الخميس 21 نوفمبر / November 2024

مذاقه لذيذ ولكن.. 6 حقائق "مُرّة" وغير معروفة عن السكر

مذاقه لذيذ ولكن.. 6 حقائق "مُرّة" وغير معروفة عن السكر

شارك القصة

شرحت المختصة في التغذية فاطمة أبو يوسف فوائد التوقف عن تناول السكر (الصورة: غيتي)
حاولت شركات صناعة السكر، على مر التاريخ، التلاعب بحقيقة التداعيات الاجتماعية والصحية للسكر، بل وإخفاءها، مقابل الترويج له بوصفه "الذهب الأبيض".

لا شكّ في أن مذاق السكر لذيذ، وهو يضفي "لمسته" على الكثير من المأكولات والمشروبات، ولكنه ليس أفضل خيار صحي لنا، ليس لأنه يرتبط بزيادة الوزن فحسب، ولكن لأنه يتسبب أيضًا بمضاعفات صحية أخرى.

تاريخيًا، كان السكر مجرد نوع من التوابل الفاخرة التي يتداولها الأثرياء الأوروبيون. لكن عندما استعمر الأوروبيون، وخصوصًا البريطانيين، "العالم الجديد"، أدركوا المكاسب الضخمة للسكر، الذي أصبح يُعرف باسم "الذهب الأبيض".

وحاولت شركات صناعة السكر، على مر التاريخ، التلاعب بحقيقة التداعيات الاجتماعية والصحية للسكر، بل وإخفاءها.

نرصد في ما يلي بعض الحقائق المُرّة غير المعروفة عن السكر:

1- بين السكر والعبودية

على الرغم من مذاقه الحلو، إلا أن صناعته قامت على قصة مريرة بتسخير "العبيد"، كما كانوا يوصَفون، وتحديدًا في مزارع قصب السكر في لويزيانا بالقرب من نيو أورلينز، حتى إنّها دمّرت ثقاقات السكان الأصليين الذين استُعبد الكثير منهم.

وحتى يومنا هذا، لا تزال مثل هذه العمالة مستمرة وقوية في مجال صناعة السكر. ففي جمهورية الدومينيكان، يعمل مئات الآلاف من الهايتيين المثقلين بالديون في معسكرات عمل تُسمى "باتي"، لمدة تتراوح من 12 إلى 14 ساعة يوميًا في حصاد قصب السكر.

ويحصل كلّ ذلك مقابل أقل من دولار واحد يوميًا، بل الأمَرّ من ذلك، أنّها تُدفع لهم بطرق أخرى مثل النقاط أو غيرها داخل الشركة بدلًا من العملة الفعلية.

حتى يومنا هذا، لا تزال عمالة العبيد مستمرة وقوية في مجال صناعة السكر
يعمل مئات الآلاف من الهايتيين في معسكرات عمل تسمى "باتي" لمدة تتراوح من 12 إلى 14 ساعة يوميًا في حصاد قصب السكر - غيتي

2- دور السكر في أمراض القلب

في ستينيات القرن الماضي، موَّلت هذه الصناعة أبحاثًا لتسليط الضوء على المخاطر الزائفة للدهون، في محاولة للتقليل من المخاوف بشأن دور السكر في أمراض القلب.

عام 1967، وظّفت "مؤسسة أبحاث السكر" (Sugar Research Foundation) ‏علماء من جامعة هارفارد، مقابل ما يعادل نحو 50 ألف دولار أميركي في يومنا هذا، لمراجعة أبحاث اختارتها بنفسها، من أجل تقليل العلاقة بين السكر وأمراض القلب، وإلقاء اللوم على الدهون المشبّعة باعتبارها السبب الرئيس لأمراض القلب.

3- السكر عبارة عن "سمّ"

السكر هو عبارة عن "سمّ" يُعزّز تخزين الدهون في الكبد، ويهيئ لحالة مقاومة الإنسولين، ويزيد من إنتاج الإنسولين في الجسم، ويعزّز نمو الأورام.

