الخميس 19 Sep / September 2024

مدى الحياة.. أحكام غيابية على منفذي تفجير الطائرة الماليزية

مدى الحياة.. أحكام غيابية على منفذي تفجير الطائرة الماليزية

شارك القصة

نافذة إخبارية سابقة في "العربي" حول أزمة تفجير الطائرة الماليزية والعلاقة بين روسيا والغرب (الصورة: غيتي)
المتهمون الأربعة بقوا أحرارًا ورفضوا حضور المحاكمة التي استمرت عامين ونصف عام في هولندا وجرت بعد تحقيق دولي.

قضت محكمة هولندية غيابيًا، اليوم الخميس، بالسجن المؤبد على ثلاثة رجال بتهمة إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية في رحلتها رقم "ام اتش 17" فوق أوكرانيا في 2014 وسط تصاعد التوتر بشأن التدخل العسكري الروسي.

وأعلن رئيس المحكمة هندريك ستينهاويس أن "المحكمة تفرض عقوبة السجن مدى الحياة" على الروسيين إيغور غيركين وسيرغي دوبينسكي والأوكراني ليونيد خارتشينكو الذين أدينوا بالقتل ولعبوا دورا في تدمير الطائرة.

وبقي المتهمون الأربعة أحرارًا، ورفضوا حضور المحاكمة التي استمرت عامين ونصف عام في هولندا وجرت بعد تحقيق دولي.

ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من جانبه بهذا "القرار المهم". وقال إن "معاقبة كل الفظائع الروسية - أمس واليوم - ستكون حتمية".

في حين نددت موسكو بالحكم واعتبرته حكمًا "سياسيًا". وقالت الخارجية الروسية في بيان إن "مجريات ونتيجة العملية القضائية تفيد أن (القرار) يستند إلى أمر سياسي".

"طي الصفحة"

وقُتل جميع ركاب وأفراد طاقم طائرة البوينغ 777 البالغ عددهم 298 شخصًا عندما أصابها فوق شرق أوكرانيا الخاضع لسيطرة الانفصاليين الموالين لموسكو، صاروخ قدمته روسيا كما يقول المدعون. وكانت الطائرة في الرحلة رقم "ام اتش 17"، متوجهة من أمستردام إلى كوالالمبور.

وحضرت عائلات الضحايا من جميع أنحاء العالم، إلى المحكمة التي عقدت جلساتها تحت حراسة مشددة قرب مطار سخيبول، بالقرب من الموقع الذي أقلعت منه الطائرة في 17 يوليو/ تموز 2014، واستمعت إلى حكم اللجنة المؤلّفة من ثلاثة قضاة اعتبارًا من الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش.

وقال بييت بلوغ الذي فقد أخاه وزوجته وابنهما قبل النطق بالحكم "اسأل الذين فقدوا أبناءهم، سيقولون إن من المستحيل طي هذه الصفحة".

وأضاف بلوغ الذي يرأس مؤسسة لأقارب ضحايا تحطم الطائرة "لكنني آمل حقًا أن يسمح لهم هذا الحكم اليوم بالابتعاد عما حدث للرحلة "ام اتش17" لمحاولة المضي قدمًا في حياتهم".

غضب دولي

وبعد ثماني سنوات على الكارثة، أصبحت المنطقة التي تحطّمت فيها طائرة "ام اتش 17" واحدة من ساحات القتال الرئيسية في الحرب الروسية المستمرة منذ تسعة أشهر في أوكرانيا.

وأثار تحطّم الطائرة غضبًا دوليًا، خصوصًا بعدما تناثرت الجثث والحطام في حقول عباد الشمس الشهيرة في أوكرانيا فيما كان بعض الضحايا، من بينهم أطفال، مربوطين بمقاعدهم.

وأوضح القضاة أن إيغور غيركينن وسيرغي دوبينسكي وليونيد خارتشينكو يمكن أن يتحملوا جميعًا مسؤولية نقل صاروخ "بوك" من قاعدة عسكرية في روسيا ونشره في موقع الإطلاق ، على الرغم من أنهم لم يطلقوه بأنفسهم. وقالوا إنه لم تتوفر أدلة كافية لإثبات تورط أوليغ بولاتوف المشتبه فيه الوحيد الذي مثله محام أثناء المحاكمة.

