Skip to main content

حرب "تصريحات" حول أوكرانيا.. واشنطن تلوّح بعقوبات تطال النخبة في روسيا

الأحد 13 فبراير 2022

لا تزال التصريحات الأميركية تأخذ منحًى تحذيريًا من اقتراب غزو روسيا لجارتها أوكرانيا، على الرغم من خيط الدبلوماسية الرفيع الذي يعوّل عليه لمنع الحرب.

وجديد ذلك، ما أكده مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، بقوله اليوم الأحد، إن غزوًا روسيًا لأوكرانيا قد يحدث في أي وقت، وإن الولايات المتحدة ستستمر في تبادل معلومات المخابرات مع العالم لحرمان موسكو من القدرة على شن هجوم مباغت على أوكرانيا.

متى يبدأ الغزو؟

وفي تصريحات لبرنامج على شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية الأميركية، أكد سوليفان أنّ "على المجتمع الدولي التحضر لخطوة روسية تبرر هجومًا على أوكرانيا"، ملوّحًا بعقوبات "تطال النخبة" في روسيا إذا ما قامت بغزو أوكرانيا.

ورفض سوليفان القول ما إذا كانت أجهزة المخابرات الأميركية تعتقد أن روسيا تفكر في شن هجوم يوم الأربعاء، حسبما أشارت بعض التقارير.

ومضى يقول: "لا يمكننا التنبؤ باليوم بدقة لكننا نقول الآن ومنذ بعض الوقت إننا نترقب ويمكن أن يبدأ غزو، يمكن أن يبدأ عمل عسكري كبير، من جانب روسيا في أوكرانيا في أي يوم الآن. يشمل ذلك الأسبوع المقبل قبل نهاية الأولمبياد".

وسيتحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، مع نظيره الأميركي جو بايدن "في الساعات المقبلة"، كما أعلنت الرئاسة الاوكرانية الأحد، فيما تتصاعد المخاوف الغربية من غزو روسي وشيك للجمهورية السوفياتية السابقة.

وكتب سيرغي نيكيفوروف المسؤول الإعلامي في مكتب الرئيس الأوكراني عبر حسابه في فيسبوك: "في الساعات المقبلة، سيناقش الرئيس فولوديمير زيلنسكي الوضع الأمني والجهود الدبلوماسية الحالية للتهدئة مع الرئيس الأميركي جو بايدن".

لا "اختراق" بعد اتصال بايدن وبوتين

وتأتي هذه المحادثات غداة إعلان البيت الأبيض، عدم حدوث اختراق خلال مكالمة هاتفية استمرت ساعة بين بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وحذّرت واشنطن الجمعة من أن روسيا حشدت قوات كافية حول أوكرانيا تمكنها من شن هجوم "في أي وقت".

وتنفي روسيا تحضيرها لهجوم على أوكرانيا، وتطالب بضمانات أمنية ملزمة من الغرب، تتضمن تعهدًا بسحب قوات حلف شمال الأطلسي من شرق أوروبا وعدم التوسع بضم أوكرانيا.

ورفضت واشنطن قطعًا هذه المطالب وعرضت في المقابل مناقشة اتفاق أوروبي جديد لنزع الأسلحة مع موسكو.

كما تريد الولايات المتحدة من روسيا أن تسحب قواتها من على الحدود الأوكرانية كبادرة حسن نية.

واعتبرت روسيا أن الاقتراح الأميركي غير كاف.

صراع عسكري

من جانبه، أشار الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي انتخب لولاية ثانية، اليوم الأحد، إلى إن موسكو تتحمل "مسؤولية" خطر "الحرب" في أوروبا بسبب التوتر بشأن أوكرانيا، عشية زيارة المستشار أولاف شولتس لكييف وبعدها لموسكو.

وأضاف الرئيس الذي أعيد انتخابه لولاية من خمس سنوات "نحن وسط خطر اندلاع صراع عسكري، حرب في أوروبا الشرقية، وروسيا تتحمل مسؤولية ذلك".

