الأربعاء 18 Sep / September 2024

ماذا لو لم تنقرض الديناصورات.. هل كان عالمنا مختلفًا؟

ماذا لو لم تنقرض الديناصورات.. هل كان عالمنا مختلفًا؟

شارك القصة

نافذة إخبارية عن أسباب انقراض الديناصورات (الصورة: غيتي)
لو لم يحدث الحدث الكارثي للأرض، لكان من المحتمل أن نرى آكلات عشب عملاقة ذات أعناق طويلة، وحيوانات مفترسة شبيهة بالتيرانوصورات.

يعتقد العلماء أنه قبل 66 مليون سنة ضرب كويكب الأرض بقوة 10 مليارات قنبلة ذرية، وغيّر مسار التطوّر. أظلمت السماء، وتوقّفت النباتات عن التمثيل الضوئي، فيبست؛ ثمّ ماتت الحيوانات التي كانت تتغذّى عليها، واختفى أكثر من 90% من النباتات والحيوانات؛ فانهارت السلسلة الغذائية، وانقرضت جميع الديناصورات باستثناء بعض الأنواع من الطيور.

لكن هذا الحدث الكارثي، جعل التطوّر البشري ممكنًا، وفقًا لصحيفة "ذا كونفرزييشن" الأميركية التي أوضحت أن الثدييات الباقية ازدهرت، بما في ذلك الرئيسيات البدائية الصغيرة التي تطوّرت لتصبح البشر.

ماذا لو لم يصدم هذا الكويكب بالأرض؟

وتروي المجلة: "تخيّل الطيور الجارحة المتطوّرة للغاية، وهي ترفع علمها على القمر"، وهو ما يبدو خيالًا علميًا سيئًا، لكنه يُثير بعض الأسئلة الفلسفية العميقة حول التطوّر.

وسألت المجلة: "هل البشر هنا فقط عن طريق الصدفة، أم أن تطوّر مستخدمي الأدوات الأذكياء أمر لا مفر منه؟".

وأضافت أن "الأدمغة، والأدوات، واللغة، والمجموعات الاجتماعية الكبيرة تجعلنا النوع المهيمن على كوكب الأرض، حيث يوجد 8 مليارات إنسان في سبع قارات. وإذا اعتمدنا الوزن، فيوجد بشر أكثر من جميع الحيوانات البرية. وقام البشر بتعديل نصف مساحة الأرض لإطعام أنفسهم.

هل كان بمقدور الحيوانات فعل ذلك أيضًا؟

في الثمانينيات، قدم عالِم الحفريات ديل راسل، تجربة لفكرة تطوّر ديناصور آكل للحوم إلى مستخدم لأداة ذكية. وكان لهذه الديناصورات أدمغة كبيرة، وتستطيع الوقوف منتصبة.

 لكن المجلة اعتبرت أن هذا الاحتمال غير مرجّح، إذ تقيّد بيولوجيا الحيوان اتجاه تطوره.

وإذا أخذنا بالاعتبار حجم الديناصورات، بدءًا من العصر الجوراسي حيث بلغ حجم الديناصورات الصربودية العاشبة على غرار "برونتوسورس"، حوالي 50 طنًا، وطولها 30 مترًا، أي 10 أضعاف وزن الفيل وطول الحوت الأزرق. وحدث هذا في مجموعات متعدّدة أخرى من الديناصورات، وفي قارات مختلفة، وفي أوقات مختلفة، وفي مناخات مختلفة، من الصحاري إلى الغابات المطيرة.

وبالمثل، تطوّرت الديناصورات آكلة اللحوم مرارًا وتكرارًا، وأصبحت كائنات مفترسة ضخمة يبلغ طولها عشرة أمتار ومتعددة الأطنان. وعلى مدار 100 مليون عام، تطوّرت الميغالوصورات، والألوصورات، والكارشارودونتوصورات، والنيوفيناتوريات إلى كائنات عملاقة مفترسة.