وأكد رئيس المحكمة أن "المحكمة ترى أن تحطم الرحلة "ام اتش17" نتج عن إطلاق صاروخ بوك من حقل زراعي بالقرب من بيرفومايسكي (في شرق أوكرانيا) مما أسفر عن مقتل جميع الركاب".

وأوضح أن "هناك وفرة من الأدلة لدعم هذا الاستنتاج" مثل "شظية صاروخ على شكل فراشة عثر عليها في جسم أحد أفراد الطاقم" في قمرة القيادة.

وبذلك رفضت المحكمة سيناريو بديل طرحه الدفاع عن احتمال تورط مقاتلة أوكرانية.

"لا يمكن طلب الحصانة"

ورأى القضاة أيضًا أن جمهورية دونيتسك الشعبية كانت "تحت سيطرة الاتحاد الروسي" عند تحطم الطائرة، أي أن المتهمين لا يملكون حق المطالبة بالحصانة كمقاتلين في نزاع دولي لأن روسيا "تنفي حتى يومنا هذا" سيطرتها على المنطقة في ذلك الوقت.

وتشكل المحاكمة نهاية مسعى طويل لتحقيق العدالة لأقارب الضحايا الذين قدموا من عشر دول وبينهم 196 هولنديًا و43 ماليزيًا و38 أستراليًا. وقال ايفرت فان زيتفيلد الذي فقد ابنته فريدريك (19 عامًا) ونجله روبرت جان (18 عامًا) وزوجيهما لفرانس برس "يجب على المجتمع الدولي ملاحقتهم".

ونفت موسكو أي ضلوع لها بإسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية.

وخلال المحاكمة، اعتمد الادعاء بكثافة على سجلات المكالمات الهاتفية وبيانات الاتصالات التي يُقال إنها أكدت وجود المشتبه بهم قرب موقع إطلاق الصاروخ أو في مراكز اتخاذ القرار.

واستخدم الادّعاء أيضًا شهادات بما فيها شهادة انفصالي سابق انهار خلال وصفه لموقع التحطّم حيث رأى "ألعابًا للأطفال مبعثرة"، بالإضافة إلى أدلة فيديو وصور عن تحركات الصاروخ.

وتم الاستشهاد بمواد الطب الشرعي، بما فيها شظايا تمّ العثور عليها في أجساد ضحايا، لإثبات استخدام صاروخ بوك لإسقاط الطائرة.

ويقول الادّعاء إن غيركين، وهو جاسوس روسي سابق أصبح ما يسمّى بوزير دفاع جمهورية دونيتسك الشعبية الانفصالية، قد ساعد في تأمين وصول نظام الصواريخ.

وانتقد غيركين مؤخرًا أداء الجيش الروسي في الحرب، وتفيد معلومات بأنه تطوع للقتال في أوكرانيا، ما أثار أملا لدى بعض أقارب ضحايا تحطم الطائرة في توقيفه وإرساله إلى هولندا.

وتفيد معلومات أن دوبينسكي، الذي يرتبط على ما يبدو بالاستخبارات الروسية، كان رئيسًا للاستخبارات العسكرية للانفصاليين وكان مسؤولًا عن إصدار الأوامر بشأن الصاروخ.

ولفت الادعاء إلى أن بولاتوف، هو جندي روسي سابق في القوات الخاصة، وخارتشينكو الذي يُقال إنه قاد وحدة انفصالية، كانا مرؤوسَين لعبا دورًا مباشرًا أكثر في إيصال الصاروخ إلى موقع الإطلاق.

وأضاف الادعاء أن صورًا وأدلة على وسائل التواصل الاجتماعي سمحت بكشف أن الصاروخ أطلق من اللواء 53 للصواريخ المضادة للطائرات من كورسك في روسيا.

وقال الادعاء إن المتهمين رتبوا لإحضار الصاروخ لمواجهة القوة الجوية الأوكرانية، موضحا أنه بموجب القانون الهولندي "لا فرق" بين ذلك واستهداف طائرة مدنية عن طريق الخطأ.

تابع القراءة
المصادر:
العربي- أ ف ب
Close