وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء إلى الجزائر في أول زيارة له بصفته وزيرًا للخارجية. ويأمل المسؤول الأميركي في دفع الجزائر التي تعد من بين أكبر منتجي الغاز، لإنهاء خلافها مع المغرب ومناقشة أزمة الطاقة بعد الاجتياح الروسي لأوكرانيا.
وقبل وصوله إلى الجزائر كان بلينكن قد زار إسرائيل، حيث انضم إلى قمة جمعت وزراء خارجية دول عربية قامت بتطبيع العلاقات مع الدولة العبرية. وبعد إسرائيل، زار المغرب، التي تقيم علاقات مع تل أبيب بينما علاقاتها مقطوعة مع الجزائر.
وسيلتقي بلينكن بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ووزير الخارجية رمطان لعمامرة.
توتر عميق بين الجزائر والمغرب
وقالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يائيل لمبرت إن بلينكن ونظيره الجزائري "سيناقشان الأمن والاستقرار الإقليميين والتعاون التجاري ودعم حقوق الإنسان والحريات الأساسية".
وتأتي الزيارة في ظل توتر عميق بين المغرب والجزائر بشأن إقليم الصحراء، وهو خلاف يهدد الآن إمدادات الطاقة من المنطقة إلى أوروبا في ظل أزمة التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.
وبعدما قطعت الجزائر علاقاتها مع المغرب في أغسطس/ آب، قررت عدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي الذي كانت تستخدمه لتصدير الغاز إلى إسبانيا عبر المغرب.
وتستمر زيارة بلينكن إلى الجزائر ست ساعات فقط، لكنها تشمل اجتماعات مع كبار المسؤولين، بما في ذلك غداء عمل مع الرئيس تبون، كما سيتم إطلاق معرض تجاري مع الشركات الأميركية المتواجدة في البلاد.
خيار الحكم الذاتي
وتوترت العلاقة بين واشنطن والجزائر منذ أواخر عام 2020 عندما قررت الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، مقابل إقامة الرباط علاقات مع إسرائيل.
وجدد بلينكن أثناء وجوده في المغرب الثلاثاء دعم المقترح المغربي لحل النزاع من خلال منح الإقليم حكمًا ذاتيًا تحت سيادة الرباط.
وقال إن الولايات المتحدة لديها خيارات بشأن خطة الرباط للحكم الذاتي في الصحراء.
وعلى الرغم من التقارب التاريخي بين الجزائر وموسكو، تسعى الولايات المتحدة إلى التعاون مع الجزائر في مجال محاربة المتطرفين المرتبطين بتنظيم الدولة وعناصر القاعدة الذين ينشطون في المنطقة.
وقد يحث بلينكن الجزائر أيضًا على إعادة فتح خط أنابيب الغاز العابر من المغرب، ما قد يساعد الدول الأوروبية على تقليل اعتمادها على الطاقة من روسيا.