الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"مجزرة" بوتشا تطغى على المحادثات.. أوكرانيا تتهم لافروف بـ"التواطؤ"

"مجزرة" بوتشا تطغى على المحادثات.. أوكرانيا تتهم لافروف بـ"التواطؤ"

شارك القصة

نافذة إخبارية عن اتهام أوكرانيا لروسيا بارتكاب جرائم حرب (الصورة: غيتي)
اعتبر وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أن صور المجازر التي ارتكبت في بوتشا وإربين قرب كييف "طغت" على المحادثات بين روسيا وأوكرانيا.

مع تواصل الهجوم الروسي على أوكرانيا منذ 43 يومًا، اتهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، اليوم الخميس، نظيره الروسي سيرغي لافروف، بالتواطؤ في "جرائم" ارتكبتها قوات بلاده في أوكرانيا، موضحًا أن الدبلوماسي الروسي الكبير يسعى إلى تبريرها.

وعقب اجتماع مع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي "الناتو" في بروكسل، قال كوليبا: "واقع أن لافروف يبرر قصف مستشفى في ماريوبول وجرائم حرب ارتكبت في بوتشا وغيرها من المدن والقرى الأوكرانية ويصفها بأنها مزيفة، يجعله شريكًا في هذه الجرائم".

واعتبر الوزير الأوكراني أن كل تعليق يدلي به يهدف إلى تعطيل المحادثات وعرقلتها وعدم مواصلتها، في إشارة إلى المفاوضات التي بدأت بين روسيا وأوكرانيا برعاية تركيا وما تزال متعثرة ومعدومة النتائج، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه "مستعد للقائه" مجدّدًا.

وأضاف كوليبا: "إذا كان الأمر يتعلق بالسلام في أوكرانيا ووقف عداد الموت أنا مستعد للقاء أي شخص، لتجنب بوتشا أخرى، يجب أن نتحدث ونرى كيف يمكننا إنهاء هذه الحرب".

وصُدم العالم من هول مشاهد الجثث والمقبرة الجماعية التي شوهدت في مدينة بوتشا الواقعة شمال غربي كييف، بعد انسحاب القوات الروسية منها قبل أيام، ووصف المشهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال زيارته إلى المدينة لاحقًا بأنها "إبادة جماعية" سيأتي اليوم الذي يحاسب العالم المجرمين عليها.

وبعد اكتشاف الكثير من الجثث بملابس مدنية في بوتشا، اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين "مجرم حرب"، واصفًا إيّاه بأنه "وحشي"، مضيفًا بالقول: "عليه أن يحاسب".

صور المجازر طغت على المفاوضات

وفي السياق نفسه، اعتبر وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، اليوم الخميس، أن صور المجازر التي ارتكبت في بوتشا وإربين قرب كييف "طغت" على المحادثات بين روسيا وأوكرانيا، وذلك خلال مؤتمر صحافي في بروكسل في ختام اجتماع لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي.

 وشدّد الوزير التركي على أن بلاده استقبلت جولتين من المحادثات المباشرة بين الجانبين، الأولى في 10 مارس/ آذار الماضي، في أنطاليا والثانية في 29 من الشهر المذكور في إسطنبول، لكن "تلك المشاهد طغت على الجو الإيجابي الذي سادها للأسف".

وأكد أن "روسيا وأوكرانيا تبدوان على استعداد للقاء مجددًا في إسطنبول"، مشيرًا إلى أنه التقى خلال هذا الاجتماع في بروكسل وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا.

ولفت تشاوش أوغلو إلى أن المفاوضات مستمرة مع البلدين المتحاربين من أجل تنظيم عمليات إجلاء بالبحر لمدنيين من ماريوبول، المدينة في جنوب شرقي أوكرانيا المحاصرة منذ أسابيع.

وقال: "نحن في خضم محادثات مع الأطراف الأوكرانية والروسية بشأن عمليات إجلاء بحرًا"، مضيفًا أن حوالي ثلاثين مواطنًا تركيًا ما زالوا هناك.

وفي ظل  مراوحة محادثات السلام الروسية الأوكرانية مكانها دون إحراز أي تقدم، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الخميس، أن كييف عرضت على موسكو مسودة اتفاق سلام تحتوي على عناصر "غير مقبولة".

وأوضح لافروف، في تصريحات نشرتها وكالة إنترفاكس، أن بلاده، ستواصل المحادثات رغم ذلك، وستضغط لتحقيق مطالبها.

وفي أول رد على التصريحات الروسية حول المباحثات المتعثرة، دعا ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي، روسيا إلى "خفض عدوانيتها" في المفاوضات.

وتؤكد المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا؛ أسفرت عن مقتل 1480 مدنيًا، وإصابة 2195 آخرين،  بين 24 فبرير/ شباط الماضي، و4 أبريل/ نيسان الجاري.

وبحسب المفوضية فإن 4 ملايين و244 ألفًا و595 مدنيًا أوكرانيًا لجأوا إلى دول الجوار، وخاصة بولندا التي استقبلت وحدها مليونين و469 ألفًا و657 لاجئًا أوكرانيًا، أما رومانيا فاستقبلت 648 ألفًا و410، ومولدوفا 396 ألفًا و448، والمجر 394 ألفًا و728، وسلوفاكيا 310 آلاف و405 لاجئين.

الأمم المتحدة تدعو إلى التحقيق

إلى ذلك، أعلن مسؤول كبير في الأمم المتحدة اليوم الخميس، خلال زيارة لبوتشا، أن التحقيق في ملابسات مقتل أشخاص يرتدون ملابس مدنية عثرت السلطات الأوكرانية على جثثهم بعد انسحاب الجيش الروسي من المدينة، سيكون "الخطوة التالية".

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث لمسؤول في بلدية بوتشا إنّ "العالم أصيب بصدمة كبيرة" مؤكدًا أن "الخطوة التالية هي إجراء تحقيق".

ووصل الدبلوماسي البريطاني إلى بوتشا، برفقة أمين عوض منسق الأمم المتحدة للأزمة في أوكرانيا، ثم توجه غريفيث مع مسؤول في البلدية إلى المقبرة الجماعية التي حفرها الأوكرانيون قرب الكنيسة من أجل التعامل مع كمية الجثث.

وسبق أن أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، أن الاتحاد الأوروبي مستعد لإرسال فرق محققين إلى أوكرانيا للمساعدة في جمع أدلة عن الجرائم الروسية في منطقة كييف.

وشدّدت لايين على أن تكتل الاتحاد الأوروبي مستعد لتعزيز هذا الجهد عبر إرسال فرق تحقيق ميدانية لدعم الأجهزة الأوكرانية المكلفة بالملاحقات، مشيرة إلى أن يوروجاست (وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال العدالة الجنائية) ويوروبول (الشرطة الجنائية الأوروبية) مستعدان للمساعدة.

وعقب اتهام روسيا بارتكاب "إبادة" غداة العثور على عشرات الجثث في بوتشا، أكدت روسيا أن صور القتلى المدنيين في البلدة كانت "بأوامر" من الولايات المتحدة في إطار مؤامرة لتوجيه اللوم لموسكو.

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
Close