Skip to main content

محاولة تحسين صورة.. سخرية من عمليات إنزال مواد الإغاثة الأميركية بغزة

الأحد 3 مارس 2024
لقيت عمليات إلقاء الجيش الأميركي لمساعدات إغاثية على قطاع غزة عن طريق الجو سخرية واسعة على مواقع التواصل- رويترز

لم تخف الولايات المتحدة دعمها المطلق وغير المشروط للاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة. بل ولم يكن دعمها عاديًا أو مجرد موقف مثل دول أخرى، وإنما كان دعمًا عسكريًا وماديًا وسياسيًا وبكل الأشكال الممكنة.

فمنذ اليوم الأول لم تتردد الولايات المتحدة في تحريك حاملتي طائرات، بينهما "جيرالد فورد" الأكبر في العالم، باتجاه المنطقة، لتستقر إحداهما في البحر الأحمر والأخرى في البحر المتوسط، لمنع أي أطراف أخرى من مضايقة الاحتلال عسكريًا أثناء حربه على القطاع.

وكان هذا الإعلان بمثابة بداية الدعم العسكري الذي لم يتوقف حتى اللحظة، أما الدعم السياسي فقد صرح السياسيون الأميركيون مرارًا بأن فكرة وقف الحرب مرفوضة تمامًا قبل أن ينتهي الاحتلال من مهمته. 

أمّا في مجلس الأمن فاستخدمت واشنطن حق النقض لوقف تبني المجلس قرارًا بوقف إطلاق النار في غزة ثلاث مرات.

واشنطن تخسر رصيدها في الشرق الأوسط

ويوازي هذا الدعم المفتوح غضب متصاعد في الشارع الأميركي على هذه السياسة، ويفقد بايدن وإدارته دعم قطاعات كبيرة قبل الانتخابات القادمة.

وفي الوقت نفسه رفُعت إلى البيت الأبيض تقديرات دبلوماسيين أميركيين في المنطقة، مفادها أن الولايات المتحدة تخسر رصيدها لدى شعوب المنطقة بسبب موقفها من الحرب على غزة.

وكان أن رأت الإدارة الأميركية أن مشهدًا يُظهر بعض جنودها وهم يجهزون مساعدات إنسانية لإلقائها فوق قطاع غزة المحاصر حصارًا مميتًا، قد يظهرها كأنها حريصة على المدنيين في القطاع.

وتمت عملية الإنزال الجوي بالتنسيق مع الأردن. وألقت ثلاث طائرات نحو ثمانية وثلاثين ألف وجبة على القطاع.

"إعدام ميت"

وكان لنشر واشنطن لصور من عمليات الإنزال تلك أن يثير استغراب كثيرين على منصات التواصل الاجتماعي.

فقد قال سعيد وليد الحاج: "إنزال الولايات المتحدة مواد إغاثة لغزة، نسلم بذلك جدلًا لا تصديقًا. يذكرني بمشهد من فيلم "إعدام ميت"، ‏حين كان ضابط المخابرات الإسرائيلي يضرب الضابط المصري ويسيل دمه، ‏بينما كان ممثل الصليب الأحمر يكتفي بمسح بعض الدماء عن وجهه، ربما ليبصر الضابط أين وكيف يوجه ضربته التالية".

من جهته، كتب داتوك أحمد عامر قائلًا: "مجرد استعراض إنزال الفتات بعد إرسال صفقات الأسلحة والجنود لقتل المدنيين من نساء وأطفال في غزة كلها معركة إعلامية، ضرورة المعركة الانتخابية، ولإرضاء أصوات مسلمي أميركا".

ودوّن ماهر شاويش يقول: "عملية الإنزال تتم عند استحالة الوصول إلى المكان المستهدف لوجستيًا وتقنيًا، لا سياسيًا. نقص السيادة أو بالأحرى انتفاؤها مع غياب الإرادة للدول المجاورة لغزة بريًا وبحريًا، هو الذي جعل البعض يستعرض عبر الإنزال".

أمّا مأمون قاسم فكتب: "لأن الإنزال الجوي صورته في الإعلام تعطي إيحاء مزيفًا بأن هناك من يقدم يد المساعدة لهذا الشعب المكلوم وفي نفس الوقت فيه مشقة وإمعان في التضييق والامتهان لهذا الشعب، بملاحقة المظلات الساقطة من السماء والركض وراءها".

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قد كشفت في نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أن الولايات المتحدة أمدت إسرائيل بنحو عشرة آلاف طن من الأسلحة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، يعني خلال شهرين فقط تقريبًا، موزعة على مئتين وثلاثين طائرة عسكرية، وعشرين سفينة شحن، بالإضافة إلى مصادقة البيت الأبيض على مساعدات عسكرية أخرى بقيمة أربعة عشر مليار دولار.

وهذه هي المساعدات فقط، عدا ما اشترته إسرائيل بنفسها من أميركا من أسلحة بقيمة أربعين مليار شيكل، أي قرابة ثلاثة مليارات دولار.

المصادر:
العربي
شارك القصة