أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن مقطع الفيديو المزعوم الذي تداوله الإعلام الإسرائيلي أمس الأربعاء، على أنه لأسر الحركة مجندات إسرائيليات في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 "مجتَزَأ وتم التلاعب فيه".
وبثت وسائل إعلام عبرية، أمس الأربعاء، مقطع فيديو قالت إنه يُظهر أسر مقاتلين من حماس 7 مجندات إسرائيليات في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت إبان عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة داخل مستوطنات غلاف غزة.
وسمحت عائلات خمس مجندات إسرائيليات محتجزات في غزة أمس الأربعاء، ببث لقطات في الإعلام تظهر لحظة أسرهن في قاعدة عسكرية.
وعرضت إسرائيل لقطات محددة تستمر لأكثر من ثلاث دقائق مأخوذة من مقطع فيديو مدته ساعتين صوره مقاتلون من حماس.
كيف علقت حماس على فيديو المجندات الإسرائيليات؟
من جانبها، قالت حماس، في بيان، إنَّ "المقطع المصور الذي يتم تداوله عبر الإعلام العبري هو مقطع مجتَزَأ وتم التلاعب فيه، ولا يمكن التأكّد من صحة ما ورد فيه".
واعتبرت أن "تداول هذا المقطع في هذا التوقيت يأتي في سياق محاولات الاحتلال الفاشلة، لتشويه صورة مقاومة شعبنا الباسلة، عبر بث الروايات الملفّقة التي ثبت بالأدلة كذبها عبر أكثر من محفل وتحقيق إعلامي".
وأوضحت أن "المشاهد (في هذا المقطع) تعرض صورًا لمجندات في موقع عسكري تم أسرهن خلال عملهن في قيادة فرقة غزة، وظهورهن بالزي المدني لأنهن خلال فترة الراحة، خاصة أن الهجوم كان في الصباح الباكر من يوم السبت 7 أكتوبر، وهو يوم الإجازة لديهن".
وأكدت أن "هناك بترًا وتقطيعًا متعمدًا في المشاهد واختيار صور ومقاطع لتدعيم مزاعم الاحتلال وأكاذيبه بالاعتداء على المجندات".
وتابعت أن "المشاهد تظهر تحريفات متعمدة وتلاعبًا بالترجمة باللغة الإنكليزية، وفبركة كلمات بالترجمة الإنكليزية لم ترد على لسان أي من المقاتلين الذين ظهروا بالفيديو، سواء باللغة العربية أو الإنكليزية".
ولفتت إلى أن "التحريف والتلاعب في الترجمة يثبت كذب الرواية الصهيونية من أصلها".
حماس أشارت في بيانها إلى أن "وجود آثار لدماء قليلة أو إصابات طفيفة لبعض المجندات (كما يُظهر مقطع الفيديو)، شيء متوقع في مثل هذه العمليات، وما يمكن أن يشوبها من تدافع".
وأوضحت أن "المشاهد لم تظهر أي اعتداء جسدي على أي منهن، بل أظهرت حوارًا بين المقاتلين والمجندات دون أي اعتداء أو تعنيف".
وشدّدت الحركة على أن "التعامل مع المجندات تم وفق القواعد الأخلاقية لمقاومتنا، ولم يثبت أي إساءة في المعاملة للمجندات في هذه الوحدة (قيادة فرقة غزة)، بالرغم أنها كانت تفتك بأبناء شعبنا، وتسببت في مقتل المئات من المتظاهرين السلميين على حدود غزة".
وذكرت في هذا الصدد أن "كل الصور والمشاهد في عملية تبادل الأسرى الأخيرة أكّدت حسن المعاملة التي لقَوها في كنف المقاومة في غزة، على عكس ما يلقاه أسرانا وأسيراتنا في سجون الاحتلال، من قمع وتنكيل وقتل".
فيديو المجندات الإسرائيليات
وفي إسرائيل، أثار مقطع الفيديو، "ضجة واسعة" في الشارع والمنظومة السياسية بإسرائيل، إذ طالب أهالي الأسرى، عبر بيان، حكومة بنيامين نتنياهو بالعودة على الفور إلى طاولة المفاوضات مع حماس على الفور لإعادة أبنائهم من غزة.
وتنوعت ردود فعل وزراء بحكومة نتنياهو حول المقطع، إذ قال نتنياهو إن حكومته "ستبذل كل ما في وسعها" لإعادة الأسرى، وطالب وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير بوقف "الوقود والمساعدات (إلى غزة)"، زاعمًا أن هذا هو السبيل الوحيد لإعادة الأسرى.
كما طالب وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش بـ"تدمير حماس، وعدم التوقف لثانية واحدة قبل ذلك"، بينما توعد بيني غانتس عضو مجلس الحرب باتخاذ "قرارات صعبة" لإعادة الأسرى، لم يوضحها.
دعوة للعودة للمفاوضات
ودعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد الحكومة إلى "إعادة الأسرى من غزة الآن"، فيما طالبت ميراف ميخائيلي، زعيمة حزب العمل اليساري المعارض حكومة بلادها بـ"العودة إلى طاولة المفاوضات وقبول العرض المطروح لإعادة الأسرى".
ورغم إعلان حماس، في 6 من الشهر الجاري، قبولها بمقترح مصري قطري لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع إسرائيل، ادعى نتنياهو أن موقف الحركة يهدف إلى "نسف دخول قواتنا إلى مدينة رفح (جنوبي قطاع غزة)"، و"بعيد كل البعد عن متطلبات" تل أبيب الضرورية.
وفي اليوم ذاته، أعلنت إسرائيل إطلاق عملية عسكرية في رفح، والسيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفع البري، في 7 من الشهر الجاري ومنع دخول المساعدات الإغاثية من خلاله.
وتقدر تل أبيب وجود 128 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، فيما أعلنت "حماس" مقتل أكثر من 70 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل، التي تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني.