الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

لا تربطها بحرب أوكرانيا.. هل "استعّدت" روسيا للأزمة الغذائية العالمية؟

لا تربطها بحرب أوكرانيا.. هل "استعّدت" روسيا للأزمة الغذائية العالمية؟

شارك القصة

تقرير حول انسحاب كبرى الشركات العالمية من السوق الروسية (الصورة: غيتي)
لفت المستشار الروسي إلى أن العقوبات الغربية التي تستهدف روسيا، قوّضت قدرات موسكو على تصدير الأسمدة والقمح.

وسط قلق الكثير من الدول عن تأمين احتياجاتها من المواد الغذائية والحبوب التي عرقلتها الحرب الروسية على أكرانيا، اعتبر الكرملين، اليوم الخميس، أن موسكو كانت مستعدة منذ نهاية عام 2021 للأزمة الغذائية التي ضربت العالم مع بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا فجر 24 فبراير/ شباط الماضي.

وخلال مؤتمر للشباب في موسكو، قال مستشار الكرملين ماكسيم أوريشكين: إنّ "السبب الرئيسي للجوع الذي سيصيب العالم هذا العام هو الإجراءات الاقتصادية غير المدروسة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".

ولفت المستشار إلى أن العقوبات الغربية التي تستهدف روسيا، قوّضت قدرات موسكو على تصدير الأسمدة والقمح.

تحضير مسبق للأزمة الغذائية

وقال أوريشكين: إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حضّر البلاد لتداعيات أزمة غذائية عالمية محتملة منذ نهاية عام 2021، أي قبل بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا، الذي نفت موسكو أنها كانت تحضّر له قبل ذلك، في وقت كان الخوف من نشوب نزاع تسبب بارتفاع في أسعار المواد الغذائية.

وأضاف: "كان فلاديمير فلاديميروفيتش (بوتين) قد فهم أن هذه المسائل (الغذائية) قد تطال روسيا. لذلك، بدأنا منذ نهاية العام الماضي بتحضير روسيا بشكل فعّال لمواجهة الجوع في العالم".

وكانت روسيا حينها تواجه ارتفاعًا في أسعار المواد الغذائية، وفرضت قيودًا وضرائب على صادرات الحبوب والزيوت والأسمدة.

وتابع أوريشكين: "هذا يجعلنا قادرين على أن نثق بأنفسنا" اليوم.

وتعتبر موسكو أن العقوبات الغربية المفروضة عليها، بسبب الهجوم على أوكرانيا هي سبب الأزمة الغذائية، وليس الهجوم -في حد ذاته- على أحد أهمّ مصدّري القمح في العالم.

وتكبدت روسيا "خسائر كبيرة" في أوكرانيا، بينما قال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين إنّ روسيا تواجه أشد الأوضاع صعوبة منذ ثلاثة عقود بسبب العقوبات.

ضغوط على روسيا

وتواجه روسيا حاليًا ضغوطًا أممية لدفعها إلى السماح لأوكرانيا بتصير منتجاتها من الحبوب عبر موانئ البحر الأسود، إلا أن موسكو تربط ذلك برفع العقوبات عنها.

وبهذا تكون المعركة في أوكرانيا، قد دخلت في مرحلة المناكفات الدولية مع روسيا، ولا سيما أنها أعلنت اليوم الخميس، أنه سيتعين إعادة النظر في العقوبات المفروضة عليها، إذا استجابت لمناشدة الأمم المتحدة لفتح موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود حتى يمكنها تصدير الحبوب.

وأوكرانيا، أحد أكبر منتجي الحبوب في العالم، وتصدر معظم بضائعها عبر موانئها البحرية، لكن منذ أن أرسلت روسيا قوات إلى أوكرانيا، اضطرت كييف للتصدير عن طريق القطارات أو عبر موانئها الصغيرة المطلة على نهر الدانوب.

وأمام ذلك، ناشد ديفيد بيزلي، مدير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء، قائلًا: "إذا كان لديك قلب، فرجاء افتح هذه الموانئ".

ويوفر برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية لنحو 125 مليون شخص في العالم ويشتري 50% من الحبوب من أوكرانيا، بحسب وكالة أنباء إنترفاكس.

والسبت أعلنت الهند، ثاني أكبر منتج للقمح في العالم، حظر تصدير القمح بدون إذن حكومي خاص بسبب تراجع إنتاجها جراء موجات القيظ الشديد.

وارتفع سعر القمح منذ أشهر إلى مستويات غير مسبوقة في الأسواق العالمية. وزاد سعره بنسبة 40% خلال ثلاثة أشهر، كما أن السوق متوترة جدًا بسبب مخاطر الجفاف في جنوب الولايات المتحدة وغرب أوروبا.

وفي ظل اتجاه الدول للبحث عن البدائل، تعوّل دول عربية على الموسم الحالي لتعزيز مخزوناتها المتناقصة من القمح، مع استمرار صعود الأسعار وشح مصادر التزويد.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close