الجمعة 13 Sep / September 2024

سجال في الأمم المتحدة.. أرمينيا تدعو إلى نشر بعثة دولية في كاراباخ

سجال في الأمم المتحدة.. أرمينيا تدعو إلى نشر بعثة دولية في كاراباخ

شارك القصة

إضاءة "العربي" على التطورات الأخيرة في كاراباخ بين أرمينيا وأذربيجان (الصورة: غيتي)
أثرت التطورات الأخيرة في ناغورني كاراباخ على أجواء الأمم المتحدة، حيث تبادل الجانبان الأرميني والآذري اتهامات، وبرزت مواقف من واشنطن وموسكو.

دعت أرمينيا، أمس السبت، إلى إرسال "بعثة" للأمم المتحدة "على الفور" إلى ناغورني كاراباخ، لمراقبة الوضع الميداني، في وقت وعدت فيه أذربيجان بمعاملة الأرمن في هذه المنطقة الانفصالية على أنهم "مواطنون متساوون".

وكانت أذربيجان قد أعلنت يوم الأربعاء الماضي وقف إطلاق النار بعد إجبار القوات الانفصالية على قبول العودة الكاملة لإقليم كاراباخ إلى سيطرة باكو.

"نشر بعثة أممية مشتركة"

وقال وزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان خلال كلمة في الأمم المتحدة: "بعد الفشل في منع الإبادة الجماعية في رواندا، تمكنت الأمم المتحدة من إنشاء آليات للوقاية، لكننا اليوم على شفا فشل آخر".

وأضاف أن على "المجتمع الدولي بذل قصارى جهده لنشر بعثة مشتركة من وكالات الأمم المتحدة على الفور في ناغورني كاراباخ، لمراقبة وتقييم حقوق الإنسان والوضع الإنساني والأمني على الأرض"، مكررًا الاتهامات بارتكاب "تطهير عرقي" في المنطقة الانفصالية.

وتابع: "للأسف ليس لدينا شريك للسلام بل بلد يعلن صراحة أن الغلبة هي للأقوى، ويستخدم القوة باستمرار لتعطيل عملية السلام"، معتبرًا أن توقيت الهجوم الخاطف الذي شنته أذربيجان، خلال وقت سابق هذا الأسبوع، لم يكن "عرضيًا" في وقت تنعقد أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وشدد الوزير على أن "الرسالة واضحة: يمكنكم التحدث عن السلام ويمكننا الذهاب إلى الحرب، ولن تكونوا قادرين على تغيير أي شيء".

"دمج السكان الأرمن في كاراباخ"

وقبل ساعات قليلة ومن على المنبر نفسه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعد نظيره الأذربيجاني بأن غالبية الأرمن في ناغورني كاراباخ سيعامَلون بصفتهم "مواطنين متساوين".

وقال جيهون بيراموف: "أريد أن أؤكد مجددًا أن أذربيجان مصممة على إعادة دمج السكان الأرمن في منطقة كاراباخ في أذربيجان بصفتهم مواطنين متساوين".

وأضاف أن "الدستور والتشريعات الوطنية لأذربيجان والالتزامات الدولية التي تعهدنا بها تشكل أساسًا متينًا لهذا الهدف".

وأردف:"ما زلنا نعتقد أن هناك فرصة تاريخية لأذربيجان وأرمينيا لإقامة علاقات حسن جوار والتعايش جنبًا إلى جنب في سلام".

واشنطن قلقة من التطورات

من جهته، أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس، أرمينيا بأن الولايات المتحدة تشعر بـ"قلق عميق" حيال السكان من العرقية الأرمينية في كاراباخ، مضيفًا أنها سعت إلى تأمين الحماية لهم مع تعزيز أذربيجان سيطرتها على الإقليم.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن بلينكن أعرب في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان "عن قلق الولايات المتحدة العميق حيال السكان الأرمينيين في ناغورني كاراباخ".

وأضاف ميلر أن بلينكن "أكد أن الولايات المتحدة تدعو أذربيجان إلى حماية المدنيين والوفاء بالتزاماتها باحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية لسكان كاراباخ، وضمان امتثال قواتها للقانون الإنساني الدولي".

"تقويض النفوذ الروسي"

في المقابل، اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، قادة أرمينيا بمفاقمة التوتر في كاراباخ، لكنه أبدى أمله في أن تبقى البلاد في فلك موسكو، رغم الاضطراب الذي تعيشه بعد استعادة أذربيجان السيطرة على الإقليم الانفصالي.

وفي كلمة ألقاها بالأمم المتحدة، اعتبر لافروف أن القوى الغربية "تحرّك الخيوط" لتقويض النفوذ الروسي، مضيفًا: "للأسف، القيادة في أرمينيا تصبّ من وقت لآخر بنفسها الزيت على النار".

وأشار لافروف إلى ما قاله أحد كبار السياسيين الأرمينيين، حول تسليم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناغورني كارابخ إلى أذربيجان، بعد حرب عام 2020. 

وقال لافروف: "من السخافة اتهامنا بذلك"، مضيفًا: "نحن مقتنعون بأن الشعب الأرمني يتذكر تاريخه".

وأعرب عن ثقته في أن الأرمن سيظلون مرتبطين بـ"روسيا والدول الصديقة الأخرى في المنطقة بدلًا من أولئك الذين يقفزون عليها من الخارج".

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
تغطية خاصة
Close