دخل العدوان الإسرائيلي على غزة الإثنين شهره الثاني، حيث تخطت حصيلة غارات الاحتلال 10 آلاف شهيد، أغلبهم من الأطفال وأكثر من 25 ألف جريح، وأسفرت عن دمار واسع في القطاع.
ومع استمرار العدوان منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، توقفت معظم المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل، إما بسبب القصف أو نفاد الوقود، إذ حذرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من نفاد الوقود في مستشفى القدس بمدينة غزة، خلال 48 ساعة، وما ينتج عن ذلك من توقف الأقسام الحيوية فيه.
وعلى الرغم من كل أعداد الشهداء والجرحى، والنداءات والدعوات بضرورة وقف إطلاق النار، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل شن غاراته وارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين في القطاع المحاصر منذ 17 عامًا.
توازيًا مع ذلك، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التابعة للأمم المتحدة، أن "طفلًا واحدًا يُقتل ويُصاب طفلان كل 10 دقائق بمعدل وسطي في قطاع غزة".
استمرار الغارات على قطاع غزة
واستشهد مساء الإثنين عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، جرّاء تواصل الغارات التي ينفذها طيران الاحتلال الإسرائيلي على معظم مناطق قطاع غزة.
وقال مراسل "العربي" إن إصابات سُجّلت جراء استهداف طيران الاحتلال منزلا بمخيم الشابورة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. وأضاف أن اشتباكات عنيفة وقعت بين المقاومين وجيش الاحتلال شمال غربي مخيم النصيرات وفي مدينة الزهراء وسط قطاع غزة.
وصعّد الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الماضية من وتيرة استهدافه للمستشفيات تحت ذريعة استخدامها لأغراض عسكرية، في حين نفت حركة حماس ذلك بشكل قاطع. وقد استهدف 5 مستشفيات خلال الساعات الأخيرة فقط، هي مجمع الشفاء أكبر مشافي القطاع، فضلاً عن مستشفيات العيون والرنتيسي للأطفال والقدس والطب النفسي.
وفي هذا السياق، استشهد ثمانية فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف مستشفييْ العيون والرنتيسي في قطاع غزة. كما استشهدت طفلة جراء استهداف جيش الاحتلال الطابقَ العلوي لمستشفى الشفاء.
إلى ذلك، أفاد مراسل "العربي" بسقوط شهداء وجرحى خلال قصف طيران الاحتلال منزلًا في شارع حميد بمخيم الشاطئ غربي مدينة غزة.
من جهته، أشار المتحدث الإعلامي الحكومي بغزة إلى "سقوط شهداء وجرحى غالبيتهم من النازحين جراء قصف الطابق الأخير لمبنى القدس في مجمع الشفاء الطبي".
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أعلنت في وقت سابق الإثنين، ارتقاء أكثر من 200 شهيد جراء القصف الإسرائيلي المكثف الذي نفذته قوات الاحتلال خلال الليل (الأحد) على القطاع.
إلى ذلك، أكدت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني، استشهاد المعتقل ماجد أحمد زقول (32 عامًا)، من قطاع غزة في سجن "عوفر"، وهو أحد العمال الذين جرى اعتقالهم بعد 7 أكتوبر المنصرم.
وبينت الهيئة ونادي الأسير، في بيان مشترك اليوم الإثنين، أن الاحتلال أخفى جريمة اغتيال الأسير زقول، خلال الفترة الماضية، إلى أن أعلن ذلك عبر وسائل إعلامه، وأنه لم يتسن التأكد من هويته في حينه.
المقاومة الفلسطينية ترد على العدوان الإسرائيلي
بدورها، تواصل المقاومة الفلسطينية في غزة صد ومواجهة الجيش الإسرائيلي الذي يحاول منذ أيام التوغل برًا إلى قطاع، عبر استهداف دبابته وآلياته، وقصف المستوطنات والمدن الإسرائيلية.
من ناحيته، أعلن أبو عبيدة المتحدث باسم "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس أن "مجاهدي القسام دمروا في محاور القتال خلال الـ48 ساعة الأخيرة كليًا أو جزئياً 27 آلية عسكرية".