وبذلك، حاول شتاينماير الاشتراكي الديموقراطي المقرب من أولاف شولتس توضيح موقف بلاده بعدما تعرضت ألمانيا لانتقادات من أوكرانيا ومن بعض شركائها الغربيين في الأسابيع الأخيرة كونها متساهلة جدًا مع موسكو.

وفي حديث أمام هيئة تضم نوابًا ومسؤولين منتخبين على المستويين الوطني والإقليمي، دعا شتاينماير إلى إظهار حزم في ما يتعلق بروسيا إذا لزم الأمر.

وزاد بالقول: "كما هو واضح، السلام ليس أمرًا سهلًا، يجب أن نعمل بجد للحفاظ عليه، عبر الحوار، لكن عند الضرورة، عبر قول الأمور بوضوح وعبر إظهار ردع وعزيمة".

وفي وقت سابق، اعتبر مصدر في الحكومة الألمانية، لم يشأ كشف هويته أن التوتر بين روسيا وأوكرانيا بلغ نقطة "حرجة".

وقال المصدر "ازداد قلقنا نعتقد أن الوضع حرج، خطير جدًا"، فيما تتصاعد المخاوف من غزو روسي وشيك لأوكرانيا.

وكان هذا المصدر يشير إلى تحذيرات واشنطن التي تستند بحسب السلطات الاميركية إلى عناصر جمعتها أجهزة الاستخبارات.

وأضاف "العديد من العناصر تشير، بطريقة مقلقة جدًا، إلى صحة المخاوف الحالية.

رائحة ميونيخ

وشبّه وزير الدفاع البريطاني بن والاس الجهود الدبلوماسية الغربية الرامية إلى منع غزو روسي محتمل لأوكرانيا باسترضاء ألمانيا النازية قبل الحرب العالمية الثانية.

وصرّح والاس لصحيفة "صنداي تايمز" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكن أن يرسل حشوده العسكرية إلى أوكرانيا "في أي وقت" معتبرًا أن الدول الغربية، من دون تحديدها، لم تكن صارمة بما فيه الكفاية مع موسكو.

وأضاف "قد يحصل أن يقدم بوتين على وقف محركات دباباته ويذهب كل إلى بيته.

لكنْ هناك شيء من رائحة ميونيخ في الأجواء كما يرى البعض في الغرب.

وبموجب اتفاق ميونيخ الذي أبرم عام 1938، جرى تسليم أجزاء من تشيكوسلوفاكيا إلى ألمانيا النازية في محاولة فاشلة لتجنب صراع كبير في أوروبا.

وتجري حاليًا سلسلة من الجهود الدبلوماسية تشمل زيارات قادة غربيين لموسكو على أمل إقناع بوتين التراجع عن أي مخطط لغزو أوكرانيا.

وقال والاس "الأمر المثير للقلق هو أنه رغم الكم الهائل من الدبلوماسية المتزايدة، استمرت عملية الحشد العسكري. لم تتوقف للحظة، بل استمرت".

من جانبه، حذّر سفير أوكرانيا في لندن من أن ذكر ميونيخ لا يساعد في حلحلة الازمة.

وقال فاديم بريستايكو لإذاعة بي بي سي "الوقت ليس مناسبا لإهانة شركائنا في العالم، مذكرًا إياهم بهذا الاتفاق الذي لم يجلب السلام في الواقع، بل على العكس، جلب الحرب".

وأضاف "هناك حالة من الهلع في كل مكان، ليس في أذهان الناس فحسب بل في الأسواق المالية أيضًا".

وردًا على سؤال حول هذه المقارنة، قال العضو في البرلمان البريطاني من حزب المحافظين براندون لويس إن المقارنة بالنازية "ليست الهدف" من ذلك.

وأوضح في تصريح لشبكة "سكاي نيوز" أن والاس كان يجري "المقارنة بين المحاولات الدبلوماسية التي سبقت الحرب العالمية الثانية والمحاولات الدبلوماسية التي نبذلها جميعا الآن".

وفي وقت لاحق الأحد، كتب والاس على تويتر أنه سيقطع عطلة عائلية ويعود إلى الديار "لأننا قلقون إزاء تدهور الوضع في أوكرانيا".

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة