عرض التلفزيون العربي، اليوم الثلاثاء، مشاهد حصرية لعملية قنص جندي إسرائيلي نفذتها سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في محور التوغل وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأظهرت المشاهد المصورة سقوط جندي إسرائيلي من بين مجموعة كانت تتسلل إلى أحد المنازل في رفح بعد إطلاق النار صوبهم.
وكانت سرايا القدس قد أعلنت عن مجموعة من عمليات التصدي لآليات وجنود الاحتلال في مدينة رفح. كما أعلنت السرايا اليوم عن قصف سديروت ومستوطنات غلاف غزة برشقة صاروخية.
وتخوض المقاومة الفلسطينية من مختلف الفصائل اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال المتوغلة داخل قطاع غزة، لا سيما في مناطق الوسط والجنوب.
عملية معقدة للغاية
وفي هذا الإطار، يرى نائب رئيس هيئة الأركان الأردنية الأسبق قاصد محمود أن عمليات القنص هي أحد أساليب القتل المستخدمة لدى المقاومة، وهي من أهم العمليات لأنها تستهدف الضباط والجنود الإسرائيليين في أي موقع يظهرون فيه.
ويضيف في حديث لـ "التلفزيون العربي" من عمّان أن لعمليات القنص آثارًا معنوية ونفسية لدى العناصر الإسرائيلية، حيث لا يشعرون بالأمان أينما ذهبوا، خصوصًا حينما يترجلون، علمًا بأن المقاومين لديهم القدرة على القنص أيضًا في حالة ظهر رأس الجندي لفترة وجيزة من فتحة الدبابة.
ويشرح الخبير العسكري أن عملية القنص معقدة جدًا، فهي أولًا تحتاج إلى قراءة ميدانية عميقة ومعرفة معلومات بخصوص تحركات الجنود حين ترجلهم أو حين وجودهم في المنازل التي يتخذونها كأمكنة للمراقبة، وهناك تتم عملية مراقبتهم لفترة قد تطول زمنيًا.
ويوضح الخبير أن أحد صفات القناص هي أن يكون صبورًا وهادئًا ومتزنًا تمامًا وراميًا ماهرًا.
ويردف قاصد محمود أن ما يميز هذه العمليات هو توثيقها، بمعنى أن المقاتل القناص لديه زميل إعلامي يقوم بالتصوير ومساعدته في رصد الهدف.
ويشير إلى أن في هذا الفيديو الجديد المميز يتضح أن الرامي أصاب الجندي بطلقة واحدة.
القنص في لحظة غير متوقعة
ويقول محمود: إن من أهم نقاط عمليات القنص هو أن تكون البندقية مرتكزة بشكل دقيق، وهي أحد مقومات الرماية الماهرة.
ويؤكد أن أسلوب القنص هو طريقة عملية طالما هناك جنود يترجلون، حيث يجبر الجندي الإسرائيلي على التحرك على الأرض بدلاً من التحرك داخل العربة.
ويوضح أن هذا يبدو واضحًا في مناطق نتساريم والشمال والوسط والجنوب في رفح، حيث يترجلون ويظهرون، وهنا يتم استهدافهم.
ويخلص إلى أن قيمة القنص تكمن في كونه أسلوبًا قتاليًا فرديًا مؤثرًا جدًا، يسبب حالة من الرعب والقلق الدائم في نفسية الجندي، مع شعوره بأنه معرض للاستهداف بالقنص من مكان غير متوقع وفي لحظة غير متوقعة.
