يعاني المواطنون في بورتسودان من أزمة مياه شرب مزمنة، حيث لا تصل شبكات المياه إلى عدد كبير من منازل المدينة، التي يعتمد سكانها بشكل أساسي على الماء الذي تنقله عربات بدائية.
وتفاقمت معاناة المواطنين السودانيين بسبب نزوح مئات الآلاف منهم إلى المدينة، واختيارها عاصمة مؤقتة للسودان عقب اندلاع الحرب في 15 أبريل/ نيسان من العام الماضي بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي".
أزمة شح المياه
ويتكرر مشهد تدافع الناس للحصول على بعض من مياه الشرب بمدينة بورتسودان، إذ رصد فريق "العربي" المشهد، الذي بدا فيه المواطن "محمد" خلال مزاحمة غيره من السائقين لشراء حصته من المياه لبيعها لأصحاب البيوت.
وشكا محمد أوهاج لمراسل "العربي" شح المياه دومًا، ولا سيما مع حلول فصل الصيف، وقال خلال حديث لـ"العربي": إن المشكلة يجب حلها عبر السد الرئيسي الذي يغذي المدينة بالمياه، وبشكل ضروري.
وتتمثل مشكلة شح مياه الشرب بمدينة بورتسودان في عدم وجود مصادر ثابتة للمياه العذبة. وتكاد الأمطار الموسمية المتذبذبة أن تكون المصدر الوحيد لتغذية خزان "أربعات" الذي تبلغ سعته التخزينية ثلاثة ملايين متر مكعب، لكن الردم أو تراكم الأطماء في الخزان أفقداه نحو 75% من سعته التخزينية.
ولم تكن مشكلة الخزان هي الوحيدة التي تسببت بهذا العطش المزمن، بل فاقمته أيضًا موجات الجفاف التي تزايدت في السنوات الأخيرة إضافة إلى الحرب في السودان التي اضطرت عشرات الآلاف من السكان إلى النزوح باتجاه المدينة.
الفقراء ضحايا العطش
مستشار هيئة مياه ولاية البحر الأحمر، ناجي عز الدين، قال في حديث لـ"العربي": إن المدينة تعيش في ظل وضع "غير مطمئن" بالنسبة لاحتياجات مياه الشرب لدى مواطني الولاية، مشيرًا إلى أن المشكلة تنعكس على الفقراء أكثر بكثير مما هي على الأغنياء.
ويقدر الاحتياج الفعلي لسكان المدينة بمئتي ألف متر مكعب يوميًا، لكن المتوفر منها لا يصل إلى النصف في أحسن الحالات، فيما تعد الحكومات المتعاقبة لإيجاد حل للمشكلة مرة عبر توسيع محطات التحلية، وإنشاء محطات عائمة في البحر الأحمر، ومرات عبر تزويد المدينة باستجرار المياه من نهر النيل.
وأدت الحرب في السودان التي اندلعت قبل أكثر من عام، إلى مقتل عشرات الآلاف السودانيين.
ويتّهم كل من الجيش وقوات الدعم السريع بالقصف العشوائي لمناطق مدنية وعرقلة مرور المساعدات الإنسانية، مع اتهام قوات الدعم السريع على وجه التحديد بالتطهير العرقي وارتكاب جرائم ضد الإنسانية.