السبت 16 نوفمبر / November 2024

مجزرة حي التضامن رأس جبل الجليد.. هل تطال المحاسبة النظام السوري؟

مجزرة حي التضامن رأس جبل الجليد.. هل تطال المحاسبة النظام السوري؟

شارك القصة

نافذة ضمن برنامج "شبابيك" تتناول مجزرة التضامن التي ارتكبها جنود النظام السوري عام 2013 والتي تم الكشف عنها أخيرًا (الصورة - غيتي)
يعود مشهد المجزرة في حي التضامن بدمشق إلى شهر أبريل من عام 2013، إلا أنّ الجريمة بقيت طي الكتمان لسنوات طويلة قبل الكشف عن فظاعتها.

خرجت مشاهد دموية صادمة إلى العالم من أرشيف ارتكابات النظام السوري في سنوات الثورة، مذكرة بأبشع ما ارتكبته قوات النظام في دمشق وغيرها من المدن والقرى السورية.

فقد تم الكشف عن فيديو مرعب وبشع لعملية إعدام جماعي لمدنيين سوريين معصوبي الأعين ومقيدي الأيادي يتم دفعهم نحو حفرة من دون أن يدركوا أنهم على وشك أن يعدموا رميًا بالرصاص.

ويعود المشهد لشهر أبريل/ نيسان من عام 2013 حيث بقيت الجريمة طي الكتمان لسنوات طويلة قبل الكشف عن فظاعتها.

وأشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية التي نشرت التقرير، إلى أن جنودًا من الفرع 227 التابع لمخابرات النظام السوري اقتادوا نحو 41 مدنيًا من حي التضامن في دمشق وقتلوهم في حفرة ثم سكبوا الوقود على جثثهم وأضرموا النار فيها وهم يضحكون.

ومن بين مرتكبي الجريمة برز الضابط في جيش النظام أمجد يوسف الذي ظهر وهو يمسك بأحد ضحاياه ويوقفه أمام الحفرة المليئة بجثث المدنيين، فيما كان الضحية معصوب العينين لا يدرك النهاية المأسوية التي تنتظره.

تسريب الفيديو

وتقول الغارديان إن يوسف كان مسؤولًا عن أمن حي التضامن وارتكب العديد من الانتهاكات.

وعن طريقة تهريب الفيديو، أشارت الصحيفة إلى أن الشريط المصور شاهده مجند جديد على حاسوب تابع لأحد فروع أمن النظام، قبل أن يسربه ليصل إلى باحثين في هولندا.

بعد ذلك، قرر الباحثان الوصول إلى منفذ العملية والتحدث إليه من حساب فايسبوك مزيف باسم باحثة سورية. وعلى مدى عامين تحدثت الباحثة السورية أنصار شحود مستعملة اسمًا مستعارًا إلى نحو 200 مسؤول من قوات النظام إلى أن وصلت أخيرًا إلى أمجد يوسف.

وفي فبراير/ شباط من العام الجاري، سلم الباحثان الفيديو والأدلة إلى القضاء في هولندا وألمانيا وفرنسا.

يذكر أنه منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، ارتكب النظام السوري وحلفاؤه مئات المجازر التي أودت بحياة آلاف السوريين بينهم نساء وأطفال.

رأس جبل الجليد

ويشير رئيس المركز السوري للأبحاث والدراسات أنور البني إلى أن الفيديو الذي نشرته الغارديان موجود لدى جهات الادعاء في ألمانيا منذ نحو 4 سنوات، لافتًا إلى أنه جزء من آلاف المجازر التي ارتكبتها عناصر الأمن السوري وجيش النظام.

ويرى في حديث إلى "العربي" من برلين، أن ما ظهر في الفيديو ما هو إلا رأس جبل الجليد ولا يعبر إلا عن جزء بسيط من المجازر، مشددًا على أن الشريط يشكل دليلًا لإدانة المرتكبين.

إلا أنه يلفت إلى أن المشكلة هي أن محاكمة النظام تتم عبر القرار السياسي، أما المحاكمة القضائية فلا تلاحق إلا المجرمين الذين ارتكبوا هذه المجازر. ويوضح أن "القضاء لا يلاحق نظامًا بل يلاحق مجرمين ارتكبوا الجريمة أو من أعطى القرار بارتكاب المجزرة".

ويشير إلى أنه لا يمكن فتح ملف قضائي ضد أي مجرم ما لم يكن قد وصل إلى أوروبا، فعندها فقط يمكن ملاحقته أمام القضاء الأوروبي، إلا أنه لا يمكن فتح ملف قضائي ضده في حال بقي في سوريا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close