وتعتمد صناعة السكر على الإنسان في الخضوع لرغباته وشعوره بالحاجة إلى مكافأة نفسه وتدليلها بالكعك والمشروبات الغازية والآيس كريم. فتعمل الشركات المصنّعة لهذه الأغذية على تشويش أفكارنا حول آثار الاستهلاك المفرط للسكر.

وفي أبريل/ نيسان 2003، طالبت "مؤسسة أبحاث السكر"، وعدد آخر من مجموعات صناعة الأغذية الكبرى، الكونغرس الأميركي بالتوقّف عن تمويل منظمة الصحة العالمية لمجرد أنها أعلنت أن استهلاك السكر يجب ألا يزيد على 10% من النظام الغذائي الصحي.

السكر عبارة عن سم
يُعزّز السكر تخزين الدهون في الكبد ويهيئ لحالة مقاومة الإنسولين - غيتي

4- الأغذية الصحية "قليلة الدسم"

لا تعتبر الحلويات والمشروبات الغازية والأطعمة التي تحتوي على السكر، المصادر الوحيدة للسكر في نظامك الغذائي. فكثير من الأطعمة التي تُسوّق على أنها "قليلة الدسم" تحتوي على كمية سكر أكبر من مثيلاتها.

ويضاف السكر إلى اللبن قليل الدسم لتعزيز النكهة التي تزول مع إزالة الدهون. كما يستهلك الانسان مواد بكميات كبيرة من دون أن يُدرك أنها تحتوي على كميات كبيرة من السكر على غرار الكاتشاب، وصلصة المعكرونة، وصلصة الشواء، والشاي المثلّج، والقهوة المنكّهة، وعصير الفاكهة المعلّبة.

كما أن الحبوب، وألواح البروتين تحتوي على مستويات عالية من السكر، بينما يحتوي الحساء المعلَّب على كميات سكر وصوديوم عالية.

يضاف السكر إلى اللبن لتعزيز النكهة
كثير من الأطعمة التي تُسوّق على أنها "قليلة الدسم" تحتوي على كمية سكر أكبر من مثيلاتها - غيتي

5- إدمان السكر

إدمان السكر حقيقي، حيث يعزّز السكر إنتاج الدوبامين على غرار المخدرات غير المشروعة. والدوبامين هو مركز المتعة في الدماغ، الذي يخلق الرغبة الشديدة في تناول الطعام، ويجعلك ترغب في تناول المزيد من الطعام.

أكثر من ذلك، فإنّ الأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، صُنعت لتلمس مراكز تذوّق الحلو في فمك، وتطلب من دماغك أن يرغب في المزيد.

ووجدت الدراسات التي أُجريت على الحيوانات، أن السكر يسبّب الإدمان أكثر من الكوكايين. كما لم ترغب الحيوانات في السكر أكثر من الكوكايين فحسب، بل عانت من آثار انسحابية أيضًا. وربما لا يعاني البشر من أعراض انسحابية في كثير من الأحيان، لأن السكر يصل إلى أجسامنا عبر مجموعة كبيرة من المصادر الغذائية الأخرى.

وأكدت المختصة في التغذية فاطمة أبو يوسف، في حديث سابق إلى "العربي"، أن التوقّف عن تناول السكر يؤثر على المزاج ويسبّب حالات من القلق والاكتئاب أو قلة التركيز والإعياء والتعب، مشيرة إلى أنّ هذه الأعراض تشبه تلك الأعراض الناتجة عن التخلص من المواد المخدرة في الدم.

وتحدثت عن فوائد عدة ناجمة عن الامتناع عن تناول السكريات، منها الشعور بالطاقة وتقليل نسبة شيخوخة الخلايا والبشرة، وانخفاض نسبة الإصابة بجميع الأمراض المتعلقة بالسكر مثل تسوّس الأسنان والوزن الزائد والسكري وأمراض القلب.

6- السكر وتغيّر المناخ

تؤثر صناعة السكر بشكل سلبي على تغيّر المناخ، إذ يستخدم مزارعو قصب السكر سماد "أكسيد النيتروز"، وهو أحد الغازات الدفيئة القوية التي تزيد احتمالية الاحتباس الحراري بمقدار 300 مرة أكثر من ثاني أكسيد الكربون.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close