرسمية إنّ قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال أوري غولدين قدّم خطة إلى الحكومة الإسرائيلية تقضي بتنفيذ عملية عسكرية برية لاجتياح جنوب لبنان.
وتُطالب إسرائيل "حزب الله" بالانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني إلى مسافة تبعد بين 8 إلى 10 كيلومترات من الحدود لردعه عن شنّ هجمات، لكن من المرجّح أن يكون لإسرائيل هدف أكثر طموحًا هذه المرة، يتمثّل في الاستيلاء على منطقة عازلة في جنوب لبنان، ما يُهدّد بنشوب حرب أطول وأكثر تدميرًا وزعزعة للاستقرار، ويُذكّر باحتلال إسرائيل لجنوب لبنان بين عامَي 1982 و2000.