ورغم كبر أحجام الديناصورات، إلا أن أدمغتها لم تكن كذلك. وبحلول أواخر العصر الطباشيري، أي بعد 80 مليون سنة من ظهورها، طوّرت الديناصورات أدمغة أكبر. لكن على الرغم من ذلك، كان وزن دماغ ديناصور "تي ركس" 400 غرام فقط، أما دماغ فيلوسيرابتور فيزن 15 غرامًا. وبالمقارنة، يبلغ متوسط وزن الدماغ البشري 1.3 كيلوغرامات.

وبمرور الوقت، أصبحت آكلات الأعشاب الصغيرة أكثر شيوعًا، وتنوّعت الطيور. وتطوّرت الديناصورات ذات الأرجل الطويلة في وقت لاحق، مما يشير إلى وجود سباق تسلح بين الحيوانات المفترسة ذات الأقدام وفرائسها.

ثمّ طوّرت الديناصورات حياتها الاجتماعية، وأصبحت أكثر تعقيدًا، وبدأت بالعيش في قطعان، وطوّرت قرونًا متقنة للقتال والعرض. ومع ذلك، يبدو أن الديناصورات تُكرّر نفسها في الغالب، وطوّرت آكلات أعشاب وآكلات لحوم عملاقة ذات أدمغة صغيرة.

ولو لم يحدث الحدث الكارثي للأرض، لكان من المحتمل أن نرى آكلات عشب عملاقة ذات أعناق طويلة، وحيوانات مفترسة شبيهة بالتيرانوصورات. وربما طوّرت الديناصورات أدمغة أكبر قليلًا عما قبل، لكن هناك القليل من الأدلة على أنها تطوّرت لتُصبح كائنات عبقرية.

كما أنه من غير المحتمل أن تكون الثدييات قد أزاحتها، لأن الديناصورات احتكرت بيئاتها حتى النهاية، عندما اصطدم الكويكب.

في غضون ذلك، كانت للثدييات قيود مختلفة، لم يتحوّلوا إلى آكلات أعشاب عملاقة، لكنّها طوّرت أدمغة كبيرة مرارًا وتكرارًا. فتطوّرت الأدمغة الضخمة في حيتان الأوركا، وحيتان العنبر، وحيتان البالين، والفيلة، وفقمات الفهد، والقردة.

وحاليًا، يتمتّع عدد قليل من أحفاد الديناصورات، مثل الغربان والببغاوات، بأدمغة معقدة، يمكنها استخدام الأدوات والتحدّث والعدّ. لكن الثدييات مثل القرود والفيلة والدلافين هي التي طوّرت أدمغة أكبر، وسلوكيات أكثر تعقيدًا.

هل ضمن القضاء على الديناصورات تطوّر ذكاء الثدييات؟

نفت المجلة الأمر، مشيرة إلى أن نقاط البداية قد تحد من نقاط النهاية، لكنها لا تضمنها أيضًا. واستشهدت بأن كلًا من ستيف جوبز وبيل غيتس ومارك زوكربيرغ لم يكملوا دراستهم الجامعية، وأنه إذا أصبحوا أغنياء فإن التسرّب الدراسي لا يجعلك غنيًا، مؤكدة أنه حتى إذا بدأت في المكان المناسب، فأنت بحاجة إلى الفرص والحظ.

وأوضحت أن تاريخ تطوّر القردة يشير إلى أن تطور البشر لم يكن حتميًا على الإطلاق.

وعندما وصلت القردة إلى أميركا الجنوبية قبل 35 مليون سنة، تطوّرت إلى أنواع مختلفة من القردة. كما وصلت الرئيسيات إلى أميركا الشمالية على الأقل ثلاث مرات منفصلة، قبل 55 مليون سنة، وقبل 50 مليون سنة، وقبل 20 مليون سنة، ومع ذلك، لم تتطوّر إلى فصيلة تصنع أسلحة نووية وهواتف ذكية. وبدلاً من ذلك، ولأسباب نجهلها، انقرضت.

في المقابل، وفي إفريقيا وحدها، اتخذ تطوّر الرئيسيات اتجاهًا فريدًا. شيء ما عن الحيوانات والنباتات والجغرافيا في إفريقيا دفع القردة للتطوّر إلى رئيسيات برية، كبيرة الحجم والأدمغة تستخدم الأدوات.

تابع القراءة
المصادر:
ترجمات
Close