أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس السبت، أن مبادرة إفريقية يمكن أن تكون أساسًا للسلام في أوكرانيا، لكنه أوضح أن الهجمات الأوكرانية تجعل من الصعب تنفيذها.
وأكد بوتين، خلال مؤتمر صحافي بعد يوم من اجتماعه مع قادة أفارقة، أن الجيش نفذ بعض الضربات الوقائية بعد "هجوم إرهابي" شنته أوكرانيا على جسر القرم وتسبب في وقوع أضرار.
وقال بوتين: "هناك بنود في مبادرة السلام هذه يتم تنفيذها، ولكن هناك أشياء يصعب أو يستحيل تنفيذها".
وأضاف أن إحدى النقاط في المبادرة تتعلق بوقف إطلاق النار، "لكن الجيش الأوكراني في حالة هجوم، إنهم يهاجمون، وينفذون عملية هجومية إستراتيجية واسعة النطاق. لا يمكننا وقف إطلاق النار في الوقت الذي نتعرض فيه للهجوم".
وفيما يتعلق بمسألة بدء محادثات السلام، قال بوتين: "لم نرفضها، ولكي تبدأ هذه العملية يجب أن يكون هناك اتفاق بين الجانبين".
ما هي أبرز الاتفاقيات التي تم الإعلان عنها في القمة الروسية الإفريقية؟ #روسيا pic.twitter.com/Xp9TxHz2C7
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 29, 2023
ولقي زوجان روسيان حتفهما وأصيبت ابنتهما (14 عامًا) بجروح، الأسبوع الماضي، فيما وصفته موسكو بهجوم أوكراني أدى إلى إلحاق أضرار بالجزء الخاص بمرور المركبات على الجسر الرابط بين روسيا، وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو من أوكرانيا عام 2014.
ونشطت في يونيو/ حزيران وساطة إفريقية بين البلدين المتحاربين، وذكرت وكالة رويترز حينها أن تلك الوساطة يمكن أن تبدأ بإجراءات بناء الثقة، يليها اتفاق لوقف العمليات القتالية مصحوبًا بمفاوضات بين روسيا والغرب.
ويرفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فكرة وقف إطلاق النار الآن، لأن "من شأن ذلك أن يترك لروسيا السيطرة على ما يقرب من خمس أراضي بلاده، ويمنح قواتها الوقت لإعادة تجميع صفوفها بعد 17 شهرًا من الحرب الطاحنة".
المعارضون في الداخل
وبمعزل عن الجهود الدبلوماسية الإفريقية، تحدث بوتين في يومه الطويل أمس عن منتقدي الحرب داخل روسيا، خلال مؤتمر صحافي آخر عقده مع صحافيين روس.
ودافع بوتين عن الحملة المتصاعدة على المجتمع المدني والأصوات الناقدة في البلاد، قائلًا إنها ضرورية في سياق النزاع في أوكرانيا.
وأضاف: "نحن في عام 2023 وروسيا الاتحادية تخوض نزاعًا مسلحًا مع أحد الجيران. وأعتقد أنه يتعين علينا اتخاذ موقف معين تجاه الأشخاص الذين يتسببون في أضرار لنا داخل البلاد".
وتابع: "علينا أن نضع في اعتبارنا أنه لكي ننجح، بما في ذلك في منطقة النزاع، علينا اتباع قواعد معينة".
وجاء تصريح بوتين ردًا على سؤال صحافي من صحيفة كوميرسانت الروسية اليومية، بشأن توقيف الخبير السياسي بوريس كاغارليتسكي والمخرجة يفغينيا بيركوفيتش مؤخرًا.
ووُجهت إلى كاغارليتسكي، المحلل السياسي الشهير والمتخصص في شؤون اليسار في روسيا، هذا الأسبوع تهمة "إطلاق دعوات عامة للإرهاب" ووضع في الحبس الاحتياطي في سيكتيفكار في أقصى الشمال الروسي. وكان قد أعرب علانية عن معارضته الهجوم في أوكرانيا.
أما بيركوفيتش، فقد أوقفت في مطلع مايو/ أيار الماضي، واتُهمت بـ"تمجيد الإرهاب" على خلفية مسرحية أخرجتها عام 2020 تحكي قصة نساء روسيات، تم تجنيدهن على الإنترنت للزواج من تنظيمات متطرفة في سوريا.
وقال بوتين إنه سمع اسميهما "لأول مرة" و"لم يفهم حقًا ما فعلاه أو ما حدث لهما"، مضيفًا أنه يعطي "رأيه العام بشأن هذه القضية".
