الإثنين 16 Sep / September 2024

لقاء كيم وبوتين.. خمس استنتاجات من القمة الكورية الروسية

لقاء كيم وبوتين.. خمس استنتاجات من القمة الكورية الروسية

شارك القصة

فيديو لزيارة كيم جونغ أون إلى مصانع الطائرات الروسية (الصورة: غيتي)
يُمكن أن تُمهّد القمة بين بوتين وكيم جونغ أون لتطوّرات جديدة في الحرب على أوكرانيا، وطموحات الزعيم الكوري الشمالي العسكرية.

يواصل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون زيارته إلى روسيا التي بدأها في 12 سبتمبر/ أيلول الحالي، حيث عقد لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأربعاء الماضي، وصفته واشنطن بـ"العمل اليائس".

وعلى الرغم من بروز تفاصيل قليلة حول مناقشات الزعيمين، فإن القمة في الشرق الأقصى الروسي يُمكن أن تُمهّد لتطوّرات جديدة ومثيرة للقلق في الحرب على أوكرانيا، وطموحات كيم العسكرية بحسب "غارديان".

وبينما يُكمل الزعيم الكوري الشمالي جولاته في المنشآت العسكرية الروسية، رصدت الصحيفة البريطانية خمس نقاط يُمكن استخلاصها من القمة التي عقدها الزعيمين في قاعدة فوستوتشني الفضائية في أقصى الشرق الروسي.

خطط كورية شمالية للفضاء

رجّحت وسائل إعلام أنّ زيارة كيم جونغ أون إلى روسيا تهدف إلى بيع موسكو قذائف مدفعية وصواريخ مضادة للدبابات، لكنّ دوره كان أكثر من مجرد دور بائع أسلحة.

فاجتماعه مع بوتين أرسل إشارات لا لبس فيها بأنّ النظام في بيونغيانغ لا يزال مهتمًا بترسيخ وجوده في الفضاء، على الرغم من فشله الأخير في وضع أقمار صناعية عسكرية في المدار، وهو ما ظهر في مكان عقد اللقاء، والجولة التي قام بها الزعيمان في منشآت التجميع والإطلاق في قاعدة الفضاء، واطلاعه على التفاصيل الفنية حول مركبات الفضاء الروسية.

وهناك شكوك حول استعداد روسيا لتبادل المعلومات الحساسة حول تكنولوجيات الأسلحة مع كوريا الشمالية، في مقابل إمدادات عسكرية تحلّ محل المخزونات المستخدمة خلال أكثر من 18 شهرًا من الحرب على أوكرانيا.

حاجة متبادلة

كانت القمة فرصة لكلا الزعيمين لإثبات أنّهما ليسا معزولان على الرغم من الحرب والعقوبات والإدانة الدولية واسعة النطاق.

وحديث كيم عن "الكفاح المقدس" الذي يخوضه الكرملين ضد "القوى المهيمنة" ورغبته بتطوير العلاقات بشكل أكبر مع روسيا، إشارة إلى رفضه العودة إلى الدبلوماسية مع الولايات المتحدة بشأن تطوير الصواريخ الباليستية والأسلحة النووية.

ولم تكن قمة كيم بوتين مجرد لقاء أو فرصة لتبادل الهدايا من الأسلحة الصغيرة ، بل دليلًا على أن البلدين يحتاجان إلى بعضهما البعض أكثر من أي وقت مضى.

وأجبرت سنوات العقوبات، والعزلة شبه الكاملة التي فرضتها جائحة كوفيد 19، وسوء الإدارة الاقتصادية وسوء التغذية، كيم على التواصل مع موسكو. لكنه ذهب حاملًا ورقة مساومة تتلخّص في اهتمام بوتين بمخزونات كوريا الشمالية من الذخيرة والصواريخ القديمة المتوافقة مع أنظمة الأسلحة الروسية.

مخاوف الغرب

وأياً كانت نتيجة المحادثات، يأخذ الغرب المواءمة بين مصالح كيم وبوتين على محمل الجد، حيث حذّرت واشنطن من أنّ موسكو ستدفع ثمن تزوّدها بالذخائر لحربها على أوكرانيا.

بينما رأى وزير الخارجية الياباني يوكو كاميكاوا أنّ الاتفاق الروسي الكوري الشمالي ينتهك عقوبات الأمم المتحدة ضد كوريا الشمالية.

