الأحد 8 Sep / September 2024

وقف النار في كاراباخ قائم.. مواجهة بين يريفان وباكو في مجلس الأمن

وقف النار في كاراباخ قائم.. مواجهة بين يريفان وباكو في مجلس الأمن

شارك القصة

تقرير لـ"العربي" يستعرض تاريخ الصراع بين أذربيجان وأرمينيا على إقليم ناغورني كاراباخ (الصورة: غيتي)

طالبت فرنسا أذربيجان بتقديم "ضمانات ملموسة" لإحلال السلام في كاراباخ بعد يومين على العملية العسكرية السريعة التي شنتها باكو في الإقليم.

في وقت لا يزال فيه وقف إطلاق النار قائمًا في ناغورني كاراباخ، دخلت أرمينيا وأذربيجان في مواجهة أمام مجلس الأمن الدولي على خلفية ملف الإقليم، حيث طالبت دول عدة بينها فرنسا بـ"ضمانات ملموسة" من باكو بعد العملية العسكرية السريعة التي شنتها في هذه المنطقة.

وأمام مجلس الأمن الذي عقد جلسة عاجلة بناء على طلب باريس، تقاذف وزيرا خارجية أرمينيا وأذربيجان، أرارات مرزويان وجيهون بيراموف، المسؤولية عن تدهور الوضع في هذه المنطقة المتنازع عليها.

اتهامات متبادلة بين أرمينيا وأذربيجان

وقال الوزير الأرميني الذي تحدث أولًا، إنه لا يوجد "طرفان في هذا الصراع بل معتدٍ وضحية"، موضحًا أن باكو شنت هجومًا "غير مبرر ومخطط له" يهدف إلى إتمام عملية "التطهير العرقي" في ناغورني كاراباخ، على حد وصفه.

واتهم مرزويان باكو أيضًا بشن "عمليات قصف مكثفة وعشوائية واللجوء إلى المدفعية الثقيلة بما في ذلك الاستخدام المحظور لذخائر عنقودية".

واستنادًا إلى آخر حصيلة صادرة عن الانفصاليين الأرمن، أدت العملية العسكرية التي شنتها أذربيجان واستمرت 24 ساعة وانتهت ظهر الأربعاء الفائت عقب إقرار وقف لإطلاق النار، إلى مقتل 200 شخص على الأقل وإصابة أكثر من 400 آخرين.

وبحسب وكالة إنترفاكس الروسية فقد وافق الانفصاليون الأرمن في الإقليم على حل "جيش كاراباخ" ونزع سلاحه بالكامل.

في المقابل ندّد وزير الخارجية الأذربيجاني بما وصفها "حملة تضليل" تشنها يريفان المتهمة بـ"إمداد الانفصاليين ودعمهم" في كاراباخ، واصفًا مجلس الأمن بأنه "منحاز".

من جهتها طالبت فرنسا أذربيجان بتقديم "ضمانات ملموسة" لإحلال السلام في كاراباخ، بعد يومين على العملية العسكرية السريعة التي شنتها باكو ضد الانفصاليين الأرمينيين.

وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا: "إذا كانت أذربيجان راغبة حقًا في التوصل إلى حل سلمي وتفاوضي فعليها الآن تقديم ضمانات ملموسة".

ودعت باكو إلى "الانخراط بحسن نية في المناقشات عبر استبعاد أي استخدام للقوة... ومن خلال قبولها بأن هذا الحوار يتعلق بحقوق السكان وأمنهم" في كاراباخ.

تجدد القتال في إقليم ناغورني كاراباخ أخيرًا في سياق نزاع طويل بين أذربيجان وأرمينيا - غيتي
تجدد القتال في إقليم ناغورني كاراباخ أخيرًا في سياق نزاع طويل بين أذربيجان وأرمينيا - غيتي

مطالبات دولية بالسلام في كاراباخ

كذلك، طالبت الوزيرة الفرنسية باكو بـ"ضمان العفو عن القوات التي قبلت وقف إطلاق النار"، وبأن تعيد "من دون تأخير وبلا شروط الحركة عبر ممر لاتشين" بما يتيح دخول مساعدات إنسانية.

وأضافت: "يجب أن تقبل (باكو) بحضور إنساني دولي. هذا ضروري مع اقتراب الشتاء. من دون هذه الضمانات لا يمكن أن يكون هناك حل".

بدورها أبدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أسفها لأن "أذربيجان حاولت بالقوة فرض أمر واقع"، فيما دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الجانبين إلى "استئناف المفاوضات بشأن كل القضايا العالقة بهدف التوصل إلى معاهدة سلام".

وأعلنت روسيا أمس الخميس رصد خمسة انتهاكات لوقف النار في كاراباخ.

وكانت وزارة الدفاع الأذربيجانية أشارت الأربعاء الماضي إلى أن ممثلي السكان الأرمن في كاراباخ تقدموا بطلب عن طريق قوة السلام الروسية، جرى بموجبه التوصل إلى اتفاق لوقف باكو عمليتها في الإقليم، وتخلي المجموعات المسلحة الأرمنية بالمنطقة عن سلاحها، وإخلاء مواقعها العسكرية.

في غضون ذلك قالت الرئاسة الروسية "الكرملين"، أمس الخميس، إن الشروط المسبقة "متوافرة" لمعاهدة سلام بين أرمينيا وأذربيجان، رغم وجود "مشكلات فنية".

وذكر متحدث "الكرملين" دميتري بيسكوف، أنه "لا يمكن لأحد أن يقول متى ستوقع أرمينيا وأذربيجان معاهدة سلام، لكن كل الشروط المسبقة لذلك موجودة".

وأطلقت وزارة الدفاع الأذربيجانية، في 19 من الشهر الجاري عملية عسكرية قالت إنها تهدف "لإرساء النظام الدستوري في إقليم كاراباخ".

وأشارت الوزارة إلى أن "التوتر تصاعد بسبب إقدام قوات غير قانونية تابعة لأرمينيا في الإقليم على إطلاق النار بشكل ممنهج، مستهدفة مواقع الجيش الأذربيجاني في الأشهر القليلة الماضية، ومواصلتها زرع الألغام، وقيامها بأعمال تحصينات".

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
تغطية خاصة
Close