الأحد 8 Sep / September 2024

مركبة المريخ البريطانية ضحية الهجوم الروسي على أوكرانيا

مركبة المريخ البريطانية ضحية الهجوم الروسي على أوكرانيا

شارك القصة

مراسل "العربي" يتحدث عن التهديدات الروسية بشأن محطة الفضاء الدولية بسبب العقوبات على موسكو (الصورة: غيتي)
تأجل إطلاق مهمة "إكسومارس" على صاروخ "بروتون" الروسي العملاق الشهر الماضي بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا وسط مخاوف من أن يفضي التأخير إلى إلغاء المهمة.

تتصاعد المخاوف من أن المركبة الفضائية البريطانية الصنع والتي كان من المقرر أن تنطلق في مهمة "إكسومارس" الفضائية من أوروبا في سبتمبر/ أيلول المقبل قد لا تصل إلى الكوكب الأحمر أبدًا، بحسب صحيفة "الغارديان". 

وكلف تطويرها 840 مليون جنيه إسترليني واستغرق بناؤها 15 عامًا. وكان من المفترض أن تحفر المركبة سطح المريخ لجمع عينات يمكن أن تحمل علامات الحياة الماضية أو الحالية، لكن تم تأجيل إطلاقها على صاروخ "بروتون" الروسي العملاق الشهر الماضي بعد الهجوم على أوكرانيا.

وفي أحسن الأحوال، سيتعين على المركبة، التي بنيت في ستيفنيغ، هيرتفوردشاير، بتمويل من وكالة الفضاء الأوروبية، أن تنتظر عامين آخرين، عندما يتاح إرسال مركبة فضائية إلى المريخ. 

احتمال إلغاء المهمة

ومع ذلك، يخشى بعض علماء الفلك أن تبدو آفاق المركبة، التي سميت على اسم رائدة الحمض النووي البريطانية روزاليند فرانكلين، قاتمة الآن.

فقد حذر العلماء من أن استمرار التأخيرات قد يفضي إلى إلغاء المهمة في النهاية.

وقال عالم الفلك البروفيسور جون زارنيكي من الجامعة المفتوحة: "من غير المعقول أن نتمكن من العمل مع روسيا في ظل الظروف الحالية، وسيستمر هذا الموقف لفترة طويلة. هذا يمكن أن يؤخر إكسومارس لبقية العقد. بحلول ذلك الوقت، ستصبح تقنيتها قديمة".

ما هو البديل؟

وسيكون البديل هو العثور على قاذفة ومركبة هبوط لاستبدال الصاروخ ومركبة الهبوط الروسيين.

وبينما يظل بعض العلماء متفائلين نسبيًا بأن أوروبا وروسيا قد تتعاونان في الفضاء مرة أخرى، يظل البعض الآخر مشككًا فيه.

وقال روبرت ماسي من الجمعية الفلكية الملكية: "إذا انتهى الأمر بتأجيلها حتى نهاية العقد، بينما نبحث عن قاذفات جديدة ونطور أنظمة هبوط جديدة، فستبدو المهمة قديمة". "لهذا السبب هناك تكهنات الآن بأنها قد لا تنفذ أبدًا".

وقد لا تكون "إكسومارس" الضحية الوحيدة للهجوم الروسي على أوكرانيا، حيث توفر روسيا صواريخ رخيصة نسبيًا لكنها قوية تم استخدامها في إطلاق العديد من المهام الفضائية الأوروبية في الماضي. 

تأثير تعليق التعاون الروسي

وسيؤثر تعليق عمليات الإطلاق المستقبلية على قمرين صناعيين للملاحة من طراز "غاليليو"، بينما ستتأثر أيضًا مهمة "إيرث كير" العلمية التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، والتي تم تطويرها بالتعاون مع وكالة الفضاء اليابانية "جاكسا"، وتلسكوب "إيوسليد" الفضائي بالأشعة تحت الحمراء.

لكن الأمر الأكثر إرباكًا هو التأثير المحتمل على محطة الفضاء الدولية، التي تعتمد على نظام دفع روسي للابتعاد عن الأرض. وإذا انسحبت روسيا من محطة الفضاء الدولية، فإن المختبر المداري الواسع سينخفض ببطء إلى أن يتحطم.

وفي مارس/ آذار الماضي، حذّر رئيس وكالة الفضاء الروسية من أن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا قد تسبب سقوط محطة الفضاء الدولية، مطالبًا برفع هذه الإجراءات.

كما أعرب روغوزين عن أسفه للتعليق "المرير" لمهمة "إكسومارس" الروسية الأوروبية الذي أعلنته وكالة الفضاء الأوروبية، على إثر الهجوم الروسي على أوكرانيا.

عودة التعاون مرهونة برفع العقوبات

وأكد ديمتري روغوزين مدير وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" يوم السبت الماضي، أن استعادة العلاقات الطبيعية بين الشركاء في محطة الفضاء الدولية وغيرها من المشاريع الفضائية المشتركة، لن تكون ممكنة إلا بعد رفع العقوبات الغربية عن موسكو.

وكان الغرب قد فرض عقوبات واسعة على روسيا بسبب ما تسميه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا والتي بدأتها في 24 فبراير/ شباط.

واعتبر روغوزين في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي أن الهدف من العقوبات هو "قتل الاقتصاد الروسي وإغراق شعبنا في اليأس والجوع وإجبار بلدنا على الخضوع". وأضاف: "لن ينجحوا في هذا لكن النوايا واضحة".

وتابع: "لهذا أعتقد أن استعادة العلاقات الطبيعية بين الشركاء في محطة الفضاء الدولية والمشروعات الأخرى ممكنة فقط من خلال الرفع الكامل وغير المشروط للعقوبات غير القانونية".

وأضاف أن "روسكوزموس" ستقدم مقترحاتها قريبًا إلى السلطات بشأن موعد إنهاء التعاون مع وكالات الفضاء بالولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي واليابان؛ فيما يتعلق بمحطة الفضاء الدولية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close