كما اعتبرت سول أنّ "أي تعاون علمي وتكنولوجي يُساهم في تطوير الأسلحة النووية والصواريخ، بما في ذلك أنظمة الأقمار الصناعية التي تتضمّن تقنيات الصواريخ الباليستية، يتعارض مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وصدرت كل هذه التصريحات على الرغم من أنه ليس من الواضح ما إذا كان الزعيمان قد توصّلا إلى اتفاق بشأن إمدادات الأسلحة. كما لم يصدر أي بيان عن القمة، ولم تكن هناك أي فرصة على الإطلاق لأن يقوم أي منهما بعقد مؤتمر صحفي.

لا تزال أخت كيم أقرب المقربين إليه

وبينما كان مراقبو كوريا الشمالية يبحثون في قائمة الركاب في قطار كيم بحثًا عن أدلة حول الغرض من زيارته لروسيا، تسلّل أحد الأعضاء البارزين من الوفد المرافق له إلى موسكو دون أن يلاحظه أحد تقريبًا.

وضمّ وفد كيم مسؤولين على صلة وثيقة بمخزون أسلحة كوريا الشمالية وطموحاتها العسكرية، لكن الصور الرسمية لكيم يو جونغ الأخت الصغرى للزعيم، كانت بمثابة تذكير بأنها لا تزال أقرب المقربين منه، بالإضافة إلى دورها كرئيس الدعاية في بيونغ يانغ.

وأدت الشائعات المستمرة حول صحة شقيقها إلى تأجيج مسألة الخلافة التي تدور حول الأسرة الشيوعية الوحيدة في العالم. وكان ظهور جو آي ابنة كيم في عمليات إطلاق الصواريخ الأخيرة، سببًا في إثارة التكهّنات بأنّه يُعدّها وريثة له.

وأيًا كانت خطط كيم للجيل الرابع من الأسرة الحاكمة، فإن التركيز ينصبّ مرة أخرى على المعدات العسكرية والفضائية بدلًا من نقل السلطة إلى أحد أبنائه.

وكانت الرحلة إلى روسيا بمثابة تذكير بأنّ كيم يو جونغ هي الشخص الذي يلجأ إليه كيم أولًا للحصول على المشورة.

"تحالف طويل وخطير"

وبينما كان كيم يستعدّ لركوب قطاره المُدرّع في نهاية الأسبوع الماضي، توقّعت وسائل الإعلام الدولية أنّه سيلتقي ببوتين في فلاديفوستوك قبل أن يعود إلى بيونغيانغ في رحلة تستغرق 20 ساعة.

لكن بعد يومين من قمّتهما، لا يزال كيم في روسيا، حيث زار اليوم الجمعة منشأة جوية قدّمت المزيد من الأدلة حول الغرض من زيارته، وهي المرة السابعة فقط التي يغادر فيها كوريا الشمالية منذ أن أصبح زعيمًا في أواخر عام 2011.

ومن المقرر أن يتوجه كيم أيضًا إلى فلاديفوستوك للإشراف على عرض السفن الحربية الروسية وزيارة إحدى الجامعات والمرافق الأخرى.

وحتى الآن، قام كيم برحلتين إلى روسيا خلال ما يزيد قليلاً عن أربع سنوات، ومن المتوقّع أن يكون اجتماعه المقبل مع بوتين في بيونغيانغ بعد أن "قبل الزعيم الروسي بامتنان" دعوة للقيام بزيارة متبادلة، والتي ستكون الأولى من نوعها إلى الشمال منذ عام 2000. ولكن من دون تحديد موعد.

ومع عدم وجود أي إشارة إلى نهاية الحرب على أوكرانيا، أو سعي كوريا الشمالية للحصول على رادع نووي فعّال وسط انهيار المفاوضات مع الولايات المتحدة، فإن هذه العلاقة تتحوّل إلى علاقة طويلة الأمد.

وكما قال كيم لبوتين، فإن اجتماعهما رفع العلاقات الثنائية إلى "مستوى جديد"، مضيفًا أنّه يأمل بازدهار العلاقات بين بلديهما "على مدى المئة عام المقبلة".

تابع القراءة
المصادر:
غارديان
Close