الجمعة 6 Sep / September 2024

مباحثات على صوت الرصاص.. ما هي فرص الحوار بين أوكرانيا وروسيا؟

مباحثات على صوت الرصاص.. ما هي فرص الحوار بين أوكرانيا وروسيا؟

شارك القصة

برنامج "للخبر بقية" يلقي الضوء على أبعاد المباحثات الأوكرانية والروسية بأنقرة (الصورة: غيتي)
يجتمع طرفا الحرب على طاولة واحدة بالعاصمة التركية أنقرة، تزامنًا مع احتدام المعارك على الجبهات المختلفة بين القوات الروسية والأوكرانية.

تذكّر طرفا الحرب الطاحنة في قلب القارة الأوروبية أنّ لديهما هيئة خاصة بحقوق الإنسان، فاجتمعا بالقرب من طاولة، قبل ساعات فقط في العاصمة التركية على هامش مؤتمر دولي.

وتناقش الطرفان وتباحثا فاتفقا على تبادل عشرات الأسرى، ويطمحان أيضًا خلال الساعات القادمة لمناقشة مسألة المساعدات، التي تنتظرها آلاف الأسر الهاربة من جحيم القصف والدمار.

وإضافة إلى ذلك، يأمل الطرفان في إنشاء ممر إنساني آمن، وبحث وضع الأطفال التي تسببت الحرب بقتل العشرات منهم في القصف والتدمير.

هذا اللقاء النادر، يتزامن في الوقت ذاته الذي تشهد فيه المناطق الجنوبية والشرقية من أوكرانيا مواجهات، يقول عنها المسؤولين الأوكرانيين إنها "الأكثر دموية" منذ بداية الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.

وكل ذلك، يحدث عقب هدنةٍ متوترة أعلنت عنها موسكو قبل أن تعود عجلة الحرب من جديد، خاصة على أطراف بلدة سوليدار الصغيرة والإستراتيجية، لتتبخر معها أي جهود لجرّ الأطراف إلى طاولة حوار تنهي الصراع، وهي فكرة كانت قد ارتقت إلى سطح غرف الأخبار في العالم بعدما ساد الفتور على الجبهات أواخر العام المنصرم.

لقاء مفوضة حقوق الإنسان الروسية تاتيانا موسكالكوفا مع نظيرها الأوكراني دميترو لوبينتس في أنقرة - رويترز
لقاء مفوضة حقوق الإنسان الروسية تاتيانا موسكالكوفا مع نظيرها الأوكراني دميترو لوبينتس في أنقرة - رويترز

ومع تصاعد العمليات العسكرية، يتبادل الروس والأوكرانيون الاتهامات بخصوص إجهاض أي محاولة للاقتراب من طاولة الحوار، فيما يقول الكرملين: إن الرئيس الروسي منفتح لإجراء محادثات بشأن أوكرانيا مع قناعته بإمكانية ترتيب محادثات مع الغرب أيضًا.

في المقابل، يتهم الغرب فلاديمير بوتين بأنه غير صادق وفق جوزيب بوريل مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خلال تعليقه على الهدنة التي أعلنها الرئيس الروسي من طرفٍ واحد.

ليبقى الأبرياء في كل هذا، وحدهم من يحسبون الوقت وكل الوقت، في جعبة القادة والمسؤولين.

الاختراق التركي في الملف الأوكراني

وبعدما سعت تركيا في السابق للوساطة بين موسكو وكييف، ونجحت في تأمين تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، تلعب من جديد دور الوسيط لفتح ممرات إنسانية في أوكرانيا والإفراج عن الأسرى.

وعن قدرة أنقرة على تحقيق اختراق في هذا الملف، ترى ميرفه سيرين أستاذة العلاقات الدولية في جامعة أنقرة أنها ليست المرة الأولى التي تسهل فيها تركيا عملية تبادل أسرى بين الجانبين الروسي والأوكراني.

وتشير في هذا الإطار، إلى أن أنقرة كان لها دور في إطلاق جنود أوكرانين أسرى حينما سيطرت روسيا على ماريوبول، في الأشهر الأولى للحرب.

فتلخص سيرين من أنقرة جهود تركيا بالشأن الأوكراني بعنوانين، وصفتها بأنها تسهم في تحقيق السلام العالمي، وهي: تبادل المدنيين، والأسرى، فضلًا عن اتفاقية الحبوب والأسمدة.

مرونة كييف للتفاوض

وفيما يتعلق بموافقة كييف على الدخول بمفاوضات مع موسكو بوساطة تركية، يعرب ماكسيم يالي أستاذ العلاقات الدولية من العاصمة الأوكرانية، عن ترحيبه بدور الوساطة التركية، التي أبرزت مكانتها من خلال نجاح اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، والتوسط لتبادل الجثث والأسرى.

ورغم ذلك، يعتقد يالي أن إجراء مفاوضات مباشرة بين أوكرانيا وروسيا في الوقت الراهن "أمر مستحيل"، لا سيما وأن موسكو تريد ضمّ أراضٍ جديدة من أوكرانيا، والسيطرة على كامل المناطق التي سبق وضمّتها بشكل غير قانوني، مثل خيرسون وزاباروجيا.

ويضيف أستاذ العلاقات الدولية في حديث مع "العربي": "أكثر من 40% من منطقة دونيتسك وبعض أجزاء من لوغانسك، وكل المناطق الأربعة التي ضمتها روسيا، لا تسيطر عليها القوات الروسية بشكل كامل وبالتالي تعد شروط موسكو غير مقبولة على الإطلاق".

وعليه، لا يمكن الحديث عن مفاوضات سلام إلا بعد الانسحاب الكامل للقوات الروسية من كافة الأراضي الأوكرانية، وهذه هي شروط كييف الواضحة تمامًا والتي لا بد الالتزام بها، وفق يالي.

كييف وموسكو تتبادلان الاتهامات بشأن إجهاض أي محاولة للاقتراب من طاولة الحوار - غيتي
كييف وموسكو تتبادلان الاتهامات بشأن إجهاض أي محاولة للاقتراب من طاولة الحوار - غيتي

واقعية الشروط الروسية

ومن موسكو، يتفق الكاتب الصحافي أندريه مورتازين على "استحالة" إقامة مفاوضات بين أوكرانيا وروسيا، وذلك لأن بوتين لن يتخلى عن دونيتسك، ولوغانسك، وخيرسون، وزاباروجيا، وشبه جزيرة القرم "إطلاقًا".

ويقول الصحافي لـ"العربي": إن الجانب الأوكراني يجب أن يدرك هذه الحقيقة والوقائع على الأرض، وأن "هذه المناطق لن ترجع إلى أوكرانيا أبدًا".

وفيما يخصّ تبادل الأسرى، يظنّ مورتازين أن هذه المسألة صعبة جدًا بدورها، لا سيما وأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقّع مرسومًا يمنع أي مباحثات مباشرة أو غير مباشرة من الجانب الأوكراني مع الجانب الروسي.

ويتابع مورتازين: "نجحت الوساطة التركية من قبل في الإفراج عن الأسرى.. لكن أن يكون ذلك أساس دائم فهذا أمر صعب.. وإذا كان يدور الكلام حول إنشاء ممر الآمن إلى تركيا فهو أمر صعب التنفيذ ولا نعلم بعد تفاصيله، وما إذا سيكون عبر البحر أو الجو".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close