أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية اليوم الخميس، تلقيها تقريرًا عن حادثة على بعد 50 ميلًا بحريًا شرق ميناء صحار العماني، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
وأفادت الهيئة البحرية البريطانية بتلقيها بلاغًا باعتلاء أشخاص غير مصرّح لهم سفينة قبالة ميناء صحار العماني، مضيفة أنّها لم تستطع الاستمرار بالتواصل مع السفينة، داعية السفن المبحرة في المنطقة إلى "توخي الحذر" وإبلاغها بأي أنشطة "مشبوهة".
قرار دولي جديد بشأن هجمات البحر الأحمر
يأتي الحادث بعد ساعات من تبنّي مجلس الأمن الدولي قرارًا يدعو إلى وقف "فوري" لهجمات الحوثيين على سفن في البحر الأحمر.
وخلال الأسابيع الماضية، كثّف الحوثيون هجماتهم على سفن تجارية يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الإستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، تضامنًا مع قطاع غزة.
ودعا مجلس الأمن في قرار صاغته الولايات المتّحدة واليابان واعتمده بأغلبية 11 عضوًا وامتناع أربعة أعضاء عن التصويت (روسيا والصين والجزائر وموزمبيق)، إلى وقف "فوري" لهجمات الحوثيين على سفن في البحر الأحمر، مطالباً كذلك كلّ الدول باحترام حظر الأسلحة المفروض على الحركة.
وأدان القرار بأشدّ العبارات الهجمات التي لا تقلّ عن 24 والتي استهدفت سفنًا تجارية منذ 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في إشارة إلى تاريخ استيلاء الحوثيين على السفينة "غالاكسي ليدر" واحتجاز أفراد طاقمها البالغ عددهم 25 شخصًا.
ويُطالب القرار "بأن يضع الحوثيون فورًا حدًا" للهجمات "التي تعرقل التجارة الدولية وتقوّض حقوق وحريات الملاحة وكذلك السلم والأمن في المنطقة".
وشدّد المجلس في قراره على احترام القانون الدولي، مشيرًا إلى أنّه "أخذ علماً" بحقّ الدول الأعضاء في الدفاع عن السفن ضدّ الهجمات.
روسيا تندد بالتحالف الذي تقوده واشنطن
وخلال جلسة مجلس الأمن، ندّد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا بالتحالف البحري الدولي التي تقوده الولايات المتحدة في البحر الأحمر لحماية حركة الملاحة البحرية من هجمات الحوثيين.
وقال السفير الروسي: "لا يسعنا إلا أن نشعر بالقلق إزاء الوضع الحالي في البحر الأحمر، لكنّنا قلقون من أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها يفضّلون كما يحصل غالبًا، اختيار حلّ أحادي الجانب بالقوة".
ودعا مشروع قرار مجلس الأمن إلى "معالجة جذور" الوضع "بما في ذلك الصراعات التي تساهم في التوترات الإقليمية".
وأرادت روسيا، التي اقترحت ثلاثة تعديلات لمشروع القرار تمّ رفضها جميعها، أن تضيف على وجه التحديد أنّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة هي من بين العوامل التي تُساهم في التوترات.
وعلّقت السفيرة الأميركية ليندا توماس-غرينفيلد بأنّ ربط هجمات الحوثيين بالوضع في غزة "من شأنه أن يشجّع الحوثيين ويخلق سابقة خطيرة في المجلس من خلال إضفاء الشرعية على هذه الانتهاكات للقانون الدولي".
كما هاجمت السفيرة الأميركية الدعم "المالي والمادي" الذي تقدّمه إيران للحوثيين، وقالت: "لا يمكننا تجاهل مصدر المشكلة، نحن نعرف أنّ إيران منخرطة بشدة في التخطيط للعمليات ضدّ السفن التجارية في البحر الأحمر"، داعيةً طهران إلى "الاختيار".
وأمس الأربعاء، اتهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إيران بدعم وتحريض الحوثيين على استهداف السفن في البحر الأحمر، محذرًا مما أسماه "تداعيات وخيمة لتهديدات الحوثيين للملاحة".
من جهته، وصف البيت الأبيض هجمات الحوثيين بـ"تصعيدية"، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة ستتشاور مع شركائها بشأن الخطوات التالية إذا استمرت هذه الهجمات.