وأضاف أن "المجاهدين دكّوا القوات المتوغلة بعشرات قذائف الهاون، والتحموا في اشتباكات مباشرة مع قوات العدو وأوقعوا فيها خسائر محققة".
كما قصفت كتائب القسام تجمعًا للجنود قرب “إيرز” بقذائف الهاون، كما قصفت تل أبيب برشقة صاروخية رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين.
وأفادت بتدمير دبابة إسرائيلية متوغلة في حي الإسراء شمال غرب غزة بقذيفة “الياسين 105"، وقصف قاعدة “رعيم” العسكرية برشقة صاروخية.
وإلى جانب القسام، أعلنت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أنها استهدفت حشودًا إسرائيلية في محيط موقع صوفا برشقة صاروخية مركزة.
كما أكدت قصفها قوة إسرائيلية راجلة في منطقة السموني وأخرى بمنطقة المقوسي في مدينة غزة بعشرات قذائف الهاون.
إلى ذلك، واصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائمه في الضفة الغربية، حيث استشهد، مساء الإثنين، 5 فلسطينيين 4 منهم في مدينة طولكرم (شمال) وخامس في بلدة بيت فجار جنوبي مدينة بيت لحم (جنوب).
وبحسب معطيات وزارة الصحة الفلسطينية، يرتفع بذلك عدد الشهداء الفلسطينيين في الضفة إلى 160 منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والجرحى إلى 2250.
مطالبات بوقف إطلاق النار في غزة
وخلال مباحثات في أنقرة، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لنظيره الأميركي أنتوني بلينكن، ضرورة إعلان وقف كامل وفوري لإطلاق النار في قطاع غزة الذي تشن إسرائيل عدوانًا عليه منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال بلينكن عقب اللقاء، إن بلاده تواصلت مع الإسرائيليين لتقليل أعداد القتلى وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة. وأضاف أنّ واشنطن ستستخدم نفوذها وعلاقاتها مع مختلف الدول لضمان عدم اتساع رقعة الصراع في المنطقة.
بدوره، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على "أننا نحتاج إلى وقف إطلاق نار إنساني فوري"، لافتًا إلى أن "قطاع غزة أصبح مقبرة للأطفال".
وأكد غوتيريش، في مؤتمر صحافي، أن "الإنسانية في مأزق ولا فائز من هذا الدمار ويجب أن نمهد الطريق للسلام".
كما دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، محذرًا من تفجر الأوضاع في الضفة الغربية. وشدد على ضرورة وقف هجمات المستوطنين على الفلسطينيين.
وزيرة الدفاع الهولندية كايسا أولونغرين أعربت أيضًا عن قلقها بشأن الوضع في قطاع غزة، داعية إلى "هدنة إنسانية" في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وعلى صعيد المواقف السياسية، أعلنت منظمة التعاون الإسلامي اليوم الإثنين، عقد قمة طارئة الأحد المقبل في الرياض، لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
من جهته، دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إلى رفع دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان.
من جانبها، قررت حكومة جنوب إفريقيا استدعاء دبلوماسييها من إسرائيل للتشاور على خلفية الوضع الحالي في المنطقة، وفق ما أعلنت الوزيرة المكلفة بالشؤون الرئاسية خومبودزو نتشافيني.
تصعيد على الجبهة اللبنانية
في غضون ذلك، شهدت جبهة لبنان تصعيدًا كبيرًا الإثنين، إذ أعلنت "كتائب القسام" إطلاق 16 صاروخًا من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل، وجنوب مدينة حيفا.
كما أعلن حزب الله استهداف موقعي المالكية وجل الدير الإسرائيليين بالأسلحة الصاروخية، مشيرًا إلى إحراز إصابات مباشرة.
من ناحيته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه "هاجم أهدافًا تابعة لحزب الله في جنوب لبنان ردًا على إطلاق الصواريخ".
ونصرة لمظلومية الشعب الفلسطيني، أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، مساء الإثنين، إطلاق دفعة من الطائرات المسيّرة على "أهداف حساسة" داخل إسرائيل.
من جانبها، أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، استهداف 4 قواعد تضم قوات أميركية في العراق وسوريا بـ6 هجمات.