غادر وفدا حماس وإسرائيل القاهرة دون اتفاق من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة. لكن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، أشار إلى أن مجموعات العمل مستمرة في القاهرة للتوصل إلى اتفاق.
وأشار إلى أنه سيتم العمل خلال اليومين المقبلين على ملف التبادل والأعداد.
وتخلّلت المحادثات السابقة التي تجري بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة نقاط خلافية رئيسية أهمها الوجود الإسرائيلي في ما يسمى بمحور فيلادلفيا، على امتداد الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر، إذ تصر إسرائيل على احتلال هذا المحور.
وفي هذا السياق، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر مطلع قوله إن هناك خلافات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وفريق التفاوض الإسرائيلي بسبب تمسكه بـ"بقاء الجيش" في المحور.
كذلك تتحفظ إسرائيل على عدد الأسرى الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم، وتشترط نفيهم خارج القطاع إذا تم الإفراج عنهم.
مساع للاتفاق على هدنة إنسانية في غزة
في المقابل، يعمل الوسطاء مع حركة حماس لقبول الانسحاب التدريجي من فيلادلفيا، وتتمسك مصر بانسحاب إسرائيل من معبر رفح مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
وقد أفادت وسائل إعلام مصرية بأن القاهرة جدّدت تأكيدها لجميع الأطراف المعنية عدم قبولها أي وجود إسرائيلي في معبر رفح أو محور فيلادلفيا.
وتشمل مطالب حماس أيضًا إصرارها على الحصول على ضمانات مكتوبة وملزمة وعلى غطاء أميركي لما يتم الاتفاق عليه، كما تدعو الحركة إلى إلزام الاحتلال بما تم الاتفاق عليه في الثاني من يوليو/ تموز الماضي.
وفي ما يبدو أن المفاوضات تعثرت مجددًا في ظل رفض إسرائيل الانسحاب الكامل من قطاع غزة، أو التعهد بوقف نهائي لإطلاق النار؛ وهي المسائل التي لا تقبل حركة حماس بتجاوزها، هناك مساع لاتفاق جزئي في الوقت الراهن، مع تأجيل استكمال باقي المراحل لاحقًا.
وبدأ الوسطاء العمل على التوصل إلى هدنة إنسانية تتراوح بين 4 أيام وأسبوع لتلبية الاحتياجات الإنسانية وإدخال لقاحات شلل الأطفال، ومواد النظافة، في ظل تفشي العديد من الأمراض بين النازحين والخوف من تفشي الحالة الوبائية بالقطاع.
استمرار المفاوضات على المستوى التقني
إلى ذلك، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن مصادر أن مباحثات القاهرة لا تزال مستمرة وقد تمتد حتى الغد.
وأشار مراسل التلفزيون العربي في القدس المحتلة أحمد دراوشة، إلى أن الصحيفة تتحدث عن استمرار المفاوضات على المستويات التقنية والعملية.
وبحسب الصحيفة، فإن مهمة هذه المستويات هي تلخيص كل التفاهمات التي تم التوصل إليها في الجولات الماضية، إضافة إلى الاتفاق على أسماء وأعداد الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم مقابل الأسرى الإسرائيليين. وبعد ذلك تتم مناقشة القضايا العالقة، لا سيما ملفَّي محور نتساريم ومحور فيلاديلفيا.
وأشار المراسل إلى أن صحيفة "يديعوت أحرونوت" كشفت عن طريقة أميركية جديدة في إدارة المفاوضات، موضحًا أن الطريقة السابقة كانت تقوم على الاتفاق على القضايا العالقة ومن ثم الانتقال لنقاش النقاط الأقل إشكالية.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة ربما تحاول شراء الوقت أو الإيحاء بأن المحادثات تشهد تقدمًا، فيما يبقى التعنت الإسرائيلي قائمًا بشأن محورَي نتساريم وفيلادلفيا.
وبحسب المراسل، يحتدم النقاش في الإعلام الإسرائيلي بشأن صلاحيات وفد التفاوض الإسرائيلي التي لم تُنشر تفاصيلها. لكن من الواضح أنه لا يوجد تفويض واسع يمكّن من التوصل إلى اتفاق أو حتى مجرد نقاش القضايا العالقة وطرح وجهات النظر الإسرائيلية، بحسب إعلام عبري.
كما أشارت صحيفة "هآرتس" إلى أن الولايات المتحدة ستزيد خلال الأيام المقبلة ضغوطها من أجل التوصل إلى اتفاق، لكن نقطة انطلاق الولايات المتحدة هذه المرة تختلف عن المرات السابقة، لا سيما بعد رد حزب الله على اغتيال القيادي فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، بحسب دراوشة.
