استشهد طفل فلسطيني اليوم الخميس في جنين شمال الضفة الغربية، فيما لا تزال قوات الاحتلال موجودة في مخيم المدينة.
وأفاد مراسل "العربي" أن "الجيش الإسرائيلي ما يزال موجودًا في مخيم جنين وسط اشتباكات مستمرة مع مقاومين فلسطينيين".
ولليوم الثالث على التوالي، تنفذ قوات الاحتلال عملية عسكرية واسعة في جنين ومخيمها فجّرت خلالها 20 منزلًا، واعتقلت 700 فلسطيني أفرج عن غالبيتهم بعد تحقيق استمر لساعات وفق كمال أبو الرب، القائم بأعمال محافظ جنين.
شهيد جديد في جنين
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الخميس، استشهاد الطفل موسى أحمد موسى خطيب (17 عامًا)، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما يرفع حصيلة العدوان المتواصل على مدينة جنين ومخيمها إلى 12 شهيدًا.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بأن قوات الاحتلال أطلقت النار على الطفل خطيب أثناء تواجده أمام مستشفى جنين الحكومي، ما أدى إلى إصابته برصاصة في الصدر، وأُعلن عن استشهاده لاحقًا.
وباستشهاد خطيب، يرتفع عدد الشهداء في مدينة جنين ومخيمها منذ فجر اليوم إلى أربعة، ومنذ بدء العدوان قبل ثلاثة أيام إلى 12 شهيدًا.
وتشهد معظم أحياء مدينة جنين مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال، التي تطلق الرصاص الحي باتجاههم، خاصة في محيط مديرية الداخلية وشارع الناصرة والبلدة القديمة ومحيط مستشفى جنين الحكومي والحي الشرقي، حسب وكالة "وفا".
حصار إسرائيلي لمستشفيات جنين
بدروها، قالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة: إن "قوات إسرائيلية تحاصر مستشفيات محافظة جنين"، مشددة على أن الوضع الصحي "صعب للغاية".
وأضافت في بيان أن "مستشفيات محافظة جنين تتعرض في هذه الأثناء لهجمة شرسة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تحاصرها وتعرقل وصول الجرحى إليها، وتقوم بتفتيش واعتقال كوادر عاملة فيها".
وأردفت أن "القوات الإسرائيلية تعتدي على سيارات الإسعاف وتطلق النار عليها وتقوم بتفتيشها وعرقلة حركتها".
وناشدت الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية الدولية "الضغط على سلطات الاحتلال لوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني وعلى مراكز وطواقم العلاج والإسعاف".
وبعدما اقتحم جنود الاحتلال عددًا من مساجد المخيم، أدان وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية حاتم البكري الانتهاكات الإسرائيلية.
وأشار في تصريح له، اليوم الخميس، إلى أن تدنيس المساجد مخالف للأعراف الدولية ومن شأنه زيادة الاحتقان، وجر المنطقة إلى ما لا يُحمد عقباه.
وطالب البكري، المجتمع والمؤسسات الدولية والمراجع الدينية العالمية بإدانة هذا التصرف وتجريمه.
وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، قد أشاد بإقامة جنود صلاة يهودية بمسجد في جنين، ونشر في تدوينة على حسابه في تلغرام شريط فيديو قصير لجندي إسرائيلي وهو يتلو صلاة يهودية من خلال مكبرات صوت المسجد.
إصابة 5 جنود إسرائيليين خلال التوغل في جنين
وعلى المقلب الآخر، أفاد موقع "واللا" الإخباري العبري الخميس، بأنه تم نقل 5 جنود إسرائيليين إلى المستشفى إثر إصابتهم في جنين.
وأوضح أنه جرى نقل الجنود الخمسة، إلى مستشفى "عيمك" في العفولة" شمالي إسرائيل، إصابة أحدهم متوسطة، وقد أُجريت له عملية جراحية.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن يوم أمس الأربعاء، إصابة 4 جنود في مخيم جنين.
وفي هذا الإطار، أفاد مراسل "العربي" من تل أبيب أحمد دراوشة، أن هناك معلومات متضاربة حول ما يجري داخل مخيم جنين، موضحًا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يعلن حتى الآن عن هدف عمليته العسكرية المتواصلة منذ أكثر من 50 ساعة.
ونقل مراسلنا عن وسائل إعلام إسرائيلية قولها: إن "هدف هذه العملية هو أكبر من العمليات السابقة التي كان يقتحم جيش الاحتلال فيها مدينة جنين ومخيمها، ومن ثم ينسحب من هناك بعد ساعات محدودة، وكانت تهدف إلى اعتقال مطلوبين فلسطينيين على قوائم المطلوبين الإسرائيليين.
وأوضح مراسلنا أن قوات الاحتلال كانت تقتحم عادة تلك المنطقة بعد عمليات في الضفة الغربية، وكانت تدعي أن المقاتلين الفلسطينيين في عموم الضفة يجدون ملجأ لهم في مدينة جنين.
لكنه أشار إلى أن الهدف من هذه العملية هذه المرة غير واضح، إذ إن قوات الاحتلال لم تأت في بياناتها الرسمية على ذكر هدف هذا الاجتياح، إلا أن وسائل إعلام إسرائيلية تلمح إلى أن الهدف هو أكبر من المرات السابقة، ويمكن الافتراض أن هدفها استكمال ما بدأه الاحتلال الإسرائيلي في يوليو/ تموز الماضي من اقتحام طويل وعنيف للمخيم استمر أيضًا لأكثر من خمسين ساعة.