يُثير التاج الإمبراطوري للملكة الراحلة إليزابيث الثانية الجدل حول تاريخ الاستعمار البريطاني.
وعند نقل جثمان الملكة الراحلة في شوارع لندن على عربة مدفعية، وُضع التاج المرصّع بالجواهر فوق وسادة مخملية على نعشها.
وخطف التاج أنظار العالم ببريق أحجاره الكريمة، ونال إعجاب عشّاق الماس والمجوهرات.
ولطالما زُيِّن التاج الإمبراطوري إطلالات الملكة الراحلة، حيث أشارت مجلة "نيوزويك" إلى أن التاج صُنع عام 1937 للملك جورج السادس، والد الملكة الراحلة. وخُصّص للاستخدام في حفل التتويج، لكن الملكة اليزابيث الثانية، كانت ترتديه سنويًا لمناسبة الافتتاح الرسمي للبرلمان حتى عام 2017.
وبعد أن أصبح التاج الإمبراطوري ثقيلًا جدًا بالنسبة للملكة التسعينية، ارتدت الملكة تاج جورج السادس الماسي عام 2019.
غير أن تداول صور التاج، أعاد إلى الواجهة مطالب المستعمرات البريطانية السابقة، لاسترداد الأحجار الكريمة التي تزيّنه، خاصة من الهند وإفريقيا.
فالتاج المثير للجدل، مرصّع بأكبر ماستين في العالم. الأولى تسمّى "كوهينور"، والتي تقدّر قيمتها بنحو 400 مليون دولار.
واستحوذت عليها بريطانيا عندما استعمرت الهند، وقامت بسلبها من المهراجا دوليب سينغ. وكانت الماسة "كوهينور" لسنوات طويلة مطلبًا رسميًا من السلطات الهندية، وسببًا في توتر دبلوماسي بين البلدين، بسبب محاولة نيودلهي استعادة الماسة المسروقة.
أما الماسة الضخمة الثانية، فتسمّى "كولينان"، أو ما يُعرف محليًا باسم "نجمة إفريقيا الكبرى".
ويعود مصدرها إلى جنوب إفريقيا، ولطالما طالبت جمعيات حقوقية مناهضة للاستعمار باسترجاع الأحجار الكريمة التي نهبها ملوك بريطانيا سابقًا، تكفيرًا عن ماضيهم الاستعماري.
إلا أن لندن، وككل مرة، كانت ترفض مزاعم مستعمراتها السابقة، وتبرّر قائلة إن الماس والأحجار الكريمة كانت تُهدى لملوكها، ولم تُسرق.