الخميس 19 Sep / September 2024

لقاء بين أردوغان وعلييف.. نزوح دفعة جديدة من كاراباخ إلى أرمينيا

لقاء بين أردوغان وعلييف.. نزوح دفعة جديدة من كاراباخ إلى أرمينيا

شارك القصة

"العربي" يسلط الضوء على نزوح الأرمن من إقليم ناغورني كاراباخ (الصورة: غيتي)
يتواصل نزوح الأرمن من إقليم كاراباخ تزامنًا مع انتقادات يريفان لحليفتها روسيا فيما يجتمع الرئيس التركي مع نظيره الآذري.

سجلت الحكومة الأرمينية، اليوم الإثنين، عبور أكثر من 2900 شخص إلى أرمينيا من إقليم ناغورني كاراباخ حتى الساعة الخامسة صباحًا بالتوقيت المحلي، بحسب ما نقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء.

وجاء وصول المئات من اللاجئين الفارين من كاراباخ وسط انتقادات ضمنية من يريفان إلى موسكو لعدم تقديمها الدعم لها إثر انتصار الجيش الأذربيجاني على الانفصاليين في هذا الإقليم الذي يضم الأرمن.

علاقة "غير مجدية"

وكان رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان قد اعتبر يوم أمس تحالفات بلاده الحالية  "غير مجدية"، قائلًا في كلمة متلفزة: "إن أنظمة الأمن الخارجي التي تنضوي فيها أرمينيا أثبتت أنها غير مجدية لحماية أمنها ومصالحها".

وأضاف: "لم تتخل أرمينيا يومًا عن التزاماتها ولم تخن حلفاءها. لكن تحليل الوضع يظهر أن الأنظمة الأمنية والحلفاء الذين نعتمد عليهم منذ فترة طويلة حدّدوا لأنفسهم مهمة إظهار ضعفنا، وعدم قدرة الشعب الأرميني على أن تكون له دولة مستقلة".

وينطوي كلامه على إشارة ضمنية إلى علاقاته الطويلة الأمد مع موسكو الموروثة، منذ كانت أرمينيا جزءًا من الاتحاد السوفيتي مثل أذربيجان المجاورة، خصوصًا أن أرمينيا لا تزال عضوًا في منظمة معاهدة الأمن الجماعي وهي تحالف عسكري ترأسه روسيا.

وفي يريفان، نظمت المعارضة تظاهرات لليوم السادس تواليًا، متهمة رئيس الوزراء بـ"القضاء عمدًا على علاقات أرمينيا مع شركائها"، وفق ما قال المعارض أندرانيك تيفانيان أمام الحشود مساء أمس الأحد.

أردوغان في أذربيجان

مقابل ذلك، يلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الأذربيجاني إلهام علييف، اليوم الإثنين، في منطقة ناخيتشيفان الأذرية الواقعة بين أرمينيا وإيران والمتاخمة لتركيا، حسبما ذكرت الرئاسة التركية يوم أمس.

ويعتزم الزعيمان حضور مراسم وضع حجر الأساس لخط أنابيب غاز جديد وافتتاح مجمع عسكري أذربيجاني.

كما يلتقي رئيس الوزراء الأرميني والرئيس الأذربيجاني الشهر المقبل في غرناطة (جنوب إسبانيا)، بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.

اللاجئون وقوات حفظ السلام

وبدأت وفود اللاجئين من الإقليم بالوصول إلى أرمينيا، بعد ظهر أمس، حين دخلت مجموعة أولى قادمة من كاراباخ، حيث وصل عشرات معظمهم نساء وأطفال ومسنون، إلى مركز إيواء أقامته الحكومة الأرمينية في كورنيدزور على الحدود الأرمنية-الأذربيجانية.

وبحسب الحكومة الأرمنية مساء الأحد، فإن "377 شخصًا أرغموا على الرحيل" انتقلوا إلى الجانب الأرمني.

واستنادًا إلى آخر حصيلة لوزارة الدفاع الروسية، فإن 311 مدنيًا بينهم 102 من الأطفال واكبتهم قوة حفظ السلام الروسية من الجانب الأرمني.

وأضافت أن "كتيبة حفظ السلام الروسية تؤكد أنها تواصل إيواء 715 مدنيًا بينهم 402 طفل" في انتظار حل.

وأفادت السلطات الأرمينية في كاراباخ الأحد بأن المدنيين الذين تشردوا جراء أعمال العنف الأخيرة، سينقلون إلى أرمينيا بمساعدة جنود حفظ السلام الروس المنتشرين منذ الحرب السابقة في 2020.

المقاتلون في كاراباخ

وتعهدت أذربيجان السماح للمقاتلين الانفصاليين الذين يسلمون سلاحهم بالمغادرة إلى أرمينيا. وأعلنت الداخلية الأذربيجانية الأحد أنها ستنظم قوافل تضم حافلات للمقاتلين السابقين، لافتة إلى أن بعضهم يستطيع أيضًا المغادرة في سيارات.

وعبر هذه النقطة الحدودية نفسها في كورنيدزور ستمر 23 سيارة إسعاف لنقل "مواطنين مصابين بجروح بالغة" برفقة أطباء وموظفين في الصليب الأحمر، كما أوضحت وزارة الصحة الأرمينية.

من جانب آخر، لا يزال التوتر شديدًا على المعبر الحدودي في كورنيدزور، حيث يحاول عشرات الأرمن الغاضبين الحصول على أخبار عن عائلاتهم، وفق وكالة "فرانس برس".

وفي السياق، يخشى كثيرون أن يفر السكان المحليون بشكل جماعي، في وقت تشدد القوات الأذربيجانية قبضتها، لأنه إضافة إلى القلق السائد بين سكان الإقليم البالغ عددهم 120 ألفًا، فإن الوضع الإنساني لا يزال متوترًا جدًا هناك، حيث قالت وكالة "فرانس برس" إن "عاصمة" الإقليم سيتباناكيرت المطوقة من القوات الأذربيجانية، محرومة من الكهرباء والوقود وسكانها تنقصهم المواد الغذائية والأدوية.

قلق ماكرون

ودخلت، يوم السبت، أول قافلة مساعدات دولية إلى ناغورني كاراباخ، حيث عرض الجيش الأذربيجاني أمام صحافيين مئات الأسلحة التي صادرها من الانفصاليين، على مرتفعات "العاصمة" ستيباناكيرت.

من جهتها، طالبت أرمينيا من على منبر الأمم المتحدة في نيويورك بإرسال بعثة للأمم المتحدة "فورًا" إلى المنطقة، مكررة اتهاماتها بحصول "تطهير عرقي".

وفي المواقف، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأحد عن قلقه من هجوم عسكري محتمل لأذربيجان على أرمينيا، مؤكدًا أن باكو "تهدد" الحدود المشتركة و"وحدة أراضي" هذا البلد.

وقال ماكرون في مقابلة متلفزة: إن "فرنسا حريصة جدًا على وحدة أراضي أرمينيا فهذا هو المحك. لدينا اليوم روسيا متواطئة مع أذربيجان، وتركيا التي تدعم دائمًا هذه المناورات وسلطة غير مقيدة تهدد حدود أرمينيا"، حسب قوله.

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
تغطية خاصة
Close